الشله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بكم في منتداكم

الشله يرحب بكم ويتنما ان ينال أعجابكم
الشله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بكم في منتداكم

الشله يرحب بكم ويتنما ان ينال أعجابكم
الشله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبابي وجميل وبه الكثير من المتعه والفائده
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اهلا وسهلا بكم في منتدى الشله الشله تتمنا لكم اسعد الاوقات
اخي العضو والزائر ابدا بذكر الله و اتقي الله في نفسك واخوتك مع تحيات تيتو

 

 سالفة بنات الرياض5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sasa m.s
مشرف
sasa m.s


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1007
تاريخ التسجيل : 16/03/2010
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور على راحة وحب الناس ليه
المزاج : في السحااااب طاير بلا اجنحة

بطاقة الشخصية
العمر: 18
الاسم الحقيقي: معوض sasa

سالفة بنات الرياض5 Empty
مُساهمةموضوع: سالفة بنات الرياض5   سالفة بنات الرياض5 Icon_minitime1الجمعة مايو 07, 2010 10:02 am

(26)
عالم التشات ، عالم آخر ! ولله غيب السماوات والأرض وإليه يُرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافلٍ عما تعملون سورة هود:123 تملئني النشوة وأنا أستمع للحديث الدائر عني في كل مجلس أكون فيه ! أحب دائماً أن أشارك الحضور في حديثهم وأعطي توقعاتي مثلهم ، وفي منزلنا أطبع الإيميل الذي أرسله كل جمعة لكم وأقرأه على أهل البيت مثلما تفعل جميع البنات ! أشعر في تلك اللحظات بلذة توازي لذة التمدد تحت غطاء سرير ناعم بعد عناء يوم شتوي شاق ، أو لذة من يدير المذياع في لحظة ملل ليفاجأ بأن أغنيته المفضلة تذاع من بدايتها !
** بدأت علاقة لميس بالإنترنيت منذ كانت في الخامسة عشر من عمرها ، عندما بدأ والدها باستخدام الإنترنت عن طريق البحرين ، ثم مع دخول الإنترنت السعودية وهي في السابعة عشر بدأت تتعرف على ذلك العالم المثير عن قرب . كانت في الصف الثالث الثانوي عندما قام والدها بالاشتراك بخدمة الإنترنت ، فظلت علاقتها بالإنترنت محدودة بحكم خوفها على معدلها في تلك السنة المصيرية ، أما بعد التخرج فصارت تقضي ما لا يقل عن أربع ساعات يومياً على الإنترنت ، 99% منها على برامج المحادثة المختلفة (التشات) من ياهو ، ومايكروسوفت ، وآي سي كيو ، وإم آي آرسي ، وأي أو إل . كانت لميس تشتهر بسرعة بين أعضاء التشات بخفة دمها وشقاوتها ، وحتى مع حرصها على تغيير لقبها في التشات باستمرار إلا أن الكثيرين كانوا يكتشفون أن (السوسة) هي نفسها (عفريت) و (معسل) هي دلوعة بابا و(فرخة الجمعية) هي ( بلاك بيرل)! كانت تضحك من شكوك جميع الشباب الذين تحادثهم والذين لا يصدقون كونها بنتاً! - يا بوشنب اخلص علينا والله مانت بنية . - ليه طيب ؟ - يا خي البنات ما صلات ودمهم ثقيل وانت بصراحة محشش ! - يعني لازم أسوي نفسي تقيلة دم عشان تصدق إني ماني ولد ؟ - لا أنا عندي لك حل ! إن كنت فعلاً بنت ، سمعنا صوتك . - ههههههههههههه لا يا شيخ ؟ كان غيرك أشطر ! العب غيرها . - تكفين بس عطيني ألو ، وإذا ما ودك بالتليفون خليها في المايك ، بس عشان تثبتين لي إنك بنت مانت بولد . - عنك ما صدقت يا حبيبي ! - أخخخخخ . عورني قلبي على هالكلمة ! لا خلاص صدقت إنك بنت ! كلمة حبيبي طالعة من بُقك زي العسل ! - هههههههههه .... لا خلاص خليني أبو شنب أحسن من العسل وبلاويه ! - لا لا لا . أنا أشهد إنك أحلى شنبة ( واحد ما هو عارف وش يختار ولد ولا بنت ! محتاااااااااار ). - أحسن ! - طيب باسألك سؤال بيخليني أعرف إن كنت بنت ولا ولد . - أسأل يا عملي الأسود في حياتي . - رُكبك سود والا بيض ؟؟؟ - هههههههههه حلوة ! طيب أنا كما بأسألك سؤال أعرف منو إزا كنت بنت ولا ولد. - إسألي يا بعد عمري ! - أظافر رجولك سودا والا بيضا ؟؟؟ - هههههههههههه قوية ! وش دراك ؟ عاد هاذي ماركتنا المسجلة ! - شفت كيف؟! قال ركب سودة قال ! روحوا يا حبايبي شوفوا البلاوي اللي فيكو بعدين تعالوا تكلموا ! حصلت لميس من خلال التشات على عدد هائل من أرقام هواتف الشباب الذين عجزوا عن أن يحصلوا منها على أكثر من كلمات على شاشة . صرح لها المئات بإعجابهم بشخصيتها ، والعشرات بحبهم لها ، لكنها ظلت على قناعتها ، التشات مجرد وسيلة للضحك والتسلية و(الاستهبال ) على الشباب في مجتمع لا يسمح بذلك في أي مكان آخر . تعرفت قمرة على التشات من خلال لميس . كانت لميس في بداية الأمر تدعوها للدخول معها أثناء الساعات التي تقضيها على النت لتعرفها بأصدقائها أو لاين ، وشيئاً فشيئاً أدمنت قمرة التشات وصارت تصل الليل بالنهار وهي تحادث هذا الشاب أو ذاك أو ذاك أو ذاك ! منذ البداية ، أوضحت لميس لقمرة حقائق التشات وخفاياه . أخبرتها عن حيل الشباب المعروفة وألاعيبهم المكشوفة والتي قد تنطلي على حديثة عهد بالإنترنت مثل قمرة، حتى أنها قرأت لها بعضاً من الأحاديث القديمة لها مع أصدقائها على الإنترنت والتي تختزن أوتوماتيكياً على جهاز الكمبيوتر في بعض برامج المحادثة . - شوفي يا قمرة ، كل الشباب ستايلهم واحد لكن بينهم اختلافات بسيطة . مثلاُ اللي يجي من الرياض غير عن اللي يجي من الشرقية غير عن اللي يجي من الغربية وكدا . خليني أكلمك عن ستايل شباب الرياض بما إنهم يور مين إنترست : أول حاجة حيقول لك : ممكن أعرف إسمك ؟ انتي طبعاً ما تديلوا اسمك الحقيقي ، إما تديه اسم يعجبك أو تقولي لو سوري ما أبغي أقول اسمي . أنا عن نفسي أشتري دماغي وأقول أية اسم ، بس انتبهي كل واحد أديتيه أي اسم ! أنصحك تعملي زيي ، تسجليهم في دفتر علشان ما تتلخبطي ، أو تختاري اسم واحد ثابت ، بس كده أنا أحسو زهق ! بعد الاسم بكم يوم حيقول لك أنا معجب بشخصيتك وما عمري شفت زيك ، ممكن نتكلم بالتليفون ؟ حيطفشك وزن عليك وما حتوافقي طبعاً بس برضو حيديكي رقمو ! بعد كم يوم حيطلب صورتك علشان يبعث لك صورتو ، بس في الأخير حيمل ويبعتها من غير ما تبعتي لو حاجة . ساعتها ستي حتشوفي واحد من اتنين ! إما واحد جالس ورا مكتب وماسك قلم ووراه علم السعودية ، أو واحد عامل فيها بدوي وجالس جلسة عربية على الأرض ومتلتم وواحدة من ركبتيه مرفوعة ومسند دراعو عليها ، وما ناقصو غير صقر على كتفوا ويطلع في برنامج مضارب البادية ! بعدين حيقول لك إنو حب واحدة قبل سنتين وتزوجت . كانت تموت في دباديبو بس جالها عريس كويس وما قدرت تقول لأهلها لاه ، وهو ياحبة عين أمو كان لسه صغير وما يقدر يفتح بيت فاضطر يضحي سعادتو علشان سعادتها وقال لها يا بنت الحلال لا تربطي نفسك بيا وشوفي مستقبلك ونصيبك والله يوفقك ! بعد الاعترافات راح يبدأ يترك لك مسجات أوف لاين ، أغنية رومانسية والا قصيدة والا عنوان موقع شاعري حلو على الإنترنت ، وكما كم يوم حيتعترفك بحبه . راح يقول لك أنا كنت أدور على بنت متلك من زمان وأبغي أخطبك بس إحنا لازم نعرف بعض أكتر ونتكلم على التليفون (وفي بالو إنو راح يطلع معاك بس ما راح يصرح لك بكده وكفاية التليفونات في البداية عشان ما يخوفك)! بعدين شويه شويه حتبدأ مرحلة تقالة الدم ، واستلمي : ليش مطنشتيني ؟ ليش ما بتردي على مسجاتي بسرعة ؟ لا تكوني تكلمي واحد ثاني ؟ ما أبغاكي تكلمي واحد غيري. با غير عليكي . إزا جيتي مرة ثانية وما لقيتيني لا تظلي أو لاين ، ومن هادا الكلام اللي يسم البدن ويخليكي تديلوا بلوك والا اقنور على وشو زي الحلاوة علشان يبطل يعمل نفسو طرزان علكي مرة تانية ، وتروحي تشوفي غيرو !! أهم حاجة يا قمورة إنك ما تثقي بأحد ولا تصدقي أي واحد . حطي في بالك إنو مجرد لعب وإنو كل هدول الشباب نصابين ويبغو يضحكو على البنات الهُبُل ...). لم يكن أسلوب قمرة في التشات بجمال أسلوب لميس ولذلك فإن من تحمسوا لها بعد معرفتهم أنها صديقة لميس سرعان ما انفضوا من حولها بعد أن اكتشفوا أنها ليست بخفة دم صديقتها وسرعة بديهتها . بدأت قمرة تكوين صداقات جديدة بنفسها ، تعرفت على أناس من بلدان مختلفة ، وأعمار متفاوتة ، ومثل لميس ، لم تتعرف على أي من الفتيات . كان كل من على لوائحها للأصدقاء من الجنس الآخر . في إحدى الأمسيات المملة تعرفت على سلطان ، شاب بسيط ولبق في الخامسة والعشرين من عمره ، يعمل بائعاً في أحد محلات الملبوسات الرجالية . كان حديثه ممتعاً وكان يقرأ ما تكتبه له باهتمام ، ويضحك لنكاتها بمرح ويكتب لها الكثير من أبيات الشعر النبطي التي ينظمها بنفسه . مع مرور الأيام ، صارت تكتفي هي من الأصدقاء بسلطان وصار هو يكتفي من الصديقات بها ، كان يدعوها بلقبها على الإنترنت شموخ . حدثها كثيراً عن نفسه ، وبدا لها صريحاً وصادقاً وخلوقاً ، إلا أنها لم تستطع أن تعترف له بشيء عنها فاكتفت باسم شموخ ، وكذبة صغيرة مفادها أنها طالبة في أحد الأقسام العلمية بالجامعة . في تلك الأثناء ، كانت لميس قد تعرفت عر الإنترنت أيضاً على أحمد ، طالب الطب في جامعتها وكان كلاهما في السنة الثالثة . صار أحمد يضع لها نسخاً من الملخصات المهمة في إحدى المطابع لتستلمها من هناك فيما بعد ، وكانت هي ترسل له رسائل إلكترونية تحمل أهم النقاط التي قام الدكتور بالتركيز عليها قبل الامتحان ، فقد كان الدكاترة يتساهلون مع الطالبات أكثر من تساهلهم مع الطلاب والعكس صحيح ، ولذلك فقد كان الشاطر من تصله أخبار الدكاترة من البنات والشاطرة من تصلها أخبار الدكتورات من الأولاد ! لأسباب مهنية بحتة مثل اقتراب موعد الامتحانات وتقلص ساعات الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر وازدياد الحاجة لردود سريعة تتعلق بسؤال في أحد الامتحانات أو ملاحظة خاصة بأسلوب أحد الأساتذة في الاختبارات الشفوية ، انتقلت العلاقة بين أحمد ولميس من شاشة الكمبيوتر إلى سماعة الهاتف الجوال .
(27)
' seerehwenfadha7et' Date: 13/8/2004 Subject : سلطان الإنترنتي إذا ما كنتش قد الحب ما تحبش ! محمود الميليجي لم يعد يمر أسبوع من دون أن أقرأ موضوعاً يتناولني في جريدة أو مجلة أو منتدى على الإنترنت . فوجئت عند وقوفي في صف المحاسبة في السيفواي بمجلة شهيرة معروضة وقد كتب على غلافها : آراء المشاهير في القضية الأكثر سخونة حالياً في الشارع السعودي . لم أشك طبعاً بكوني تلك القضية الساخنة . ابتعت المجلة بهدوء وتصفحتها في السيارة وأنا أكاد أطير من الفرح ! أربع صفحات مليئة بصور كتاب وصحفيين وسياسيين وممثلين ومطربين ورياضيين يدلون بدلوهم في قضية الإيميلات ذات المصدر المجهول والتي تشغل الشارع السعودي منذ أشهر ! قرأت بضعة أسطر من حديث الأدباء فلم أفهم شيئاً . قالوا أنني أنتمي للمدرسة الانطباعية بين التناقض بين الانطباعية التأثيرية والتعبيرية إلا أن صاحب الرأي يصر على أنني أول من جمع بين الاثنتين ! لو يدري أنني لا أعرف معنى أي منهما حتى أجمع بينهما ! انتقلت لأسطر اللاعبين والممثلين وقرأت مديحاً يثلج الصدر ، إيه ! هذا الكلام ! ما لنا والسريالية الميتافيزيقية التأثيرية الحنطفيسية !!
** - سديم تتوقعين إن في أمل راشد يحن على ولده ويجي يشوفه في يوم من الأيام ؟ - ما عليك منه . هماه يرسل فلوس مع أمه والا أبوه ؟ خلاص هو بقريح ! وش تبين به بعد كل اللي سواه ؟ من عافنا عفناه يا قمور لو كان غالي ! تتأمل قمرة بعد انتهاء مكالمتها لسديم ألبوم صور زواجها من راشد . تلاحظ عبوسه في جميع الصور بينما تبدو السعادة الانشراح على محياها . استوقفتها صورة لها وسط أخوات راشد ، ليلى المتزوجة أم لطفلين ، وغادة في مثل سنها ، وإيمان في الخامسة عشرة . توقفت لدقائق أمام هذه الصورة وهي تفكر ، وبعد أن توصلت إلى قرارها انطلقت بسرعة نحو جهاز الكمبيوتر ، وقامت بإدخال الصورة إلى الماسحة الضوئية (السكانر) وفي خلال ثوان ظهرت الصورة على شاشة الكمبيوتر أمامها، وببعض الخطوات البسيطة ، أخفت صورتها هي وليلى وإيمان ، وأبقت على صورة غادة فقط . في المساء ، عندما التقت بسلطان على الماسنجر ككل ليلة ، أقنعته بأنها وافقت أخيراً على إرسال صورتها له ، مقابل صوره الكثيرة التي أرسلها إليها . أرسلت له صورة غادة وهي ترتجف . أخبرته مقدماً أن الصورة قد التقطت لها وصديقاتها في عرس إحدى الصديقات ، وقد أخفت صورهن جميعاً أمانة منها . بعد أن انتهى من تحميل الصورة على جهازه ، وبعدما عبر لها عن مدى دهشته وإعجابه بجمالها الذي لم يكن يتصوره ، ألقت إليه بتتمة الكذبة ، أخبرته أن اسمها الحقيقي هو غادة صالح التنبل !
** تتصل حصة بأختها الكبرى نفلة لاستشارتها في مشاكلها الدائمة مع زوجها خالد : - تخيلي ياختي إنه صار يعيرني بقمرة ! ما غير يقول لي وش سوت الداشرةووش ما سوت !! كله عشان سمع من أخواني إنهم ركبوا لها نت في البيت ! - ما يستحي على وجهه يقول ذا الكلام ! بس وراه ما علمتي أمي من أول ؟ - علمتها بس تدرين وش قالت لي ؟ قالت زوجك ما عليه من قمرة ! البنت ما عندها شي تفرح بوه وكفاية حبستها بهالبيت ليل ونهار . على الأقل مقابل هالكمبيوتر أهون من الدوران في الشوارع بأنصاف الليالي ! - أمي مكسور خاطرها على قمرة ليش إنها تطلقت . - ويعني ما دام قمرة تطلقت تبيني أنا بعد ألحقها وأتطلق ؟؟ رجلي يبيها من الله! إن سمع عنها شي تسذا ولا تسذا ليرمينن أنا وعيالي في الشارع ! - ما يخسى إلا هو ! وشو ما عندتس بيت أهل تقعدين بوه ؟ - من زين قعدة بيت الأهل الحين ! أنا والله كل ما شفت حالة قمرة وهالعيشية اللي عايشتها حمدت ربي على هالبلا اللي عندي ، على قولة المثل : اقضب قريدك لا يجيك اللي أقرد منه ! يالله ، الحمد لله والشكر على كل حال . منذ أن أرسلت له صورة غادة أخت راشد (أو صورتها) وسلطان يكاد لا يفارق النت ! ألح عليها كثيراً حتى تقبل بمحادثته هاتفياً إلا أنها أصرت على الرفض لأنها ليست من (ذلك النوع) من الفتيات . كانت كلما ازدادت رفضاً ، ازداد سلطان تعلقاً بها وتمجيداً لأخلاقها . في الحقيقة ، كانت قمرة قد فكرت ملياً في مسألة المكالمات هذه وقررت أنها لا تستطيع القيام بها لسببين ، أولهما أن هاتفها الجوال باسم والدها ، وهكذا فإن بإمكان سلطان اكتشفا كذبتها ومعرفة أنها ليست صاحبة الاسم الذي تدعيه ، وثانيهما أنها لم تتحمس يوماً لفكرة محادثة شاب غريب هاتفياً ، وإن كانت تشعر بقرب سلطان منها وتحس بصدقه والتزامه ، إلا أن شيئاً ما بداخلها ظل رافضاً للفكرة ومستهجناً إياها . بعد ليالٍ طويلة من السُهاد ، ودموع كثيرة ذرفتها ندماً على فعلتها غير المبررة باستغلال صورة غادة للانتقام من راشد ، وبعدما حدثتها والدتها عن مشاكل حصة مع زوجها بسبب إدمانها هي على الإنترنت ، اتخذت قمرة قرارها الصعب بالانسحاب من عالم التشات السحري والبعد عن طريق سلطان الطيب الذي لا يستحق هذا العبث منها ، خاصة بعد أن بدأ يحدثها عن رغبته بالاقتران بها . اختفت قمرة بلا مقدمات وانقطعت أخبارها ورسائلها عن سلطان الذي ظل يكتب لها إيميلات الشوق والحب والاستعطاف لشهور طويلة دون أن ترد عليه يوماً .
(28)
هل أحبها ماتي وهل أحبته عندما تبرد المحبة في قلب المرأة ، لا تعود كل أجواخ العالم تُدفئها . نيلسون نصحني القارئ إبراهيم بأن أصنع لنفسي – أو أن يصنع هو لي – موقعاً على الإنترنت أنشر فيه رسائلي منذ الرسالة الأولى وحتى الأخيرة ، حماية لها من السرقة والضياع ، وحتى أضمن المزيد من القراء لرسائلي حيث سيتم وضع إعلانات وروابط وأشياء أخرى في الموقع كتب لي عنها بإسهاب . أشكرك يا أخي على حرصك وتعاونك ولكنني لا أفهم في تصميم المواقع أكثر مما أفهم طبخ البامية ، ولا يمكنني أن أحملك يا إبراهيم عبئاً كهذا قد تحقد علي بعده ، ولذلك فإني سأظل على أسلوبي العتيق في إرسال الإيميلات الأسبوعية بانتظار عرض أفضل ، كعمود أسبوعي في صحيفة أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو أي اقتراح تجود به قرائحكم! شحاذة وتتشرط !
** استطاع ماتي أن يجعل من حياة ميشيل مغامرة ممتعة لا تنقطع ، وساعدها معنوياً وعملياً على التأقلم مع نمط معيشتها الجديد . كان يشرح لها ما تستصعبه من دروس سواء في المادة التي يدرسها إياها أو في غيرها من المواد ، وكان يهتم بمتابعة شؤونها في السكن الجامعي ويحاول مساعدتها في حل أية مشكلة تواجهها ، ورغم استمتاعها بسكنها المستقل وتلذذها بطعم الحرية التي تجربها لأول مرة في حياتها إلا أنها كانت تقضي في منزل خالها يومياً أكثر مما تقضيه في غرفتها الصغيرة في سكن الجامعة والتي تشاركها إياها فتاة أخرى . بعد تجاوز صعوبة الأشهر الأولى ، واعتيادها على الروتين الجامعي اليومي ، بدأ تندمج في نشاطات الجامعة وتشرك معها ابن خالها ماثيو (ماتي) الذي كان يُشركها بدوره في نشاطاته الأسبوعية هو ورفاقه . نظمت الجامعة لها ولزملائها رحلة برية للتخييم في حدائق يوسمتي أثناء عطلة نهاية الأسبوع ، وانضم ماتي إلى مجموعة المشاركين بصفته رئيس جمعية أصدقاء الطبيعة في الجامعة . هناك ، بين أحضان الطبيعة الساحرة التي لم تر ميشيل شيئاً بجمالها من قبل ، كان ماتي المرافق المناسب في المكان المناسب . كان يوقظها باكراً حتى تجلس معه فوق الصخور الصغيرة في مكان بعيد ليرقبا شروق الشمس التي تتكسر أشعتها على مياه الشلال المتدفقة أمامهما . كانا يتسابقان لالتقاط أجمل الصور لتلك المناظر الخلابة . تثير غيرته بصورة التقطتها لقبلة بين سنجابين حبيبين ، فيرد عليها بعد قليل بصورة لغزال يسد برأسه قرص الشمس فتبدو أشعتها وكأنها قرون عظيمة تمتد على مرمى النظر . اصطحبها معه في إحدى اللونق ويك إندز إلى نابا فالي التي دعاه إليها ويليام موندافي ، حفيد عائلة موندافي أصحاب أشهر مصانع الخمور في العالم ، وأحد أصدقائه المقربين . في مزرعة ويليام أو بيلي كما يناديه الجميع ، تذوقت أفضل أنواع المربى الطازجة واللحوم المشوية والمكرونة المحضرة من قمح المزرعة إلى جانب أفخر أنواع النبيذ من الشاردونيه والكابرنيه سوفنيو. كانت هذه أمثلة من عطل نهاية كل أسبوع ، أما في العطل الطويلة إلى حد ما والتي لا تسافر فيها للسعودية كعطلة عيد الفصح فقد كان يصطحبها بسيارته إلى لاس فيغاس أو لوس آنجليس . كان خالها يُعد من أبناء الطبقة الراقية أو ما فوق المتوسطة في سان فرانسيسكو ولذلك فقد كان ماتي براتبه الشهري من الجامعة ومساعدة والده ، إلى جانب ما يرسله لها والدها من مصروف شهري كبير ، يرسم لهما معاً خططاً ممتعة لقضاء أية إجازة بشكل غير اعتيادي . أخذها في لاس فيغاس إلى عرض راقص لفرقة لورد أوف ذا دانس الشهيرة ، كما فاجأها بتذكرتين لحضور العرض المائي الباهر (ذي أو شو) للسيرك دو سوليه ، أما في لوس آنجليس فقد كانت هي قائدة الرحلة بحكم زيارتها لها من قبل . أخذته إلى الروديو داريف في النسيت بوليفارد لتمارس أولاً وقبل كل شيء هوايتها في التسوق رغم تذمره ، ثم أمضيا السهرة في تدخين الشيشة في جبسي كافيه ، أما في اليوم التالي فاستمتعا بالسير في البالم بيتش قبل أن يسهرا في مطعم بيبلوس الذي لاحظت تواجد السعوديين فيه بكثرة بصحبة صديقات هنديات وإيرانيات . كان السعوديون يشكون بكونها سعودية بسبب ملامحها ويستغربون وجودها مع شاب أمريكي ، لكن لكنتها الأمريكية المتقنة أثناء حديثها مع ماتي بددت شكوكهم وأبعدتهم عن ملاحقتها بنظراتهم التي تتصيد الفتيات الخليجيات. خلال أيام الأسبوع ، كان يأخذها إلى الحي الصيني حيث الدكاكين الصغيرة والمطاعم الصينية التقليدية . كانا في كل مرة يزوران فيها الحي الصيني يتناولان عصير الكوكتيل الممزوج بالتابيوكا التي تجعل الشراب لزجاً بعض الشيء وأشبه بالصمغ . في فصل الربيع كان يحب اصطحابها لتأمل منظر الغروب من على شاطئ سوساليتو القريب من القولدن قيت . كان يعزف لها أنغاماً ساحرة على غيتاره حتى تنغمس كعكة المس في كوب البحر ، أما في أيام الشتاء فكان كثيراً ما يصطحبها لشرب الكاكاو الساخن في جيراديللي الذي يطل على سجن الكاتراز الشهير العائم وسط البحر ، فيحتسيان شرابهما الساخن وهما يتأملان منارته المضيئة من بعيد والتي تقف دليلاً للسواح والمقيمين على ماضٍ أمريكي مثير للاشمئزاز في قسوته وسواده . كان أكثر ما يعجبها في ماتي احترامه لوجهة نظرها مهما كان الاختلاف بينهما . هي نفسها كانت تلاحظ تسلطها في إقناعه بوجهة نظرها في كثير من الأحيان ، إلا أنه كان دوماً يشرح لها أن اختلافاتهما لا تعني أكثر من كونها اختلافات في وجهات النظر ، وعلى ذلك فليس من المجدي أن يزعجا نفسيهما بمحاولة تغيير أحدهما الآخر من أجل أن يشبها بعضهما في كل شيء ! اعتادت ميشيل في بلادها أن تنسحب من النقاشات بعد أن يتحول الحوار إلى مشادات كلامية ساخنة وتسفيه للآراء ، وكان تتحاشى التعبير عن آرائها صراحة إلا أمام من (تمون) عليهم كصديقاتها المقربات . كانت تلاحظ أن الرأي العام في بلادها لا يعبر بالضرورة عن الرأي العام الفعلي ، لأن الناس كانوا يترددون كثيراً قبل أن يدلوا برأيهم في قضية ما حتى يتحدث أحد الشخصيات القوية أو أصحاب الكلمة المسموعة بين الناس فيقوم الباقون بتأييده . كان الرأي العام علاقة متعدية تترتب على رأي واحد ، رأي الأقوى . هل أحبها ماتي وهل أحبته ؟ لا يمكن إنكار أن كل هذا القرب على مدى عامين متواصلين والاهتمامات المشتركة ساهمت في التقريب بينهما إلى حد كبير ، وأنه مرت عليها لحظات تخيلت فيها أنها تحبه بصدق ، خاصة بعد أمسية شاعرية على رمال المحيط أو بعد نجاحها بتفوق في مادة من أصعب المواد بعد استماتة ماتي في تدريسها إياها قبل الامتحان ، لكن فيصل ظل مخبئاً في أحافير قلبها ، سراً دفيناً لا تستطيع البوح به لماتي الذي يعرف عن السعودية أقل مما أعرف عن أنا عن تصميم المواقع وطبخ البامية مجتمعتين ، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال تخيل القيود التي أحكمت بقسوة على حبها لفيصل ومنعته من الارتباط بها . يظن ماتي الذي ينحدر من بلاد الحرية أن الحب كائن خارق يصنع المعجزات . هي نفسها كانت تعتقد ذلك في بداية صباها ، قبل أن تعود من أميركا للعيش في بلادها التي ثٌعامل الحب فيها كنكتة خارجة يمكن التندر بها لفترة قبل أن يمنع تداولها من قبل جهات عليا .
(29)
فراس غير متى أحبت المرأة ، كان الحب عندها ديناً ن وكان حبيبها موضع التقديس والعبادة. طاغور خالد(الشريه) بعث لي دعوة للكتابة في مجلة (الديمن) لصاحبها (ابن السبيت) ، والتي ترأس تحريرها الدكتورة شريفة (الهاص) . بما أنني اكتشفت الآن أن الشحاذ قد يحصل على ما يريد عندما يتشرط ، فسأنتظر حتى أحصل على عرض بتقديم برنامج تلفزيوني أو إذاعي مثل برنامج إضاءات لتركي الدخيل . ما فيش حد أحسن من حد ! استمروا في تدليلي ، فأنا بحاجة إلى دفعة أسبوعية من الدلع والتدليل حتى أستمر ، لتستمعوا بما أرسله لكم كل جمعة . تذكروا أنكم أنتم الرابحون أولاً وأخيراً . تضع أم نوير صحن الحلاوة الطحينية (الرهش) وإبريق الشاي أمام سديم وتصب هذه الأخيرة بيالة لكل منهما ، لترشفاها مع قطع الحلاوة الدسمة . - تصدقين يا خالتي ، ما عرفت أن وليد ما يسوي إلا بعد ما تعرفت على فراس . - عسى بس ما ييي(يجي) اليوم اللي تعرفين فيه إن فراس هم ما يسوى ، بعد ما تتعرفين على اللي وراه ! - فال الله ولا فالك !الله لا يقوله !! أنا ما أبغي من هالدنيا إلا فرسا . فراس وبس. - كنتِ تقولين نفس هالكلام عن وليد ، وبييي (يجي) يوم واذكرج ! - بس فراس وين ووليد وين يا خالتي أم نوري ! - ويه ما لت عليهم اثنينهم ! على قولة المصارية : إيش جاب لجاب ؟ بين الشبشب والقبقاب . - مدري وش فيك ما تحبين فراس ، مع إنه وش ملحه ! - أنا ما أحب كل الرياييل . سليمة صكتهم واحد واحد ! نسيتي لما قلت لج إن وليد مو عاجبني وما عاجبج كلامي ؟ - لا ما نيسيت . كنت خبلة وعلى نياتي ، وإلاّ واحد يجي يقول لي في الملكة إنه راقب كل تليفونات البيت الثابتة والنقالة قبل ما يخطبني ، وفحص سجلات المكالمات الصادرة والواردة لمدة 6 أشهر قبل الخطوبة ، وأنا بكل غباء أقول له الحمد لله إني نجحت بالامتحان ! لا وفخورة بنفسي بعد ! مالت عليّ ! - مدمغة! قلت لج يومها هاللي يسوى جذيه مريض بالشك ومعقد بس ما صدقتيني ! ذبحتينا أحبه وأحبه ! قلت لج باتشر (باكر) يسوي أكثر وما بتخلصين من هالامتحانات ، تشنج (كإنك) داخلة ثانوية عامة مو زواج !وهذا هو ، سوّى لج امتحان آخر شي مثل ويهه(وجهه) ولما ما يبتي (جبتي) النتيجة اللي كان هو يبيها قطج(رمى بك) على صخر! قطوة بجهنم الحمراء قولي آمين ! - بسم فراس غير يا خاليت ، والله عمره ما عرّضني لموقف مثل كذا ولا عمره سألني أسئلة من طقة أسئله وليدوه . فراس مخه نظيف وما يشوف كل شي بوصاخة مثل وليد ! - بس يا سدوم ما يصير تحسسينه إنه كل شي بحياتج ! إنتي صايرة تسوين له (تبسط كفيها وتؤرجحهما أمامها) يا دهينة لا تنكتين ! - وش أسوي يا خالتي تعودت عليه !صار كل شي بحياتي ! أول صوت أسمعه أول ما أقوم الصباح وأخر صوت أسمعه قبل ما أنام ، وطول اليوم هو معاي وين ما كان . يا خالتي تخيلي إنه يسألني عن امتحاناتي قبل أبوي ، ويتذكر البحوث اللي علي أكثر مني ، وإن صارت لي مشكلة بدقيقة حلها لي بعلاقاته ووساطاته ، وان احتجت لشي حتى لو بيبسي بنص الليل قام ووصى أحد يجيبه لي . تخلي إنه مرة من المرات راح بنفسه للصيدلية الساعة أربعة الفجر عشان يجيب لي (أولويز) لأن سواقي كان نايم ! راح بنفسه وشراه لي وحط الكيس عند باب بيتنا ومشى ! يعني معقول يا خالتي بعد كل هالدلع اللي مدلعني إياه ما تبينه يصير كل حياتي ؟ أصلاً أنا وربي ما عدت أذكر كيف كنت عايشة بدونه ! - عدال يا معوده سويتيه حسين فهمي ! إنزين . الله لا يغير عليكم ، ويعطيج خيره ويكفيج شره ! بس والله إن قلبي مو مرتاح له . - ليش بس ؟ علميني ! - الحين ما دامه يحبج على قولتج عيل ليش ليما الحين ما خطبج ؟ - هذا اللي محيرني يا خالتي . - انتي ما قلتي لي إنه تغير من يوم ما دري إنج كنتي عاقدة على وليد ؟ - هو ما تغير بس ، يعني ... حسيت إنه فرق علي شوي . هو ما زال على حنانه ورقته وحرصه علي ، لكن كإن في شي بداخله ما صار يطلعه قدامي ، يمكن يكون هالشي غيرة ! أو قهر إنه ما هو أول إنسان بحياتي مثل ما أنا أول بنت بحياته . - وانتي من قاص عليج بالله وقايل لج إنج أول بنت يحياته ؟! - مجرد إحساس ! قلبي يقول لي إني الحب الوحيد بحياته ، وحتى لو كان عرف بنات قبلي بحكم سنه وعيشته برا ، فأنا متأكدة إنه ما حب واحدة وتعلق فيها ودمج حياته بحياتها مثل مجرد إحساس ! قلبي يقول لي إني الحب الوحيد بحياته ، وحتى لو كان عرف بنات قبلي بحكم سنه وعيشته برا ، فأنا متأكدة إنه ما حب واحدة وتعلق فيها ودمج حياته بحياتها مثل ما سوا معي . الواحد ما يحب ويوصل لهالمستسوى من العطاء والبذل وهو في هالسن إلا إن كان شايف إن اللي حابها ومتعلق فيها واحدة غير ! واحدة من جد تستاهله ، لأنه ما عاد صغير ، وتفكيره في هالسن ما هو تفكير شاب توه في العشرينات ! الرجال في هالسن إذا حب على طول يفكر بالاستقرار والزواج ، ما عنده لعب وتعالي نتعرف على بعض ونشوف ومن هالحكي حق العيال ، والدليل إنه إلى الآن ما عمره طلب مني إنه يشوفني بعد أيام لندن غير هذيك المرة اللي على طريق الشرقية ! - أنا ما دري شلون تجرأتي تخلينه يمر يمكم (جنبكم) بالسيارة وانتي راكبة مع أبوج ! مينونة ! افرضي إن أبوج صادج ؟ اش كان سويتي ؟!. - أنا ما تجرأت ولا شي ، المسألة كلها صارت بالصدفة ! كان المفروض إني أسافر الشرقية بالسيارة مع أبوي عشان نحضر عزاء ، وفراس كان رايح لأهله يقضي الويك إند معهم وطيارته فاتته فقرر يروح بالسيارة . أبوي طلع من الشغل بدري يومها وقال خلينا نمشي وفراس اللي كان المفروض يمشي من الظهر تأخر للعصر بسبب الشغل ! صدفت ساعتها إننا صرنا أنا وهو على الخط ، وظلينا على المسجات وكل واحد يقول للثاني كم كيلوا باقي له ويوصل ، وأنا أحاول أقنعه يبطل يكتب مسجات وهو يسوق! فجأة لقيته يوقل لين وش سيارة أبوك ؟ قلت له لكزس سماوي ، ليه ؟؟ قال أبد بس التفتي يسار بعد خمس ثواني وبتشوفيني !!! آه يا خالتي ... ما قدر أوصف لك شعوري لحظة ما شفته ! عمري ما تصورت إني ألقى إنسان أحبه للدرجة هاذي . مع وليدوه الزفت كنت أحس أني مستعدة أقدم أي تنازلات علشان يرضى عني ، لكن مع فراس المسألة معاه رغبة في العطاء بلا حدود. ودي أعطيه وأعطيه وأعطيه ! تصدقين يا خالتي ، أحياناً تجيني أفكار أستحي منها .. - مثل شنو ؟ - يعني مثلاً أتخيل نفسي وأنا أستقبله كل يوم في بيتنا بعد الزواج وهو راجع من الدوام تعبان . أجلّسه هو على الكنب وأجلس أنا على الأرض قدامه . أتخيل نفي أغسل رجوله بموية دافية وأبوسهم وامسح بهم على وجهي ! مدري كيف يثيرني هذا الخيال يا خالتي ، يثيرني بدرجة جنونية ! مع إن عمري ما تخيلت إني ممكن أفكر أسوي كذا لأي رجال مهما كان ! مدري كيف هالفراس قلب كل مفاهيمي يا خالتي وخلاني أعشقه بهذا الشكل المتطرف ! - ما أقول غير الله يعطيج على قد نيتج يا حبيبتي ويكافيج الشر قولي آمين .
(30)
: قمرة التي لم تتغير وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهوة الغفور الرحيم سورة يونس :107 تردني رسائل كثيرة تحوي قدحاً في أم نوير ، وتذم أهالي صديقاتي الذين سمحوا لبناتهم بالتردد على منزل امرأة مطلقة وحيدة . هل الطلاق كبيرة من الكبائر ترتكبها المرأة دون الرجل ؟ لم لا يُضطهد الرجل المُطلق في مجتمعنا كاضطهاد المرأة المُطلقة ؟ أعرف أنكم تستنكرون أسلتي الساذجة ولكنها أسئلة منطقية جديرة بإجابات عادلة تحمي أم نوير وقمرة وغيرهن من المطلقات من هذه النظرة الفوقية التي يتصدق بها المجتمع عليهن ، فيما الرجال المطلقين يعيشون حياتهم دون معاناة أو رقابة . لم تتغير حياة قمرة بعد ولادة طفلها كثيراً ، فأعباء العناية به كانت ملقاة على عاتق المربية الفلبينية التي استقدمتها أم قمرة خصيصاً لهذا الشأن ، لمعرفتها بكسل ابنتها وإهمالها حتى لنفسها فكيف بطفل حديث الولادة ؟ بقيت قمرة على حالها ، بل عادت إلى حالها قبل الزواج . كان يكفيها الاكتئاب الحاد الذي أصابها بعد انقطاعها عن التشات . ظلت تفكر بسلطان لمدة ليست بالقصيرة . كانت كثيراً ما تشعر برغبة عارمة في محادثته لكنها كانت تعدل عن ذلك بعد أن تتذكر وضعه ووضعها اللذين يصعب اجتماعهما بسهولة. تأخذها الأفكار بعيداً كل ليلة . تلاحق صديقاتها الثلاث وتقارن حياتها بحياة كل واحدة منهن ، فهذه سديم غارقة في حب سياسي ناجح وشخصية معروفة ، قد يتقدم لخطبتها في أية لحظة بناءً على ما تخربه إياها سديم عن حبهما الرائع وتفاهمها حول كل شيء ... والله وبتطيحين واقفة يا سديم ! أحسن من هالشباب الصغار اللي ما يعرفون وش يبغون من الدنيا ؟! لميس في سنتها الجامعية الثالثة وستصبح عما قريب دكتورة قد الدنيا ! لا باس إن تأخر زواجها ، فتأخر سن الزواج شائع في أوساط الطبيبات وقد اعتاد المجتمع على ذلك حتى صار من المستهجن والمستغرب أن تتزوج طالبة الطب صغيرة ! إن أرادت الفتاة أن تعنّس دون أن تنال لقب (عانس) فما عليها إلا أن تدرس الطب ، فالأبصار مغضوضة عن هؤلاء ! أما طالبات الكليات الأدبية والدبلوم ومن لا تلتحق بأية جامعة ، فأصابع الاتهام بالعنوسة تبدأ في الاتجاه نحوهن بمجرد بلوغهن العشرين . بس لميس محظوظة بأمها ما شاء الله . أمها فاهمة ومثقفة ودايم تقعد وتتكلم معها ومع تماضر ، ومتعودين يسولفون لها عن كل شي بدون مِستحى . الله يخلف على أميمتي اللي على قدها وما تعرف لهالخرابيط وكل ما قلنا لها شي قالت لا ، وما كنا نسوى تسذا وما كنا نقول تسذا وكل شي تنقد عليه ! ذاك اليوم لما اشترت شهلاء شوية قمصان نون وبيجامات حرير تقول كل صديقاتها عندهن مثلها هاوشتها وأخذت منها كل الحاجات ورمتهن بالزبالةوهي تصارخ : بعد ما بقى إلا ذا ! تبين تلبسين (قلة حيا) وانت ما بعد أعرس !؟من بكرة راحت شرت لها درزن ملابس داخلية من طيبة وعويس وجابتهن لها بزعمها تراضيها !عطتها الأغراض وقالت لها : الحين ما لك إلا ذولي ، والخرابيط ذيك لاحقن عليها لين أعرست !. حتى ميشيل التي تخلى عنها فيصل كانت أوفر حظ منها ، فأهلها قد سمحوا لها بالدراسة في أميركا بينما هي لا يُسمح لها حتى بالخروج من المنزل وحدها ، وفي زياراتها القليلة لبيت سديم ، كانت أمها تجبر أحداً من إخوتها على إيصالها بنفسه والعودة بها رغم وجود السواق ! ( يا حظك يا ميشيل ) بتاخذين راحتك وتعيشين حياتك مثل ما تبين ! ما وراك أحد يسأل وين رايحة ومنين جاية !بتكونين حرة نفسك وما عليتس من أحد ولا عليتس من كلام الناس اللي ما ينخلص منه . كانت إذا اجتمعت بصديقاتها الثلاث شعرت بالفرق الشاسع الذي طرأ عليهن بعد دخولهن الجامعة . لميس صارت تفضل الاجتماع بصديقاتها من كلية الطب على الاجتماع بهن ، ثم أنها لا تدري ما الذي جرى لعقل هذه الفتاة حتى تلتحق بدورات في الدفاع عن النفس وفي اليوغا ! أصبحت لميس بعيدة عنهن في تفكيرها منذ التحاقها بالكلية الغبراء ، كلية الطب . ميشيل أصبحت ترعبها أحياناً بحديثها عن الحرية وحقوق المرأة ، وقيود الدين والأوضاع الاجتماعية وفلسفتها للعلاقة بين الجنسين ونصائحها لها بأن تكون أقوى وأشرس في الدفاع عن حقوقها وعدم تقديم تنازلات في حق الذات ! سديم الأقرب إليها هي الأخرى بدت أنضج بكثير بعد العطلة الصيفية التي قضتها في بريطانيا ، لعل سفرها وحدها والعمل الصيفي والقراءة قد أفادوها ، أو لعل تلك الثقة بالنفس مصدرها حب رجل بمكانة فراس لها . أياً كانت الأسباب ، فقد شعرت قمرة أنها الوحيدة التي لم تتغير منذ أيام المرحلة الثانوية ، اهتماماتها لم تتغير وأفكارها لم تتطور وأولوياتها لم تتبدل . ما زال حلمها الوحيد هو الزواج من رجل ينتشلها من وحدتها ، ويعوضها عن أيام الشقاء التي عاشتها . كم ودت لو استمدت من ميشيل بعض صلابتها ومن سديم بعض ثقافتها ومن لميس بعض جرأتها ! كم أرادت أن تصنع من نفسها شخصية تحاكي شخصيات صديقاتها وتستطيع الدخول معهن في نقاش عميق ، لكنها ظلت عاجزة عن مجاراتهن . يبدو أنها خلقت بهذه الشخصية الضعيفة التي تحتقرها لتظل سائرة وراء الركب طوال حياتها . ذهبت لتلقي نظرة على صالح قبل أن تنام . دخلت الغرفة التي وضع فيها فراشه الصغير المزركش إلى جانب سرير المربية . اقتربت من فراشه بهدوء حتى لا توقظه أو توقظها ، وإذا بعيني الطفل تلمعان لها وسط ظلام الغرفة وهو يتلفت نحو مصدر الصوت ببراءة ودعة . مدت إليه يديها فتعلق بهما لتلتقطه بحنان وتحمله . حالما حملته شعرت بملابسه المبللة وفخذيه الرطبين وشمت الرائحة النفاذة المنبعثة من حفاظته الصغيرة . حملته إلى الحمام لتجد مؤخرته الغارقة في البلل مغطاة ببقع حمراء صغيرة . لم تعرف قمرة كيف تتصرف في ظرف مثل هذا ، هل توقظ أمها أم توقظ شهلاء ؟؟ ما أدرى شهلاء بالأطفال ! إذا كانت هي نفسها لا تعرف ما تفعل ! هول توقظ المربية ؟ الله يقطعها! كله بسببها!! نايمة ومخلية ولدي غرقان بالبول ! كان الولد أمامها يلعب ببطته الصفراء المطاطية التي ناولته إياها دون أن تبدو عليه معالم الألم أو الضيق ، لكن الأمر كان أقسى على قمرة من مجرد طفح جلدي! كل شيء كان قاسياً عليها ، راشد ، ونظرة المجتمع ، وأمها وحصة ، وزوج حصة ، وموضي ، وصديقاتها ! الكل يستضعفها ويعيب تفاهتها وتخلفها ، حتى المربية الفلبينية أهملت العناية بطفلها بعد أن لاحظت عدم حرصها هي عليه !يا لها من حياة قاسية أخذت منها كل شيء ولم تمنحها شيئاً في المقابل ! أخذت منها شبابها ومرحها لتستبدلهما بلقب بشع وطفل ليس له من سند في هذه الحياة سواها ، هي الأمس منه حاجة للسند ! سقطت البطة من كف صالح الصغيرة عندما احتضنته قمرة بكل ما فيها من قهر وندم وعذاب ، وهي تبكي .
(31)
(حش) في الرجال يكفي المرأة رجل واحد لتفهم جميع الرجال ، ولكن لا يكفي الرجل مئات النساء حتى يفهم امرأة واحدة جورج برنارد شو لقد أصبحت هذه القصة حياتي . أصبح يوم الجمعة أكثر قداسة من ذي قبل وأصبح لجهاز الكمبيوتر موقع أساسي في غرفتي بعد أن كان ينتقل من غرفة إلى أخرى دون أن أكترث ، وصرت أضحك كلما أغاظتني زميلة أو أستاذة من أساتذة الجامعة اللواتي يحرقن الدم ! كل هذا لا يساوي شيئاً أمام ما أفعله . كل هؤلاء المتعجرفات يلتصقن بشاشة الكمبيوتر كل جمعة ليقرأن ما أكتب ، فلأدعهن لتفاهاتهن ، ويكفيني ما أحس به في داخلي من فرح واعتزاز !
** اجتمعت الصديقات الأربع في مننزل قمرة في آخر أيام العطلة الصيفية ، وكل واحدة منهن تحمل بين يديها لعبة أو قطعة حلوى لصالح تحثه بها على المشي نحوها بخطواته المتعثرة وساقيه السمينتين كساقي البطة . اندفعت قمرة توبخ لميس على ما اكتسبته في شاليهات جدة من سمرة برونزية : - قسماً بالله إنك مجنونة ! الحين الناس تدوّر البياض وانتِ تتسدحين بالشموس! - أيش أسوي اشتهيت أعمل برونزاج ! والله إنو أتراكتف ! - بالله يا بنات ردوا عليها ، ذا المهبولة ! تتدخل ميشيل التي يعجبها اللون البرونزي على لميس : - آكتشولي ... آي لايك آت . تثور قمرة وتحاول إقناع سديم بتأييدها : - سديم ! شوفي هالمجانين وش يقولون ! بالله أحد يعوف البياض ويروح للسواد برجلينه! عمرتس سمعتي بحرمة تدور على عروسة سودا لولدها ؟ - يا شيخة خلي كل واحدة تسوي اللي على مزاجها . إلى متى وحنا نسوي اللي على مزاج الحريم واللي على مزاج عيالهم ؟؟ أنا أقول سوي تان يا لميس زي ما تبين وإذا ودك تولعين بشعرك بقاز بعد لا يردّك إلا يدينك ! - جبتس عون صرتي لي فرعون ! ترد قمرة بغيظ . - لا عون ولا فرعون . بس من جد زهقت من هالتبعية اللي فينا ! كلٍ يمشينا على مزاجه ! ما صارت عيشة ! الواحد ما له راي حتى على نفسه ! تسألها صديقاتها : - سدومة أيش فيك ؟ من اللي مضايقك ؟ - أكيد متضاربة مع فراس . هوا أكيد ما في غيرو ! - وش سوى لك ذا القرد ؟ - إنتِ شفتيه في باريس ؟ حاولت سديم تهدئة انفعالها الذي فاجأ صديقاتها وراحت تسرد عليهن ما يربكها من أفكار : - شفته مرة واحدة . أصلاً هو جا هناك يوم واحد بس عشان يشوفني ، وأنا طبعاً ما قدرت أقول له لأ . ما أكذب عليكم ، بصراحة أنا بعد ما كنت ميتة أبغي أشوفه ! طول السنة اللي فاتت ما شفته بسبب دراستي وشغله ، ولأننا اثنينا متفقين على إن المقابلات بيننا في الرياض بتكون صعبة ومحرجة وغير مريحة مثل برا . برا الواحد ياخذ راحته وأقدر أقابله بأي مكان لكن هنا لأ . قابلته في مطعم رايق وجلسنا نسولف مع بعض . كانت جلسة حلوة . ترد ميشيل : أكيد بعدها قال لك كيف رضيتي تطلعين معي ؟ وإلا شك فيكِ عقبها وصار يعاملك ببرود ! أنا عارفة هالحركات حقة شبابنا المعقدين!! ذي آر مينتالي تويستد ! هو أنا هجيت من بلدكم من شوي!. بالعكس هو عمره ما عاملني بهالطريقة ، مع إنه كان يتكلم عن بعض البنات قدامي كنت ألاحظ أحياناً إنه فيه شوي من خصلة هالشك ، لكن مو معي أنا . فراس عارفني زين . - أبو طبيع ما يغير طبعه ( تقولها قمرة بثقة). - لا صدقوني ، ما كانت هنا المشكلة ! إني من مدة وأنا ملاحظة إنه يلمح لي تلميحات غريبة بخصوص ارتباط ، يوم يقول لي إن أهله لقوا له عروس ويوم يقول لي إذا جاكِ عريس مناسب لا تردينه ! مدري كيف يطاوعه قلبه يقول لي هالكلام وهو عارف أنا وش كثر أحبه ! في الأول كنت أحسبه يمزح وبس قصده يرفع ضغطي ، بس في باريس قلت له إن صديق بابا وده يخطبني لولده ، وهالشيء فعلاً صاير . تخيلت إنه بيعصب وبينقهر ويدق على أبوي في نفس اليوم يخطبني منه ! قال لي خلي أبوكِ يسأل عنه وإن طلع الرجال زين توكلي على الله ! - باللهِ قال كذا ! تتساءل قمرة غير مصدقة. - وانتِ إيش قولتي لو لما قال كده ؟ قالت لميس . - ولا شي . - ولا شي !! - تنحت ، وقعدت أناظره بغباء لين دمعت عيوني ، بعدين قلت له آسفة لازم أمشي ! - وأيش قال هو ؟ - قال لا تصيري زعولة وحلف علي إني ما أقوم ! قال لي ترى إن قمتِ مانيب مكلمك عقبها مرة ثانية ! - وجلست ؟؟ - جلست ! لين ما خلص أكله وقام معي وطلعنا من المطعم سوا ، وجاب لي تاكسي يوصلني للفندق ! - والحين لسّاتكم مع بعض ؟ - مع بعض بس على نفس الحال ! يلعب بأعصابي وأنا ماني عارفة وش أسوي علشان أرضيه وأرجعه مثل أول ! ليه دائماً يصير معي كذا ؟ ليه الرجال بعد فترة يقلبون علي ؟ أكيد فيني شي ! الظاهر إني أول ما أبدأ آخذ راحتي معهم يبدون يكشون مني ! تؤمن لميس أن تسلط الرجل لا يأتي من فراغ ، وإنما بعد عثوره على امرأة تحب هذا التسلط منه وتساعده على الاستمرار فيه : - أنا أعتقد إنو الرجال ما بيكزبوا لكن همّا لؤما شوية . الواحد يبدأ يتهرب من البنت بعد ما تصير سهلة معاه وبعد ما يحس إنو خلاص ما صارت تمسّل تحدي بالنسبة لو ، لكن ما يقول لها هادا الكلام في وشهّا ، ولا يخليها تحس إنو هوا الغلطان ، لأ! يقنعها إنها هيا اللي عندها مشاكل مش هوا ! بعضهم يدّو البنت إشارات علشان تنهي العلاقة بنفسها ، لكن إحنا البنات الأغبياء عمرنا ما نلقط هادي التلميحات ! نظل نشتغل على العلاقة لطلوع الروح ، حتى لو باين عليها من أولها إنها رايحة في ستين داهية ! عشان كده في النهاية ناكل على روسنا ونتهزأ . احنا اللي ما احترمنا نفسنا من البداية وانسحبنا بكرامتنا . تعطيها مشيل تحليلها المنطقي للموقف : - يا حبيبتي هاذي سياسة تطفيش معروفة عند العيال . تلاقينه فكر وقال وش يخليني آخذ واحدة مطلقة وأنا ما قد تزوجت ؟ إذا الرجال المطلق نفسه يدوّر على بنت ما تكون تزوجت قبله ، تبغين هذا يقتنع بمطلقة ؟ تلاقينه حسبها في مخه وقال بكرة أنا إذا بغيت أصير وزير والا وكيل وزارة يبغى لي واحدة تشرفني اسم وشكل ونسب ومركز اجتماعي وفلوس !ما آخذ واحدة معيوبة (مطلقة) علشان الناس تاكلني بألسنتها ! هذا تفكير شبابنا مع الأسف ! تلاقين الواحد مهما تطور والا ارتقى بفكره ومهما حب وعشق يظل يعتبر الحب مجرد كلام روايات وأفلام وما يثق في كونه دعامة تصلح لبناء أسرة ! تلاقينه مثقف ومتعلم وشايف وعارف ومتأكد بداخله إن الحب غريزة إنسانية طبيعية وما هو عيب إن الواحد يختار شريكة حياته بنفسه ما دام مقتنع فيها ، لكن يظل خايف إنه يسلك طريق غير اللي سلكه أبوه وعمه وجده قبله ، دامهم عايشين مع حريمهم إلى الآن أجل تجربتهم هي الناجحة والمضمونة ، يتبعهم زي الحـ......... ولا يخالفهم علشان ما حد يجي في يوم ويشمت فيه إذا فشل ! لا تدري أيهن من أين تأتي ميشيل بكل هذه التحليلات لعقلية الشباب ، لكن ما كن أكيدات منه أن كلامها يجد عندهن دوماً آذاناً صاغية ويقابله اقتناع شبه تام بما توصلت إليه من استنتاجات لم تسبقها إلهيا أي منهن .
(32)
الطائر المهاجر سيدتي ! سيدتي ! أنا الأول نعم لقد أدركت ذلك عُد مطمئناً إلى مكانك ولا تتحدث قبل أن يأتيك الدور في هذا المساء ، عبر درس التاريخ لك أن تسرد كل ما تعرف عما حدث من قبل . شعر هولندي إلى من أزعجوني بحكاية أنني لا أمثل فتيات السعودية : كم مرة ينبغي لي أن أعيد عليكم كلامي ؟! أنا لا أكتب شيئاً عجيباً أو مستنكراً ! كل ما أقوله تعرفه البنات جيداً في مجتمعي أو في محيطي ، والدليل أن كل واحدة منهن الآن تقرأ إيميلي كل أسبوع وتقول هذه أنا ! وبما أني أكتب لأعبر عن هؤلاء البنات ، فأرجو ممن لا ناقة لهم ولا جمل عدم حشر أنوفهم فيما لا يعنيهم ، وأن يتفضلوا هم بالكتابة عن البنات إن أرادوا من أي زاوية أخرى غير التي أراهن منها !
** اكتشفت ميشيل أن وباء التناقض في بلدها قد استفحل حتى طال أبويها ، فوالدها الذي كانت تجده رمزاً نادراً للحرية المغتصبة في هذه البلاد قد حطم بنفسه هذا الإطار الفخم الذي وضعته بداخله ليثبت أن (من عاشر القوم صار منهم ). ثار أبوها بشكل لم تكن تتوقعه بعد سماعه تلميحها عن إعجابها بماتي ابن خالها ، حتى أمها التي ليس لها سوى أخ وحيد هو والد ماتي ، والذي تحبه حباً جماً وتعتبر أبناءه امتداداً لها ، حتى هذه أثارها تصريح ابنتها بطريقة مفاجئة ! لم تعتقد ميشيل أن السبب ديني وراء هذه الثورة ، فأبوها لم يكن يوماً من المتشددين وأمها التي اعتنقت الإسلام بعد ولادة ابنتها لم تهتم يوماً بتطبيق الأحكام الدينية ، فما بالهما الآن يعاملانها هذه الحدة ويحاولان إقناعها بأن ماتي لا يصلح لها ؟ يبدو أن والدها قد نالا نصيبهما هما الآخرين من هذه البيئة المتناقضة التي انغرسا في تربتها كل هذه السنين . ماذا لو أن ماتي كان يحبها فعلاً ؟ هل كانت لتتخلى عنه من أجل أسرتها كما تخلى عنها فيصل من أجل أسرته ؟ المشكلة مع ماتي أعقد بكثير ، فهي لا يمكنها الزواج شرعاً منه لكونه مسيحياً ، هل تستطيع أن تتزوجه مدنياً في أمريكا ؟ تعرف أن أباها يستحيل أن يوافق على مثل هذه الفكرة مهما بلغ به التحرر . عموماً ، الحمد لله أن ماتي لم يفاتحها يوماً في موضوع الحب هذا ، ربما كان لا يشعر نحوها بأكثر من عاطفة الصداقة أو الأخوة ، لكن السنوات التي قضتها في السعودية جعلتها تفسر أي اهتمام من أي رجل بها على أنه حب . قرر والدها اتخاذ الخطوة التي كانا يؤجلانها حتى عودة ميشيل النهائية بعد حصولها على البكالوريوس من سان فرانسيسكو . تذرعاً بخوفهما عليها من تداعيات الموقف في أميركا بعد الحادي عشر من سبتمر ، إلا أن إحساس ميشيل كان يؤكد لها أن تلميحاتها عن علاقتها بماتي كانت أكبر دافع لهما إلى تعجيل السفر . الهجرة إلى دبي ، قرار اتخذه الأبوان بعد عجزهما عن الانسجام مع المجتمع السعودي المتزمت ، وتدخل الجميع في شؤون الجميع . لم يكن بيدها الخيار هذه المرة ، لو رفضت الانتقال مع أبويها وأخيها لزاد الشك في نفس والدها من ناحية علاقتها بابن خالها الذي تشعر في قرارة نفسها باعتباره إياها أختاً صغيرة مدللة يعمل على إسعادها ، بطبيعته المالية لإمتاع الآخرين خاصة القريبين منهم إليه . جاء القرار مربكاً لها بعد أن أتمت عامين من دراستها الجامعية في سان فرانسيكو ، لكن كان من الواضح أن والديها قد أعدا العدة مسبقاً لكل شيء ، سوف تكمل دراستها في قسم الاتصالات المرئية في الجامعة الأمريكية بدبي حتى لا تضيع عليها أي من السنوات الدراسية كما ضاعت سنتها الجامعية الأولى عند انتقالها من الرياض إلى سان فرانسيسكو ، وسوف يلتحق مشعل الصغير بمدرسة خاصة ، ووالدها ينوي الاستثمار في دبي مثل كثير من أصدقائه ، أما والدتها فستنال قسطاً أكبر من الحرية والتقدير اللذين حُرمتهما أثناء معيشتها داخل السعودية . هذه المرة كان الانتقال أصعب من سابقه . هذه المرة ستودع صديقاتها دون أن تعدهن برؤيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alshalah.ahlamontada.com
 
سالفة بنات الرياض5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سالفة بنات الرياض1
» سالفة بنات الرياض2
» سالفة بنات الرياض3
» سالفة بنات الرياض4
» سالفة بنات الرياض6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشله :: الشعر و القصص :: القصص-
انتقل الى: