الشله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بكم في منتداكم

الشله يرحب بكم ويتنما ان ينال أعجابكم
الشله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بكم في منتداكم

الشله يرحب بكم ويتنما ان ينال أعجابكم
الشله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبابي وجميل وبه الكثير من المتعه والفائده
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اهلا وسهلا بكم في منتدى الشله الشله تتمنا لكم اسعد الاوقات
اخي العضو والزائر ابدا بذكر الله و اتقي الله في نفسك واخوتك مع تحيات تيتو

 

 سالفة بنات الرياض7

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sasa m.s
مشرف
sasa m.s


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1007
تاريخ التسجيل : 16/03/2010
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور على راحة وحب الناس ليه
المزاج : في السحااااب طاير بلا اجنحة

بطاقة الشخصية
العمر: 18
الاسم الحقيقي: معوض sasa

سالفة بنات الرياض7 Empty
مُساهمةموضوع: سالفة بنات الرياض7   سالفة بنات الرياض7 Icon_minitime1الجمعة مايو 07, 2010 10:05 am

(39)
صفحات من الدفتر السماوي لا توقظوا المرأة التي تحب . دعوها في أحلامها حتى لا تبكي عندما تعود إلى الواقع المرّ . مارك توين صديقي بندر من الرياض حانق علي لأنني أحاول – وفق رأيه – أن أصور رجال المنطقة الغربية كملائكة منزهين عن الخطأ وكرجال غاية في الرقة والأدب وخفة الدم ، بينما أصور البدو ورجال المنطقتين الوسطى والشرقية كرجال متوحشين وهمجيين في تعاملهم مع المرأة ، وأرسم بنات الرياض على أنهن معقدات ومحرومات بينما بنات جدة غارقات في السعادة التي يحصلن عليها بمنتهى السهولة ! ليس الأمر متعلقاً بالجغرافيا يا بندر . إنها قصة أرويها كما حدثت ، وأنا متأكدة من أنه لا يجوز التعميم في مثل هذه الأمور ، ففي كل منطقة نرى أصنافاً متنوعة من الناس ، وهذه طبيعة بشرية لا يمكننا إنكارها ، وأتمنى أن تكون أنت يا عزيزي قاعدة جيدة لهؤلاء الذين تدافع عنهم تعادل حموضة أبطال هذه القصة .
** في صفحة من صفحات دفعترها الأزرق بلون السماء ، حيث اعتادت أن تلصق ثور فراس التي تجمعها بعناية من صفحات الجرائد والمجلات ، كتبت سديم : آه ... يا عوار القلب ، يا حبي الوحيد يا ن وهبته العمر ، الماضي والجاي حبك بصدري ينوح ، والعين تبكيك مالي سوى ذكراك ، هي زادي بدنياي أطلمتي يا دنياي ، والتعت يا قلب ومليتي يا روح من ثرة معاناي وش يصلب الجسم ، والقلب مذبوح ؟ ما عاد لي بعدك ، حس ولا راي يا روح روح الروح ! يا أغلى من لي يا بعد قلبي ، ويا غاية نواياي لا من تعبت ، ووسادتي ملتّ من دمع عيني ، ومن حر شكواي قمت وتوضيت ، وابليس هجّدته وربي حمدته ، حتى على بلواي يالله يا رحمان . ما بيك تردّه ! بس ما بيك تهنيه ! ولا يحبها شرواي جعله يذوق الظيم والغيرة مثلي ! ويظل يحبين ! ويتحلم برؤياي للحين أحبه ... ما هقيته نساني الله كريم .. يعوضني ، عن البايع بشرّاي لم تعتد سديم كتابة خواطرها قبل أن تبدأ علاقتها بفراس . حبه كان يدفعها لدباجة رسائل حب تقرأها عليه بين الحين والآخر حتى يتطوس ويمشي مختالاً بريشه الذي تلونه له سديم بنفسها ريشة ريشة ، لكن شيئاً ما حدث بعد خطوبة فراس ، جعلها تنزف أبياتاً كل يوم في سكون الليل الذي اعتادت لثلاث سنوات ونصف أن يشاركها ساعاته صوت فراس، كتبت : إلى صديقي العزيز ، وأغلى ما لدينا إلى القلب الحنون ، وتوأم الروح أيا نجمة سقطت ، يوماً بين كفيّا لم أكتب الشعر يوماً ، ولم أكن أبداً سعاد أو بدراً ، ولا إيليّا لكنك اليوم أنت تلهمني زواجك حرّك كل ما فيّا سنين طويلة قضيناها معاً ثلاثاً سعيدة ، والرابعة ها هيّا تفجرت فيهن كل المشاعر وعشت فيهن أحلى لياليّا حب ، وشوق ، وحرمان طويلٌ قربٌ وبعدٌ ، قهرٌ وحنّيّة تفرقنا الأقدرا ، لنعود ونلتقي الحب يبقى ، مهما استكبروا غيّا قالوا وقلنا ، وانتصروا همُ أه لو عرفوا ، ما قاسيته ُ ليّا آه لو يدرون .. لو عانوا ، من الحب الذي يحطم كل الجسور يفتت كل الصخور يبسّط كل الأمور ليجمعنا علانية ! صديقي العزيز ، ماذا نقول لهم ؟ الله يسامحهم ؟ أو لا يسامحهم ؟ ما عدتُ أفرح ، ولا عدت أحقد شيءٌ بداخل صدري ... تكسّر الشيّا ! إذا الله لم يكتب لنا أن نكون معاً فالله أكبر . لا اعتراض لديّا دعني أبارك لك ، وبارك لها عني يحقق لك الله كل الأمانيّا يا إلى ما لدي ، ويا زوجة الغالي يا رب اجعل كل أيامهما هنية صديقي ستبقى معي دائماً لن تصبح الذكرى يوم منسية ضحكاتنا ، دمعاتنا تبقى ما دام الذهن صافيّا والقلب يبقى محباً ، عاشقاً أبداً حبنا الأول لا يمحوه تاليّا ! صديقي سنصبح أبطال الحكايات نقصها على أطفالنا بأسماء وهمية صديقي تظل صديقي .. صديقي أيا نجمة سقطت ، يوماً ، بين كفيّا الصراع الداخلي الذي عاشته سديم وتذبذب مشاعرها في تلك الفترة ما بين الصفح والغفران جعلا من حياتها كابوساً مريراً . كانت عاجزة عن تحديد مشاعرها الحقيقية ، فهي تسب فراس وتبصق على صوره لتعود بعدها لتقبيل الصور بحنان وهي تطلب الصفح منها !كانت تتذكر مواقفه معها طوال تلك السنين فتبكي ثم تتذكر تلميحه العابر قبل سنتين عن مفاتحته لوالديه في موضوع الارتباط بمطلقة وردهما الذي جرحها يومها فتعمدت تناسيه ، هذا ما كانت ميشيل ولميس تحذرانها منه ، فتبكي المزيد وهي تتحسر على سنوات عمرها الضائعة وتدعو على وليد سبب كل شيء ! لاحظت قمرة ولميس وأم نوير أن سديم أصبحت أكثر تهاوناً في أداء صلاتها مؤخراً وأنها صارت تكشف عن شعرها عند ارتدائها للطرحة أكثر من ذي قبل . كان اهتمام سديم بالدين مرتبطاً بفراس ، وحنقها عليه جعلها حانقة على كل شيء يذكرها به ، حتى الدين . في تلك الفترة ، كانت خالتها بدرية تقضي أياماً معها في الرياض وأياماً مع أسرتها في المنطقة الشرقية ، ولم تكف أثناء ذلك عن محاولات إقناع سديم بالانتقال معها للعيش في الخُبر بشكل دائم حتى يأتيها النصيب . عندما رأت الخالة إحباط ابنة أختها الوحيدة وممانعتها فكرة السفر ، قررت أن تلمح لها برغبتها في تزويجها من ابنها طارق ، علها تبث في قلبها الطمأنينة للمستقبل ، لكن ذلك لم يزد سديم إلا غيظاً ومرارة . أيريدون أن يزوجوها من ذلك الصبي المراهق طالب طب الأسنان الذي لا يكبرها سوى بعام واحد ! ما تفعل به ؟ تلعب معه عروسة وعريس ؟ لو أنهم يعرفون شيئاً عن فراسها لما تجرؤوا بتقديم مثل هذا الطلب إليها ! إنهم يستغلون وحدتها وحاجتها لمنزل تعيش فيه باطمئنان دون أن تطالها انتقادات الناس بعد وفاة أبيها ، حتى خالتها بدرية تريد أن تضمن بتزويجها من ابنها بقاء سديم تحت مراقبتها ، ومن يدري ؟ قد يكون طارق بانتظار ما سترثه عن أبيها من أموال ليسلبها إياها بحريض من والدته ! مستحيل ! لن تتزوج لا منه ولا من غيره ! سوف تترهبن في دار أبيها ، وإن كانت خالتها بدرية مصرّة على ألا تتركها تعيش في منزلهم بالرياض فإنها ستقبل فكرة السفر والعيش معهم لكنها ستملي عليهم شروطها ولن تسمح لأحد بأن يعاملها كشيء مسلّم به ، مثلما كان فراس يعاملها !
(40)
ِحمدان بو مداوخ ليس أصعب من حياة المرأة التي تجد نفسها حائرة بين راجل يحبها ، ورجل تحبه. جبران خليل جبران أصاب بتوتر كلما تخيلت شكل حياتي بعد أن أنتهي من سرد هذه القصة ! ماذا سأفعل بعد أن تعودت على رسائلكم التي تملأ فراغ أيامي ؟ من سيشتمني ومن سيطبطب علي ؟ من سيذكرني بعد ذلك ؟ هل سأستطيع العيش في الظل بعد أن اعتدت أن أكون مثار الجدل في كل مجلس في البلاد على مدار شهور طويلة ؟ يحز في نفسي مجرد التفكير فيما سيكون . صحيح أني بدأت بنية توضيح بعض الحقائق التي تخفى عن كثير منكم ، إلا أنني تعلقت بالقصة كثيراً ، وصرت أنتظر ردودكم على كل إيميل بفارغ الصبر ، وأغضب إن لم تصلني تعليقات كافية ، وأفرح إذا ما قرأ عني خبراً في جريدة أو مجلة أو صفحة على الإنترنت . سأفتقد كل هذا الاهتمام بالتأكيد ، وقد أشتاق إليه إلى درجة تحملني على الكتابة من جديد ، فماذا تريدون مني أن أكتب إن فعلت ؟؟ أنا على استعداد دائم لأن أكتب ما يطلبه القارؤون .
** لا تصدق ميشيل أن صديقتها سديم تعتبر السعودية الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم . فالإمارات دولة إسلامية في نظر ميشيل لكنها توفر الحرية الدنية والاجتماعية لشعبها وهذا هو الصحيح في نظرها . تحاول سديم أن توضح لها أن كون الدولة مسلمة لا يعني بالضرورة كونها إسلامية . السعودية هي الدولة الوحيدة التي تحكم بالشرع وحده وتطبقه في جميع النطاقات ، أما الدول الأخرى فإنها تعمل وفق الشريعة الإسلامية في القوانين العامة لكنها تدع القرارات الفرعية لحكم البشر وذلك لمواكبة التطور المتضطرد في شتى جوانب الحياة . ترى ميشيل الفجوة تزداد اتساعاً بينها وبين صديقاتها حتى تشعر في بعض الأحيان أنها لم تنتمي يوماً لتلك البيئة التي لا توافق أياً من أفكارها ولا ميولها ولا طموحاتها . طموحها أن تستمر في العمل الإعلامي وأن تحصد المزيد من النجاح والشهرة . كانت تحلم بأن ترى صورتها يوماً على غلاف إحدى المجلات وهي تقف إلى جانب براد بت أو جوني ديب ! وأن تتسابق المطبوعات والقنوات الإذاعية والتلفازية لإذاعة ما تسجله من لقاءات مع المشاهير ، وأن تُدعى لحضور حفلات الأوسكار والإيمي والغرامي أووردز مثلما صارت تدعى لحضور المهرجانات العربية التي لا يسمح لها والدها حتى الآن بحضورها ، ولكنها سوف تقنعه مع الوقت . لن ترضى بأن تصبح مثل صديقاتها البائسات، سجينة المنزل مثل قمرة أو سجينة الرجل مثل سديم أو سجينة الطب مثل لميس. قررت أنها لن ترتبط بأي رجل بعد تجربتها الفاشلة مع فيصل وشبه تجربتها مع ماتي ، حتى وإن كان هذا الرجل بملاحة حمدان وثقافته ، ذلك المخرج الشاب الذي يقوم بإخراج برنامجها الأسبوعي ، والذي درس الإخراج بجامعة تفتس في بوسطن . اعترفت ميشيل لنفسها بميلها لحمدان منذ بداية عملهما معاً ، فقد كان من ذلك النوع الذي يتجمع حوله طاقم العمل حال وصوله إلى موقع التصوير وهم فرحين لحضوره لما يشيعه على المجموعة من بهجة ومرح . كان حضوره صاخباً دوماً : - مرحبا الساع ! شحالكم شباب ؟؟ أسرّت لها جمانة عن إعجابها به ، وهما تتأملانه من بعيد وهو يدخن مداوخه (سيجارته) في أول أيامهما في المحطة ، لكنها كانت تحب أحد أقاربها وتنوي الزواج منه بمجرد حصوله على شهادة الماجستير من بريطانيا وعودته إلى الوطن ، لذلك فقد حرضت صديقتها ميشيل على التقرب من حمدان ، لكنه سبقها . لاحظت إعجابه بها ولم تستغرب ، فقد كانا الأكثر توافقاً وانسجاماً ضمن طاقم العمل ، وكانا الأنسب لبعضهما بشهادة الجميع . كان حمدان في الثامنة والشعرين من عمره . أجمل ما فيه أنفه المسلول كالسيف ، ولحيته الخفيفة المرتبة ، وضحكته المجلجلة التي تدفع كل من يسمعها إلى الضحك ! كان حمدان يأتي للعمل متأنقاً مثلها . كان غالباً ما يأتي ببنطال جينز وتي شيرت من إحدى الماركات الشهيرة ، وأحياناً يطل عليهم بكندورته البيضاء (الثوب) مع عصامة (عمامة) الرأس . رغم حرصه الدائم على أناقته إلا أنه لم يكن يتحمل غطاء الرأس لمدة تزيد عن نصف ساعة أو ساعة على الأكثر ، فكان ينزع العمامة ليظهر شعره الذي كان يفوق شعرها طولاً بعد أن قامت بتقصير شعرها على طريقة هالي بيري ، وهي القصة التي طالما نهاها فيصل عن تنفيذها أسفاً على شعرها الجميل وتموجاته الرقيقة التي كان يحب لفها حول أصابعه . تحدثنا كثيراً حول عملهما والبرنامج وحول مواضع أخرى من كل نوع ، وصارو يخرجان معاً بحكم العمل إلى أماكن مختلفة من مطاعم ومقاهي وأسواق ومهرجانات محلية ، ودعاها مرات كثيرة لمشاركته رحلات الحدائق (الصيد البحري) على طرّاده السريع الذي يهتم به أكثر من اهتمامه بسيارته ، ورحلات القنص (الصيد البري) التي تستهويه أيضاً إلى حد كبير ، لكنها لم تكن تشاركه هذه المغامرات وتكتفي منها بالسمع ومشاهدة الصور .
(41)
رسالة إلى فاء : من السهل على أي شخص أن يغضب ، لكن الصعب هو أن يغضب من الشخص المطلوب ، إلى الحد المطلوب ، في الوقت الصحيح ، للسبب الصحيح ، وبالأسلوب الصحيح . أرسطو كتب لي كثيرون يستفسرون عن الدفتر السماوي لسديم الذي ذكرته في الإيميل السابق ، بعضهم يتساءل كيف قرأ ما كتبت سديم (أرادوا أن يضيفوا) : إن لم تكوني سديم نفسها ، لكن الذوق منعهم من ذلك ، والبعض الآخر متحمس لمعرفة المزيد مما كُتب في هذا الدفتر . يا لفضولنا القاتل يود البعض لو يقرأ بعض الفضائح الشخصية أوكي ، للملاقيف (مثلي) سأقرأ لكم ومعكم المزيد من خواطر سديم التي دونتها في دفترها السماوي ، وللتحريين (الغثيثين) أقول : أنتم مستقعدين لي ؟ ما حد قال لكم تقرون إيميلاتي إذا كان عندكم شك بكلامي مادام فيه ناس مصدقة ليش نقطع وناستها ؟ يعني لا ترحمون ولا تخلون رحمة ربنا تنزل ؟ طيب وش رايكم أن غزالتي الفسفورية سرقت الدفتر من غرفة سديم وهي نايمة وطارت وحطته عندي ، سويت لي كوبي وعطيته لغزالتي ترجعه .. هاه؟ عندكم شي ؟ حد شريكي ؟ اللي مو مصدق يصطفل ، والغرفة لها أربع جدران
** قررت سديم بدأ مشروع صغير بجزء من إرثها بعد أن عجزت عن العثور على وظيفة مناسبة بعد التخرج . كانت تفكر في تنسيق الحفلات والأعراس بما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن تُدعى لحضور عرس أو زوارة أو حفل عشاء أو استقبال ، أما في بداية فصل الصيف فقد كانت تُدعى إلى أكثر من مناسبتين أو ثلاث في الليلة الواحدة كانت هي وصديقاتها وكثير من الفتيات في سنهن إذا ما شعرن بالملل أو الضيق تدبرن لهن بطاقات دعوة لأحد هذه الأعراس (أياً كان العرس) ، وتأنقن وتزينن وذهبن لحضوره ليمضين الوقت في الرقص على أنغام الطقاقات الحية . كان الأمر أشبه بالسهر في نايت كلوب نسائي محترم . فكرت أن تبدأ في إعداد المناسبات الصغيرة لأقاربها وصديقاتها ثم تتوسع تدريجياً حتى تصل إلى تنظيم حفلات الأعراس . كان مجال التنظيم عادة حكراً على بعض السيدات اللبنانيات أو المصريات أو المغربيات اللواتي يطلبن مبالغ طائلة دون تقديم خدمات بالمستوى المطلوب ، وهذا ما كانت تلاحظه سديم لسنوات . من هنا جاءتها الفكرة ، أن تعمل على تنسيق المناسبات والإعداد لها من الألف إلى الياء حسب المواصفات المطلوبة للحفل وحسب الميزانية المتوفرة ، وسوف تتعامل مع بعض المطاعم ومحال المفروشات والمطابع ومشاغل الخياطة لمساعدتها ، كلٌ في مجاله . اقترحت على أم نوير أن تكون المسؤولة عن المشروع في الرياض وتساعدها قمرة بينما تتولى هي المنطقة الشرقية التي ستنتقل إليها ، كما يمكن للميس الانضمام لهما فيما بعد إن أرادت لتتولى تنسيق الحفلات في جدة حيث ستنتقل للسكن مع زوجها نزار بعد تخرجها ، ويمكن أن يتم التنسيق مع ميشيل في دبي للوصول إلى المطربين والمطربات لتسجيل بعض الأغاني الخاصة بالزفة أو التخرج ، حتى يقمن بإذاعتها في تلك الحفلات. رحبت أم نوير بالفكرة التي ستملأ وقت فراغها اليومي بعد عودتها من العمل خاصة بعد رحيل سديم ، وتحمست قمرة كثيراً وبدأت هي وسديم تجريان الاتصالات وتنظمان بعض الاجتماعات الصغيرة التي تدعوان إليها معارف كل منهما كنوع من الدعاية والتسويق ، وساعد طارق ابن خالة سديم في إجراء المعاملات الرسمية المتعلقة بالموضوع والحصول على التصاريح اللازمة واستخراج سجل تجاري ، بعد أن أعدت له سديم توكيلاً رسمياً ليقوم بالمهام القانونية التي تمنع المرأة من القيام بها . في الليلة السابقة لسفر سديم إلى المنطقة الشرقية ، استطاعت قمرة توفير بطاقات دعوة لحضور حفل زفاف أحد أقرباء صديقة أختها حصة . ذهبت قمرة وحصة مع سديم ولميس إلى العرس وأخذت حصة مكانها على طاولة صديقات العروس بينما جلست الصديقات الثلاث على منصة الرقص حيث تجلس الشابات العازبات عادة للفت أنظار الأمهات . عندما دندنت الطقاقة في المايكروفون : (حمام جانا مسيّان ... ولا سلمّ عليه... حمام جنان مسيّان ... ولا سلم عليه ... ولا يسلم عليه ... هلا ... ولا سلم عليه ... ولا سلم عليه ... ) قامت الفتيات الثلاث مع جميع الفتيات الجالسات فوق المنصة مع بداية دق الطيران الذي أقام القاعة ولم يعقدها . راحت الطقاقة تغني : حمام جنان مسيّان ... ولا سلم عليه حمام جنان مسيّان ... ولا سلم عليه سنونه حب الرمان ... والقذلة هلهلية ... علامة مر عجلان ... حمام القيصرية ... يذكر كل ولهان ... على فرا خويه ... . كانت سديم ترقص في مكانها مغمضة عينيها وهي تطقطق بإصبعيها الإبهام والوسطى مع أنغام الأغنية ، مع هزة من كتفيها بين الحين والآخر ، بينما تحرك قمرة ذراعيها وساقيها باستمرار دون توافق مع اللحن ، وعيناها شاخصتان إلى الأعلى ، أما لميس فتهز وسطها وردفيها وكأنها ترقص رقصاً مصرياً وتردد مع الطقاقة كلما الأغنية ، بعكس قمرة التي لا تحفظ أياً من الأغاني وسديم التي تعتبر الغناء وإظهار الانسجام الزائد أثناء الرقص سلوكاً مبالغاً فيه ودليلاً على الخفة . بانتظار الرقصة التالية ، انزوت لميس مع إحدى العروسات الجدد من صديقات المدرسة القدامى التقتها صدفة في تلك الليلة ، لتسألها عن تجربة الزواج وعن ليلة الدخلة وعن وسائل منع الحمل التي جربتها وغيرها من الأمور المتعلقة بزواجها الذي حدد موعده في عطلة نصف السنة . قامت سديم مع قمرة للرقص على أغنية طلال مداح التي تعشقها : أحبك لو تكون حاضر ، أحبك لو تكون هاجر ومهما الهجر يحرقني ، راح أمشي معاك للآخر أحبك لو تحب غيري وتنساني وتبقى بعيد عشان قلبي بيتمنى يشوفك كل لحظة سعيد تصل الكلمات الرقيقة واللحن الشجي إلى قلب سديم مباشرة . تحتل صورة فراس عقلها وتشعر بانفصالها عن كل ما حولها وهي ترقص رقصة المذبوح على تلك الكلمات : أحبك كلمة معناها حياتي وروحي في يدّك يهون عليك تنساها وأنا صابر على غلبك ؟ راح أمشي معاك ، للآخر على مائدة العشاء ، بعد أن ملأت كل منهن صحنها من البوفيه ، استغرقت الصديقات في الحديث عن سفر سديم المنتظر في الغد . كانت سديم تشعر بحزن شديد وضيق في صدرها لا تعرف سبيلاً للخلاص منه . بينما كان الحديث دائراً أثناء الأكل ، انبعثت نغمة وصول رسالة من أحد الجولات الموضوعة على المائدة ، فانقضت كل واحدة منهن على هاتفها علّها تجد الرسالة من نصيبها كانت الرسالة من نصيب لميس التي كتب لها نزار قائلاً : عقبى لنا يا حبيبتي . عادت سديم إلى منزلها وتأملت الصناديق والحقائب التي تملأ غرفتها بانتظار شحنها إلى الخبر . شعرت بغصة في حلقها وهي تقرأ خربشاتها الطفولية على طرف طاولة مذكراتها ، وتتأمل صورها الملصقة على باب خزانة ثيابها . تناولت دفترها السماوي وقلمها الرصاص وكتبت : رسالة إلى فاء : الساعة الآن الثالثة وأربعون دقيقة صباحاً بتوقيت المملكة ، وعيون القلب سهرانة ما بتنامشي على رأي نجاة الصغيرة . لا أنا نايمة ، ولا صاحية ، ما بقدرشي يبات الليل ، يبات سهران ، على رمشي وأنا رمشي ما داق النوم ، وهو عيونه تشبع نوم روح ، روح يا نوم من عين حبيبي روح يا نوم . بعد دقائق تقام صلاة الفجر في مدينة الرياض . لا بد أنك في طريقك نحو المسجد الآن ، فصلاتكم في المنطقة الشرقية تسبقنا بقليل ، أم أنك في الرياض الآن ؟ لا أدري إن كنتما تسكنان هنا أم هناك . هل ما زالت تداوم على صلاة الجماعة ؟ أم أن لذة النوم إلى جانبها جعلتك تتكاسل عن النهوض وأداء فرض الله ؟ أموت شوقاً لصوتك . ليتني أستطيع إيقاظك من النوم الآن ! كئيبة هي الدنيا بدونك. الليل أظلم من عادته ، والسكون أوحش . كيف استطعت وأنت معي أن تجعل من الليل احتفالاً ننتظره كل يوم ؟ كيف جعلت سكوني صخباً حتى وأنت تغط في النوم ؟ أتذكر (يغط حبيبي في النوم ) ، ونومي أنا يجافيني ؟ أول قصيدة أنظمها في حياتي. لا أدري حقيقة إن كان بإمكاني أن أطلق عليها مسمى قصيدة! كانت مثل سائر رسائلي لك مجرد حديث بين قلبي وقلبك لا يخضع لأي موازين . كتبتها لك خلال خمس عشرة دقيقة هي مدة شجارنا ، عندما دعوت علي بالحب ! تريدني أن أجربه مع غيرك ، وكأنك تهيئني للفراق . أقول دعوت علي ولا أقول دعوت لي ، لأنني (ومازلت) لا أتخيل في حياتي حباً سواك . أتذكر تلك القصيدة أم أذكرك بها ؟ قلت فيها : يغط حببي في النوم ونوميي أنا يجافيني برودُ الثلج في صوته أداعبه ، فيُبكيني ! بدأنا لعبنا مزحاً فأنهاه بسكين ! أحبه ، يا لقسوته ! مرار الكأس يسقيني خيالي ينسج الرؤيا وتسطرها دواويني فيُطلق حُبّي القاسي على فرحي الأفاعيني ! تبث السُم في الحلم وتمتص الشراييني دُعاك عليّ بالحب يحطم كل ما فيني ! أحبك أنت ، لا غيرك ! لم بالحب تشقيني ؟ توقف عن مضايقتي فضيق الضيق يشكيني ! رجالُ الكون كلهم برأيي اليوم ، شياطين ! أريدك أنت دون سواك وأطلب منك باللين ! فإن آثرت الاستمرار بتجريح المساكين سأرحل عنك في الدنيا وأرضي بالشياطين !! قرأتها لك بعد أن اتصلت بي لتوقظني لأداء صلاة الفجر بعد شجارنا . كيف يمكنني أن أنام خلال ربع ساعة كم كانت حججك لمصالحتي جميلة وشقية ! يا ربي ... كم أحبك ! أتذكر عندما اتصلت بي من طائرتك الخاصة المتجهة إلى القاهرة ؟ لا أذكر سبب خلافنا في ذلك اليوم ، لكنني أذكر كم كنت مكتئبة لسفرك وأنا ما زلت غاضبة . جاءتني اتصال من رقم طويل وغريب ، بعد نصف ساعة من رسالتك النصية التي ودعتني بها من المطار . لم يخطر ببالي أنه أنت ! صرخت بفرح عارم وأنا أسمع صوتك الحبيب يغسل قلبي من كل ضيق : فراس حبيبي !! ما سفرت ؟؟! أخبرتني بأنك معلق في الجو ، وقلبك معي على الأرض يحاول استرضائي، وظللت تغازلني مدة نصف ساعة وأنا أكاد أذوب من شدة حبك . آه آه آه ... ليتك معي الآن . أتذكر (حنتشتنا) كل يوم ؟ ضحكت كثيراً عندما قلت لي هذه الكلمة أول مرة ! اشتقت للحنتشة ! رقصت اليوم على أنغام أغنية (أحبك لو تكون حاضر) التي غنيتها لك في إحدى مكالمتنا . رقصت عليها وأنا أتخيلك واقفاً أمامي فأمد يداي إليكم ولا أستطيع بلوغك . آه آه آه ... أنيني يئن من حنيني إليك ! أبكيك في الليلة عشرين مأتماً ! وأنت إلى جانبها ، تحنتش ! لا سامحك الله ولا سامحها . ولا ردك الله ، ولا أسعدها . أحبك ... لا ... أكرهك ! أكرهك ! حبيبي الذي أكرهه ! فاء ، أسافر إليك في الغد . أخيراً ، سوف أعيش إلى جانبك في الخبر . تجمعنا مدينة واحدة ، أنا ، وأنت ، ومعنا المدام ! كيف سأقطع الطريق براً وذكري مرورك بسيارتك قبل ثلاث سنوات إلى جانب سيارتي لم تُمنع من ذاكرتي يوماً ؟ كيف ستمر علي ساعات الطريق الثلاث دون أن أعرف أنك تحرسني من بعيد ؟ كنت أود السفر بالطائرة لكن طارق أتى بسيارته من الشرقية خصيصاً ليأخذنا معه. أقنعته بأن يضع أسماءنا على لائحة الانتظار في المطار ، ليأخذنا معه . أقنعته بأن يضع أسماءنا على لائحة الانتظار في المطار ، درجة أولى ، درجة رجال الأعمال ، سياحي أو حتى (شعبطة) على أحد الأجنحة ! المهم أنني لا أتخيل نفسي على خط الشرقية بدونك ! بل لا أتخيل نفسي في أي مكان بعدك ! لا أتخيل أن بإمكاني الاستمرار في هذه الحياة بعيداً عنك ! كله منه هو ! الله يا خذك يا وليد ! الله ينتقم منك !!
(42)
لميس تتزوج الحب الأول في حياتها : من قلب المرأة الحساس تنبثق سعادة البشر . جبران خليل جبران إحدى القارئات – لم تذكر اسمها – تقول إنها لا تدري كيف أنادي بالحب بسذاجة وأفتخر بصديقاتي الغبيات اللواتي ظللن يبحثن عن هذا المجهول طوال حياتهن . ترى هي أنه ما من أفضل من خاطب محترم يدخل عن طريق الباب كما يقولون ، تعرف الأسرتان بعضهما وتوثق العلاقة ويتم التصديق عليها من قبل الأهل . لا مجال هنا للعبث أو الخديعة كما في الحب ! هذه الطريقة تضمن للفتاة عدم تعرضها لشكوك الرجل في ماضيها لو كانا على علاقة قبل الزواج . كيف ترفس الفتاة العاقلة فرصة مضمونة كهذه لتركض وراء السراب ؟ رأيك أحترمه يا عزيزتي ، لكننا لو فقدنا إيماننا بالحب ، فستفقد كل الأشياء في هذه الدنيا لذتها ، ستفقد الأغاني حلاوتها ، والأزهار شذاها ، والحياة بهجتها ، فبوجود الحب في حياتنا تصبح اللذة الحقة هي لذة الحب ، وكل لذة سواها نابعة منها . تصبح الأغاني الجميلة هي تلك التي يدندن بها الحبيب ، وأحلى الأزهار تلك التي يقدمها هو ، ولا إطراء سوى ما يأتي منه . باختصار ، تصبح الحياة ملونة بالتكنيكولور بمجرد أن يلمسها أصبع الحب ! يا الله ، لقد حُرمنا أشياء كثيرة ، فلا تحرمنا نعمة الحب !
** بعد خطبة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أسابيع تبعاً لعادات كثير من أهل الحجاز – الذين يفضلون تقصير فترة الخطوبة وإطالة الملكة بعكس أهل نجد – وفترة ملكة مدتها أربعة أشهر ، جاء زفاف لميس ، الذي كان أول زفاف تنظمه قمرة وسديم وأم نوير بالتعاون مع لميس وميشيل التي أتت من دبي خصيصاً لحضور زفاف صديقتها في الخامس من شوال . كانت الاستعدادت تجري على قدم واسق خلال شهر رمضان ، وقد كان الحمل الأكبر يقع على عاتق أم نوير وقمرة بحكم وجودهما الدائم في الرياض حيث يقام العرس . تولت سديم مهام بسيطة مثل طلب الشيكولاته من فرنسا ، وميشيل كانت مسؤولة عن تسجيل شريط أغانٍ لبعض المطربين الذين تجمعها بهم علاقات جيدة لتتم إذاعتها أثناء العرس وتوزيع الأشرطة بعد ذلك على المدعوات للذكرى . كان عمل قمرة يبدأ يومياً بعد أدائها صلاة التراويح في مسجد الملك خالد . كانت تصطحب معها صالح لتعويده مبكراً على الأجواء الروحانية . كان يرتدي العباءة النسائية السوداء التي فصلتها على مقاسه بعد أن أصر على أن تشتري له عباءة كعباءتها ، رغم تحذيرات أم نوير المتكررة لها من أن تنصاع لرغباته ! كانت قمرة تذكر أم نوير بأن وضع صالح مختلف عن وضع نوري ، فصلوحي يكبر وسط أخواله الذكور ولذلك فلا خوف عليه من انعدام القدوة الذكورية بسبب غياب أبيه ، كما أنه يبدو لطيفاً جداً هو يضم أطراف عباءته النسائية حول ثوبه بينما رأسه تغطيه طاقية بيضاء رجالية ! كان صالح يقف إلى جانبها في الصلاة مقلداً جميع حركاتها ، من تكبير وقراءة وركوع وسجود وتشهد وتسليم . عندما يمل من تقليدها ، كان يميل برأسه وجذعه محاولاً النظر في عينيها وأعين بقية المصليات المصطفات وإضحاكهن ! كان يميل حتى ينكفي على وجهه على الأرض ، فينقلب على ظهره وهو ما يزال يبتسم ابتسامته الكبيرة منتظراً أن تبتسم له إحدى هؤلاء النسوة العابسات اللواتي يتحاشين النظر إليه . بعد أن ييأس كان يستغل فرصة ركوعهن ليلشط كل واحدة منهن على مؤخرتها عقاباً لها قبل أن يعود للتمدد على ظهره أمامهن وهو يضحك ! كانت النساء يشتكين من شقاوته ويأمرن أمه بأن تدعه يصلي في مصلى الرجال فتتصنع قمرة توبيخه أمامهن وهي تغالب الضحك لخفة دمه ، فيبادلها الضحك الذي تكتمه وكأنه يعرف أنها لا تعني ما تقول . كانت التراويح تنتهي عند حوالي الساعة التاسعة ، تفتح بعدها المحلات التجارية أبوابها فتقضي قمرة مشاوريها من زيارات للخياطة التي تتولى خياطة مفارش الطاولات وأغطية المقاعد ، والمطعم الذي يعد لها أصنافاً جديدة كل يوم لتختار منها ما يعجبها لتضمينه في بوفيه الحفل ، ومحلات التحف ، ومشاتل الزهور ، والمطبعة التي تعد بطاقات الدعوة ، إلى جانب زياراتها للسوق مع لميس لإكمال الناقص من جهازها قبل موعد الزفاف . لم تكن قمرة تعود إلى المنزل قبل الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل ، أما العشر الأواخر من الشهر فكانت تعودقبل ذلك بساعة أو ساعتين لتلحق بصلاة القيام التي تؤديها في نفس المسجد في الثلث الأخير من الليل مع والدتها وأخواتها . في البداية كانت أم قمرة تمانع من خروج قمرة لقضاء هذه المهام وحدها إلا أنها أخذت تتساهل معها بعد أن لمست جديتها ورأتها تسلم أول ربح حصلت عليه من ترتيب حفل عشاء في منزل إحدى أستاذات سديم في الجامعة إلى يد أبيها الذي اقتنع أخيراً بعمل ابنته الغريب . حاولت الم أن تجبر أحد أبنائها على قضاء مشاوير ابنتها إلا أنهم رفضوا جميعاً فلم تلح وتركتها لتقوم بأعمالها مع أختها شهلاء أحياناً أو مع أم نوير أحياناً أخرى أو مع صالح فقط في معظم الأحيان . في اليوم المنتظر ، بدت لميس أجمل من أي يوم ، بشعرها البني الذي انساب بإهمال مدروس ، وثوبها الصدفي الذي ينحسر عن كتفيها برقة ليلف صدرها بطريقة جميلة ويكشف عن النصف العلوي من ظهرها قبل أن يأخذ في الإتساع تدريجياً حتى يصل إلى الأرض ، وطرحتها التُل التي ثبتت فوق رأسها لتنسدل بنعومة على ظهرها العاري ، وفي إحدى يديها باقة من زهور الليلي ، بينما يدها الأخرى في يد نزار الذي يسمّي عليها قبل كل خطوة ويرفع معها طرف ثوبها الطويل . رأت صديقات لميس في عينيها السعادة الكاملة وهي ترقص مع نزار بعد الزفة ، وسط حلقة من قريباتها وقريباته . صديقتهن لميس كانت الوحيدة التي حققت حلم كل واحدة منهن ، حلم الزواج من الحب الأول في حياتها . قمرة : الله يخلف علينا . شوفي وش ملحهم وهم يرقصون . أقول يا من تاخذ لها حجازي بس ! وين رجالنا عن هالحركات ؟ والله النجي يموتك لو قلتي له التفت ناحيتي بس شوي وانت على الكوشة بدال ما تقعد مكشر كأنهم طاقينك وجايبينك ! سديم : تذكرين كيف راشد ولّع لما قلنا له يبوسك في العرس ؟ وهذا نزار ما غير يبوس راسم لميس كل شي ويدينها وخدودها وما خلا شي ! صدق يا ختي جدة غييييير!! قمرة : بس يا حليل نزار اللي راضي يخليها تظل في الرياض وهو في جدة إلى أن تتخرج وبعدين تنتقل تعيش معه . والله إنه رجال يسوى ، الله يتمم عليهم . ميشيل : يا سلام ؟ هذا هو المفروض أصلاً ، والا تبينه يمنعها تكمل دراستها والا يغصبها تكمل عنده بجدة ؟ هذي حياتها وهي حرة فيها مثل ما هو حر بحياته . احنا مشكلتنا أننا نعطي الرجال أكبر من حجمهم ! لازم أول شي نفهم إن اللي يسوونه هذا هو الواجب والمنطقي ، وما تطير عيوننا إذا الواحد منهم سوا شي صح ! سديم : تراكم زهقتونا انتو الثنتين ، خلونا نتفرج على عدنان ولينا ذولي ! يا ربي مرة طالعين كيوت وهم يرقصون ! ياي !! شوفي كيف قاعد يناظرها ! عيونه تلمع ! شكله دمّع من الفرحة ! آه يا قلبي ! هذا الحب والأ بلاش ! قمرة : مسكينة تمار . ما تحسينها غيرانة من لميس عضانها تزوجت قبلها ؟ سديم : وليس تغار ؟ بكرة يجيها نصيبها ، إلا على فكرة ! ما لاحظتي إن الشباب الحجازيين في عروسهم يلامعون من النظافة ؟ وتلاقين السكسوكة ختم الجودة ، لازم كل العرسان تكون عندهم سكسوكة خفيفة نفس المقاس ، تقولين يروحون لنفس الحلاق ! ميشيل : هذولي يسوون تنظيف بشرة وحمام مغربي وتركي وفتلة ولقط وباديكير وأحياناً واكسنق بعد ، مهو مثل شباب الرياض اللي العريس ما تفرقينه عن باقي المعازيم إلا بلون البشت ! الله يفشلهم ! سديم : انا عادي ما تفرق معي إذا الواحد مرتب أو لا ، بالعكس أميل للمبهذل شوي، أحسه رجال وما عنده وقت للتكشخ والزكرته وحركات العيال الفاضين ! أم نوير : أمبيه ! الله يرحم أيام أول ! أيام ما كنتي تنهبلين على الريايل الحلوين ، حتى وليد ما كان مالي عينج ! سديم : عاد الشكوى لله . جاني بعده الشين اللي ملا عين عيني ! قمرة : أنا على العموم ما عندي مانع يجيني أياً كان ، يجي نظيف ، يجي وصخ ، يجي محرول بسم المهم أنه يجي ! أنا مستعدة أرضى بأي رجال ! مليت يا بنات !! طقت تسبدي ! ترى خلاص ! ترى خلاص ! ما باقي إلا شوي وانحرف ! عندما حان وقت رمي البوكيه ، اصطفت الشابات غير المتزوجات خلف العروس بانتظار معرفة من ستركب قطار الزواج الجميل بعدها . تزاحمت قريباتها وقريبات نزار مع زميلاتها في الكلية وصديقاتها من أيام المدرسة . وقفت معهن تماضر بعد إلحاح من والدتها ، ووقفت سديم وميشيل وقمرة التي شجعتها أم نوير على الوقوف من ضمن العازبات فوافقت بسرعة . أدارت لميس ظهرها للبنات بعد أن اتفقت مع صديقاتها الثلاث على أن تحاول إلقاء الباقة باتجاههن . ألقت الباقة عالياً في الهواء ، وتقافزت الفتيات لالتقاطها . بعد شد وجذب وركل وضرب ، حصلت قمرة على (ماتبقى) من الباقة من وريقات خضراء مربوطة بشريط من نفس قماش بدلة الزفاف ، رفعتها عالياً وهي تقهقه !
(43)
اليوم عاد : اليوم عاد كأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه ليقول لي إني رفيقة دربه وبأنني الحب الوحيد لديه حمل الزهور إلي ، كيف أرده وصباي مرسومٌ على شفتيه ما عدت أذكر والحرائق في دمي كيف التجأت إلى زنديه خبأت رأسي عنده وكأنني طفلٌ أعادوه إلى أبويه حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به ، رقصت على قدميه سامحته وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدري ، تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه ؟! كم قلت إني غير عائدة له ، ورجعت ! ما أحلى الرجوع إليه ! نزار قباني هابي نيو يير . لا أشعر بالرغبة في كتابة مقدمة هذا الأسبوع . أترككم مع الأحداث لتتكلم عن نفسها :
** عاد فراس !!!! انتزعت سديم ورقة التقويم الصغيرة لذلك اليوم الذي جاد به الزمان دون حسبان ، وأوسدتها دفترها السماوي بحنان ، وغطتها بصفحاته المشحونة بصورة ومقابلاته . عاد فارس بعد يومين فقط من كتابتها لتلك الرسالة التي لم تصل إليه . عاد بعد أقل من شهر من ابتعاده ، وبعد بضعة أيام عقد قرانه ، وقبل أسابيع قليلة من حفل زفافه ! كانت سديم حينها في مدينة الخبر ، وبعد أن قضت السهرة في حفلة زفاف إحدى قريباتها ، عادت إلى منزل خالتها بدرية . لم تكن قادرة على النوم في تلك الليلة . كان فراس معها . هواء الشرقية الذي يتنفسه يلوث رئتيها ، ومصابيح الشوارع التي تنير له طريقه تعمى ناظريها ، وكأن فراس قد فرش بشته الذي يظهر به في معظم الصور فوق مدينة الخبر ، فصار كل ما فهيا ملكاً له . كانت تتنهد بكآبة الساعة الرابعة فجراً عندما وصلتها رسالة على هاتفها الجوال الذي مات تقريباً منذ رحيل فراس : مازلت أعاني كثير بعد انسحابك من حياتي ... اكتشفت إني راح أعاني لمدة طويلة طويلة جداً . صورك والرسايل كلها أحرقتها علشان تتطمنين . عورني قلبي وأنا أشوف النار تاكل ثروتي ، لكن ملامحك وصوتك وذكرياتك اللي بقلبي مستحيل أمحوهم . أنا ما قصدي بهالرسالة أننا نرجع لبعض وما أطلب إنك تردين علي . أنا بس بغيتك تعرفين وش صاير معي . أنا تعبان بدونك يا سديم . تعبان كثير ... لم تستطع سديم قراءة الرسالة بوضوح لغزارة الدموع التي ملأت عينيها بمجرد قراءتها اسم الرسل الذي لم تتجرأ على محوه من جهازها : (فراسي تاج راسي) ! لم تشعر بنفسها وهي تتصل برقم الجوال المرسل . رد عليها فراسها ! فراس الحبيب والأخ والأب والصديق . لم يقل شيئاً ، لكن مجرد سماعها لأنفاسه تتردد على الطرف الآخر من الاتصال كافياً حتى تطلق العنان لدموعها وتبكي . بقي صامتاً لا يدري ما يقول ، وصوت محرك سيارته يخفي توتر أنفاسه ، بينما ظلت سديم تفرغ حقائب البكاء المنتفخة التي لديها وتعاتبه بدموع كوت صدرها لأسبابيع ، وظل هو يصغي لشهقائتها المتألمة والمتظلمة وهو يطبع على كبين الجوال الكثير والكثير من القبل . كالحلم جاء ، ودكت حصون المقاومة بسهولة غير متوقعة ، وكأن كلاً منهما كان بانتظار إشارة من الآخر حتى يعدو إليه ويرتمي بين أحضانه . لم يصدق عندما أخبرته بأنها في الخبر ! في منزل خالتها الذي يبعد كيلو مترات ضئيلة عن منزله ! ظل يحادثها عبر الجوال حتى وصل بسيارته إلى الحي الذي تقطنه ، لم يكن يعرف المنزل ، ولم يسألها . أخبرها فقط أنه أصبح أقرب لها مما تتصور ! كانت ليلة لا تُنسى ! عصافير تغرد في فجرهما السعيد ، وسيارة تجول أحد الأحياء في مدينة الخبر ، يقودها عاشق أضناه الشوق ، فراح يغني لسديمة : خذاني الشوق لعيونك وجيتك طرى لي شي ما عمره طرى لي على بالي ولا لحظة نسيتك أسولف فيك من حالي لحالي أنا وشلون أعيش إن ما لقيتك تذكرت الغياب وضاق بالي تعال وقلبي المشتاق بيتك فرشت الورد لقدومك يا غالي على كلمات أغنية نوال الكويتية ، جن العاشقان وانفجر صمام الوله . بعدما بدا لهما دهراً من الحرمان ، يمسك القدر بيد أحدهما ليقوده نحو الآخر بحنان أب عز عليه رؤية ابنه وابنته في هذا العذاب ، فبلغ به الكرم مبلغاً غير معهود ! اتجهت سديم نحو نافذتها المطلة على الشارع ، وراحت تصف لفراسها البيوت المحيطة ببيت خالتها الذي لا تعرف رقمه ولا موقعه بدقة . كانت لا تعرف سوى لون بابه البني وأن على جانبي بابه الكبير بعض الأشجار غير المشذبة . لمحت ضوء سيارته القادمة من بعيد ، فغاصت في بحر من اللذة . رآها من وراء نافذة حجرتها ، اشعر العسلي فوق الأكتاف والبشرة القشدية التي يحلم بتقبيلها . (أنتِ قشطة وعسل) كان يقول عندما يتأمل صورها . أوقف محرك سيارته أمام منزل الخالة ، غير بعيد عن نافذة سديم في الطابق الثاني رجته أن يبتعد بسيارته قبل أن يلمحه أحد الجيران ، لكنه راح يغازلها بأغنية أخرى لنبيل شعيل : اصبر دقيقة ودي فيك أتأمل ! الله حسيبك صاير أحلى من أول ! لكن عيونك هذي هي مثل ما أحب كل ما أستطيع قوله لكم ، أن صباح مدينة الخبر ذلك اليوم كان (غير شكل) !
(44)
الحياة بعد زواج لميس هل أحببت يوماً شنيع هو الحب ، أليس كذلك ؟ يجعلك في منتهى الضعف . يفتح صدرك وقلبك ليأتي شخص ما فيثير الفوضى بداخلك . تبني الحصون وتشيد القلات كي تحمي نفسك من الأذى ، وفجأة ! يأتي شخصي واحد ، شخص غبي ، لا يختلف عن أي غبي غيره ! ليتجول في دنياك الغيبة . تعطيه قطعة منك لم يطلبها أصلاً ، وحين يقوم بإحدى أفعاله الغبية ، كأن يطبع على شفتيك قبلة أو يبتسم لك ، تتسرب حياتك من بين يديك فلا تغدو ملكك . الحب يأخذك رهينة . إنه يتغلغل فيك ويأكلك من الداخل للخارج ، ثم يتركك تبكي في الظلام وهو يسلك طريقه إلى قلبك . كم هو مؤلم ! ليس ألماً خيالياً ولا عقلياً . إنه ألم الروح وألم الجسد . إنه الألم الذي ينغرس بداخلك ويقطعك إرباً . أكره الحب . نيل غيمان انقسم القراء – كالعادة – ما بين مؤيد لعودة سديم إلى فراس ومعارض ، لكن الجميع اتفقوا هذه المرة – على غير العادة – أن قصتهما من المؤسف أن تنتهي إلا بنهاية مميزة ، كحبهما !
** جاءت التلميحات المتوقعة من حمدان عن الارتباط والاستقرار بأشكال متنوعة . قال لها مرة أنه يلحم بأن يتزوج من فتاة تكون البيست فريند له ، وأنه يتمنى أن يجد فتاة في مثل وعيها وتفتحها (ابتسمت ميشيل وهي تسمع مديحه لتفتحها ، التفتح الذي كانت تسمع ذماً له في بلادها) ليرتبط بها ، وكان دائماً ما يثني على أناقتها ويلاحظ أدق التغيرات التي تطرأ على شكلها كل يوم . اعترفت ميشيل لنفسها مجدداً بعد أن اعتمدت مبدأ الصراحة مع النفس في حياتها بدبي ، بأنها إما أن تكون معجبة بحمدان أقصى درجات الإعجاب أو أنها تحبه أدنى درجات الحب . كان وجوده معها يسعدها أكثر مما كان يسعدها وجود ماتي بكثير ، وأقل مما كان يسعدها فيصل بكثير . كانت متأكدة أنه يحمل لها في قلبه من المشاعر أكثر مما تحمله هي له في قلبها ولذلك فقد آثرت أن تتجاهل تلميحاته وأن تشعره بترددها حيال فكرة الارتباط ، واستطاعت أن تقوم بذلك دون أن تبدي له رفضاً قاطعاً ودون أن تقطع حبل آماله وآمالها . اقتنع حمدان بأن الوقت ما زال مبكراً لمناقشة موضوع الارتباط وارتاحت هي لتقبله الموضوع بصدر رحب وعدم ابتعاده عنها رغم صدها غير المباشر له . يدرك حمدان أن الكلام هو أفضل وسيلة للتعبير عما في العقل ، لكن التعبير عما في القلب يكون أبلغ بوسائل غير منطوقة ، كما درسوها في الجامعة . عندما يتعارض كلام الإنسان مع ما يُستشف من نبرة صوته ، إينماءاته ، أو غيرها من قنوات التواصل غير المنطوق ، تكون الحقيقة عادة في الطريقة التي يقال بها الكلام وليس فيما يقال ، وهكذا هي لغة المشاعر التي يفهمها حمدان جيداً . يعجبها خلوه من العقد النفسية التي تغزو الرجال عادة ، فعلى الرغم مما يمتلكه من محفزات للإصابة بتلك العقد النفسية من وسامة وأخلاق ونجاح مادي واجتماعي إلا أنه يبدو لها في حالة ممتازة من التوازن العقلي ! كانت تصرفاته دائماً تدل على ذكائه العاطفي. كان Emotionally Intelligent وكان الشخصية الأكثر استشارة لعقلها Entellectuall Stimulating بشخصيته الجذابة وثقافته الواسعة . رغم كل هذا ، لم تستطع ميشيل أن تحبه ، أو أنها لم تسمح لنفسها بالمحاولة ، فقد اكتشفت بمحاولتين . إذا كانت أسرتها ترفض ارتباطها بقريبها الأمريكي ، وأهل السعودية يرفضون ارتباط أحد أبنائهم بها ، فهل سينفك النحس مع حمدان الإماراتي ؟ في المرة الأولى نفيت بإرادتها إلى أمريكا ، وبعد المرة الثانية هاجرت رغماً عنها إلى دبي ، فإلى أين ستهرب هذه المرة إن أخفقت للمرة الثالثة ؟! يبدو كل شيء في حياتها ممتازاً فيما عدا مسألة الزواج . لا تعتقد ميشيل أنها ستتفق يوماً وقدرها على رجل مناسب لها ، فبينها وبين القدر ثأر قديم ... إن هي ارتضت رجلاً لنفسها أباه القدر ، وإن هي كرهته ، ألقى به القدر تحت قدميها .
** أعلنت لميس ارتداءها للحجاب بعد عودتها من شهر العسل . باركت صديقاتها هذه الخطوة الجريئة فيما عدا ميشيل التي حاولت أن تثنيها عن قرارها مذكرة إياها برداءة شكل المحجبة وتخلفها عن الموضة ، إلا أن لميس كانت قد حسمت أمرها قبل مشاورة أي أحد بمن فيهم نزار . كانت لميس مقتنعة بأنها قد مارست كل ما يحلو لها من تحرر قبل الزواج وأثناء شهر العسل وقد حان الوقت لتغيير مسار حياتها إلى ما يرضي الله ، خصوصاً بعد أن منحها الزوج المناسب الذي كانت تحلم به وتحسدها على حبه وتعامله الرقيق جميع صديقاتها . بالفعل كانت حياة لميس مع نزار مضرب المثل في السعادة الزوجية ، فقد كانا متفاهمين ومنسجمين أكثر من أي زوجين حولهما .. على سبيل المثال ، كان من الصعب استشارة نزار بسهولة ، بينما كانت لميس في المقابل عصبية وحساسة ، لكنها كانت أكثر منه حكمة وصبراً عندما يتعلق الأمر بمسائل البيت والمصروف ، ولذلك فقد كان نزار يعتمد عليها في تدبير شؤون المنزل ، مع مساعدتها يومياً في التنظيف والغسل والطبخ والكي ، حيث أنهما فضلا عدم استقدام خادمة قبل ولادة طفل لهما . كانت لميس تحرص حرصاً شديداً على رضاء أسرة زوجها وبالأخص والدته التي تدعوها ماما ، وكانت تلك العلاقة الممتازة بين لميس وأم نزار تدفعه للتعلق بها أكثر وأكثر. كان يهديها وروداً حمراء دون سبب ، ويعلق لها رسائل الحب على باب الثلاجة قبل ليالي المناوبات التي يمضيها في المستشفى ، وكان لا يغفو هناك قبل أن يتصل بها ، وعندما يعود كان يأخذها لتناول الطعام في أحد المطاعم أو الأسواق دون أن يتحرج من رؤية أصدقائه المحتملة له وهو إلى جانبها كما يفعل بعض الشباب ، وكانت هي تعد له بعض الساندويشات والسلطات التي تودعها الثلاجة قبل أن تذهب لمناوباتها ، التي ينتظرها بعدها على أحر من الجمر ليقضيا معاً يومهما مثل عروسين ما يزالان في شهر العسل.
** كان السؤال يدور في ذهن سديم فلا تجد له جواباً ، وتطرحه باستمرار على قمرة وأم نوير فتحتاران معها : هل تُعد ثقافة المرأة – بما فيها العلوم النظرية والتجارب الحياتية العملية – نعمة أم نقمة ؟ لاحظت سديم أنه رغم تطور الحياة وارتقاء المفاهيم إلا أن الإقبال على الفتاة الصغيرة الساذجة عند البحث عن عروس مناسبة ما زال مرتفعاً مقارنة بالإقبال الضعيف على الفتاة التي تصل إلى درجة عالية من العلم والمعرفة والاطلاع العام على الحياة ، وعنوسة الطبيبات دليل واضح على ذلك ، فالرجل الشرقي بالذات غيور بطبعه ويشعر بالخطر عند مواجهة أنثى تشكل تحدياً لقدراته ، ولذلك فإنه يفضل زوجته أن تكون متواضعة التعليم مهيضة الجناح وعديمة التجربة ، حتى يكون له مكانة المعلم الأول في نفسها والذي يقوم بتشكيل تلميذته حسبما يريد ، وإن كان كثير من الرجال يعجبون بالمرأة القوية ، إلا أنهم لا يتزوجون منها ! هكذا أصبحت الفتاة الساذجة مطلوبة وقيدت (الفاهمة) على لائحة العوانس التي تطول مع الأيام وفقاً لمتطلبات الشاب الذي لا يعرف ما يريد ، ويرفض بناءً على ذلك الارتباط بفتاة ، تعرف تماماً ماذا تريد .
(45)
سديم والإدمان : أترى ستجمعنا الليالي كي نعود ونفترق أترى تضيء لنا الشموع ومن ضياها نحترق ؟ أخشى على الأمل الصغير بأن يموت ويختنق اليوم سرنا ننسج الأحاما وغداً سيتركنا الزمان حطاما وأعود بعدك للطريق لعلني أجد العزاء وأظل أجمع من خيوط الفجر أحلام المساء وأعود أذكر كيف كنا نلتقي والدرب يرقص كالصباح المشرق والعمر يمضي في هدوء الزنبق شيء إليك يشدني لا أدري ما هو منتهاه يوماً أراه نهايتي ، يوماً أريى فيه الحياة أه من الجرح الذي وماً ستؤلمني يداه آه من الأمل الذي ما زلت أحيا في صداه وغداً سيبلغ منتهاه الزهر يذبل في العيون والعمر يا دنياي تأكله السنون وغداً على نفس الطريق سنفترق ودموعنا الحيرى تثور وتختنق فشموعنا يوماً أضاءت دربنا وغداً مع الأشواق قيها نحترق فاروق جويدة يستغرب الأخ (ولد شيوخ) انتقادي للرجل الغيور ، ويقول مؤيداً أن من لا يغار ليس برجل . يضيف أنه من الطبيعي أن يختار الرجل من هي أدنى منه وإن كن جميع النساء أدنى من الرجال في نظره ، حتى يشعر بوجولته معها على حد تعبيره ، وإلا فما الذي يمنعه من أن يتزوج من رجل مثله ؟! لا تعليق
** سديم التي عادت إلى الرياض لم تكن ذات السديم التي تركتها إلى المنطقة الشرقية . لم تشك قمرة للحظة عندما زارتها بأن لفراس علاقة بالأمر ! العينان اللتان تشعان بهجة والوجنتان المتوردتان والابتسامة التي اختفت منذ فترة ثم عادت لترسم على الوجه ببلاهة دونما سبب ، إنما هي عوارض الحب المعروفة . لقد عاد فراس ، والمسألة واضحة كالشمس ! - ياما حبا ياما برك ! ما عندتس نص ونص يا سديم ! إما البوز شبرين وإلأ البسمة شاقة الوجه !! - لم تكن عودة سديم لفراس أو قبول عودته إليها مدروسة أو ذات ملامح واضحة . لم تكن تلك إحدى خطط سديم الذكية وإنما كانت من ارتجالات الحب المجنونة . اللذة التي غمرت كلاً منهما بعد عودتهما إلى بعضهما كانت أكبر من لسعة الذنب اللي يحسها هو بين الحين والآخر أو لسعة الكرامة التي تذكرها كل يوم بفعلته . لم تصل سعادة سديم على أقصاها إلى حد الغفران . كانت سعادة مشوبة بالقهر وحلاوة مغمسة بالمرارة . ما زال الشعور بالألم والخذلان قابعاً في أعماقها بانتظار أي لحظة للإعلان عن وجوده . كانت متأكدة من أنها لن تحصل من فراسها على الكثير ، وأ،ه بقبولها إياه حبيباً من جديد فإنها تتنازل عن شطر كبير من كرامتها واحترامها لنفسها ، إلا أنها آثرت لشدة تعلقها به وبعد إقناع ب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alshalah.ahlamontada.com
 
سالفة بنات الرياض7
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سالفة بنات الرياض1
» سالفة بنات الرياض2
» سالفة بنات الرياض3
» سالفة بنات الرياض4
» سالفة بنات الرياض5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشله :: الشعر و القصص :: القصص-
انتقل الى: