بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين
وعلى اله وصحبه الغر الميامين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
هذا بحث مفيد وشيق يزيل بعض الشبه والالتباس حول قضية مهمة شغلتنا كثيرا في الوقت الحاضر
وهي قضية ( ذكر الله سبحانه وتعالى )
وحاولنا أن نوضح في هذا البحث ما يأتي :
-- معنى الذكر وكلمة الذكر .
-- تعريف الذكر .
-- دليل الذكر من الكتاب والسنة .
-- صفة الذكر .
-- الذكر بالشريعة .
-- جدل لطيف حول قولهم ( إن القران هو الذكر ) .
-- الإشارة في تخريج الإشارة عند آهل المعاني .
-- إشارات ولطائف
-- الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هما أعلى النوافل .
-- علاقة الذكر بالدعاء .
-- بعض قواعد التصوف للشيخ زروق رضي الله عنه .
.......................................
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله ( يا آيها اللذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا # وسبحوه بكرة وأصيلا ) الأحزاب -- 91--
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون , سبق المفردون , سبق المفردون ,
قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟
قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات . رواه : الإمام مسلم
وقال أحد السادة الصوفية رحمه الله :
الذكر اعظم باب أنت داخله
فاجعل له الأنفاس حراسا
وقال آخر :
واذكر اسم الحبيب ما رمت وصلا
وتبتل بذكره تبتيلا
ولقد تواترت الآيات والأخبار الدالة على فضيلة الذكر وثمرته , حتى أن الله سبحانه وتعالى لم يأمر في كتابه العزيز بالكثرة في عبادة من العبادات فرضا كانت أو نفلا مثلما آمر في الذكر .
وحتى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الذكر في أحد الأحاديث الصحيحة الواردة عنه افضل من الجهاد في سبيل الله .
وهنا قد يقول قائل وهل العبادات كلها إلا ذكر لله عز وجل ؟
نقول له : نعم , انك أصبت الصواب , ولكن هناك الاصوب .
...........................................
اختلاف الاعتبارات في تعريف الذكر :
...........................................
-- فمنهم من قال ان القران هو الذكر
-- ومنهم من قال بان الصلاة هي الذكر
-- ومنهم من قال بان الحج هو الذكر
-- ومنهم من قال بان التتسبيح والتحميد والتهليل هو الذكر
-- ومنهم من قال بان التحدث في الدين هو الذكر
-- ومنهم من قال ان السعي وراء الرزق هو الذكر
-- ومنهم من قال ان الاستغفار هو الذكر
واختصارا يعتبر الكثيرون آي عبادة او طاعة ذكرا لله عز وجل , والحقيقة أن كل هولاء على شيء من الحق , ولا تنقصهم الأدلة والأسانيد على صحة دعواهم .
ولكن تظل هناك شبهة واضحة في تحديد معنى واضح للذكر , ولا تتضارب مع قواعد اللغة والنحو والأصول , ويجمع بين النصوص , ويؤلف بينها في انسجام , بحيث لا تصطدم بتكرار في كتاب الله لا تجد له مبررا أو حاجة .
ولتعلم انه ليس هناك تكرار في لفظ الكلام الإلهي , وانما التكرار في مرآنا وفهمنا لآيات القران , والعقيدة الصحيحة أن تفهم أن أي تكرار في لفظ قراني على معنى او معان مختلفة .
فان لم تكن تعلم ذلك فلتعتقد ذلك حتى يفتح الله عليك في فهم القران .
................................................
الجدل بالتي هي احسن في تعريفات الذكر :
...............................................
--1 اذا اعتبرت ان الذكر هو القران واستدللت بآية ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) نقول لك : فما قولك في أول سورة المزمل حيث قال تعالى آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم ( يا آيها المزمل # قم الليل الا قليلا # نصفه او انقص منه قليلا # او زد عليه ورتل القران ترتيلا # انا سنلقي عليك قولا ثقيلا # ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا # ان لك في النهار سبحا طويلا # واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ) سورة المزمل .
فان انتبهنا هنا وعرفنا القاعدة النحوية التي تقول : إن العطف يقتضي المغايرة , كأن نقول دخل محمد وعمر , فالعطف بالواو هنا يعني ضمنا ان محمد غير عمر , وان محمد لابد أن يكون عين بذاتها , ومن هنا نتبين ان ترتيل القران شيء , والذكر شيئا بالاسم الالهي شيئا اخر .
ناهيك ونلفت انتباهك على ان القران لم يكن نزل كاملا عند نزول هذه الايات فكيف يؤمر صلى الله عليه وسلم بترتيله ؟
فوجب هنا التأويل .
ثم نحن نعلم ان الله عزوجل في القران آمر المسلمين بقراءة القران ولكن على سبيل التيسير فقال عزوجل ( فاقرءوا ما تيسر منه ) سورة المزمل وقال ( فاقرءوا ما تيسر من القران ) سورة المزمل , في حين امر بالكثرة في الذكر في غير موضع فكيف ذلك ؟
.....................................................
--2 - وإذا اعتبرت ان الصلاة ذكرا محتمل لقوله تعالى ( وأقم الصلاة لذكري ) سورة طه 19 - نقول لك :
أولا : في احتجاجك بهذه الآية بعينها نظر .
ثانيا : ما قولك في آية ( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ) -- سورة النساء آية 103-- فهل المعنى صليتم فصلوا ثانية ؟
او يكون المعنى إذا ذكرتم فاذكروا ثانية !!!
..................................................
-- 3- وإذا اعتبرت أن التسبيح ذكر نقول لك : ما قولك في آية ( يا آيها اللذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا # وسبحوه بكرة وأصيلا ) سورة الأحزاب -أية - 40و41 .
وامثال هذا كثير في الكتاب والسنة , وان دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الموضوع لم يبحث بشكل علمي وموسوعي .. وانما اكتفي فيه الناس بالقشر دون اللب.
........................
الذكر .... وتعريفه :
.......................
تعريف الذكر :
الذكر هو ترديد اسم المحبوب دون طلب لمنفعة او دفع ضرر .
وذكر الله عزوجل يجعل الإنسان يستيقظ من غفلته , ليتمكن من قطع منازل السير الموصلة إلى الله عز وجل التي خلق الإنسان لاجلها .
ولا يستيقظ المرء الا بالذكر , فالغفلة هي نوم القلب او موته .
إن امتثال المسلم لآمر الله عز وجل بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى يجعل حياته كالملائكة , فلا تخطر الدنيا على قلبه , ولا تشغلهم عن مولاهم , فقد نسوا أنفسهم بمجالستهم لربهم .
وبذكر الله على كل حين ينشرح قلب الإنسان ويطمئن قلبه وتسمو روحه لانه حظي بمجالسة ربه عز وجل , قال صلى الله عليه وسلم ( آهل ذكري آهل مجالستي .... الحديث ) حديث قدسي أخرجه الإمام احمد رضي الله عنه .
فالعارف من داوم على الذكر , واعرض بقلبه عن متع الدنيا الزائلة , وتولاه الله سبحانه وتعالى في جميع شؤونه , والله ورسوله اعلم.
....................................
دليل الذكر من الكتاب والسنة :
....................................
اولا : من الكتاب الكريم :
-- قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) البقرة 152 .
-- قال تعالى ( اللذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) آل عمران 191 .
-- قال تعالى ( اللذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد 28 .
-- قال تعالى
ولذكر الله اكبر ) العنكبوت 25 .
-- قال تعالى : ( واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والأبكار ) ال عمران 41 .
ثانيا : من الكتاب والسنة :
-- قال النبي صلى الله عليه وسلم
مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) . رواه البخاري .
-- وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ( الفضة ) وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله .
قال : ذكر الله تعالى . رواه الترمذي وابن ماجة .
-- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا , قالوا : يا رسول الله ما رياض الجنة ؟
قال : حلق الذكر . واخرجه الترمذي .
-- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيروا فهذا جمدان ( جبل في طريق مكة ) سبق المفردون .
قيل : وما المفردون يا رسول الله ؟
قال : المستهترون بذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا . أخرجه مسلم والترمذي .
-- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل يوم القيامة : سيعلم الجمع من اهل الكرم ؟
قيل : ومن آهل الكرم يا رسول الله ؟
قال : آهل مجالس الذكر في المساجد . أخرجه احمد وابو يعلى وبن حبان والبيهقي .
والخلاصة :
إن الطريق العملي الموصل إلى الله سبحانه وتعالى ورضوانه هو الإكثار من ذكر الله في جميع الحالات , وصحبة الذاكرين , لان انفاس الذاكرين تقطع شهوات النفس الأمارة بالسوء .
...............
صفة الذكر :
..............
ولذكر الله صفتان لا ثالث لهما على سبيل التحقيق وهما :
-- ( لا اله إلا الله )
-- ( الله )
والأصل فيهما الذكر بالاسم المفرد ( الله ) , وانما الحق به التهليل ( لا اله إلا الله ) لقرائن كثيرة , منها ورود ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أولا , ولتلقينه للصحابة , واستئناسا بان حروف التهليل هي نفس حروف الاسم المفرد ( الله ) لا تخرج عنه حرفا واحدا , ولانه شطر كلمة التوحيد , والدليل على أفضلية الذكر بالاسم المفرد يتضح من قوله تعالى في مواضع كثيرة منها :
-- قوله تعالى
واذكر اسم ربك ) س . المزمل 8 .
-- وقوله تعالى
واذكر اسم الله ) س . الحج 36 .
فان قال قائل : بل يصح الذكر بأسماء الله
نعم : ولكن من قبيل الدعاء او الاستغاثة , وهي كلها أوصاف يحتم أن يكون الاسم العلم على الذات العلية هو ( الله ) .
فالآمر في الآيات بذكر الاسم يحتم أن يكون الاسم هو لفظ الجلالة ( الله ) .
وعلى هذا يفهم قوله صلى الله عليه وسلم
لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله , الله )
فلقد عرفنا ان الذكر بالاسم هو ان تنطق بلسانك اللفظة الشريفة ( الله ) .
ولنعلم إن هذا هو الأساس في معنى الذكر , او هو الأصل , ولكن له فروعا اذا عرفتها وحققتها زالت عنك الشبهة إنشاء الله .
ولمزيد من الاطلاع راجع رسالة ( القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد)
....................
الذكر بالشريعة :
...................
الذكر : هو كل شرعي مثل الأركان الخمسة او البسملة والتسبيح والتحميد والتكبير والاستغفار وقراءة القران وتدارس الدين وغير ذلك مما امر به الشارع , توقيفا , او جاء به الأئمة اجتهادا , .
ونحن ما يهمنا في هذا البحث الذكر بمعناه الاول , وهو الذكر بالاسم المفرد الله , والذكر بالاسم الله على أنواع ومراتب نلخصها فيما يلي :
اولا : الذكر باللسان :
وهو شان اهل البدايات , ويطلقون عليه ذكر الغفلة , لان صاحبه مهما كان مجتهدا فيه يمكن ان يكون غير حاضر القلب , وعليه مدار الاعرابي الذي ذهب يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم كثرة الشرائع , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال لسانك رطبا بذكر الله .
وهو على انه للمبتدي , الا انه لا يستغنى عنه اهل البدايات ولا اهل النهايات لانه المفتاح للترقي الى الرتبة التي تليها , فلا يزال المريد يذكر الله بلسانه حتى يفتح الله عليه , ويمن عليه بان ينتقل الذكر الى القلب .
ولقد أوصانا مشائخنا بعدم ترك الذكر مطلقا , واخذوا علينا العهد بان نذكر الله ساعة بعد صلاة الصبح , وساعة بعد صلاة العصر , وشددوا على ذلك , وقالوا من علامات عدم توفيق المريد تركه لذكر الاسم المفر .
ومن أقوال سيدي الفيتوري : ان الفقير الذي لا يذكر الله في اليوم لمدة ساعة او اكثر ليس بفقير
وحاصل الآمر ان شيئا دخلنا به على الله لا نتركه أبدا .
ثانيا ذكر القلب :
وهو آمر ذوقي كسبي ووهبي , ولابد فيه من الخبير الناصح لحصوله وتمامه , ولا يمكن التحدث عنه باللسان .
وقد أشار الفرا اليه في عدة مواضع مثل قوله تعالى ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) ,
جدل لطيف حول قولهم القران هو الذكر :
قال تعال في محكم تنزيله ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) , فلو ان المقصود بقوله تعالى ( ذكرنا ) هو القران نقول له في ذلك : اعلم ان الأمة كلها غير مأمورة بقراءة القران مطلقا , وانما بشروط , ولا يخرج عن الدين من لم يقراء القران , الا ما لا تصح الصلاة الا به .
تم اتى النبي صلى الله عليه وسلم بنفل جعل فيه من الفضائل ما لا يتحصل حتى ببعض الفروض , وهو الذكر بالاسم بالهيئة المذكورة سابقا .
و لا يخفى على كل لبيب ان ذكر هذا الاسم يسير وسهل على الأمة المحمدية كلها , عمومها وخصوصها , فلا يعجز عنه إلا محروم غلبته شقوته او مغلوب على عقله .
حكاية عن الإمام العظيم الشافعي رضي الله عنه :
سئل الإمام الشافعي رضي الله عنه :
-- ما اصل الدين ؟
فقال رضي الله عنه : الإجماع .
-- قيل : وما اصل الإجماع ؟
قال : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-- قيل وما اصل السنة ؟
فقال : القران الكريم .
-- قيل : وما اصل القران ؟
قال الأسماء الإلهية .
قيل : وما اصل الأسماء الإلهية ؟
قال : الاسم ( الله ) وليس راء ذلك مرمى لرام .
وهذا كلام عال ونفيس من إمام عظيم .
وها آنت تعلم ألان أن الاسم ( الله ) هو اصل القران , فالقران منسوب الى الله , اما الله فكل شيئا منسوب اليه .
وهذا الكلام مقبول عقلا ونقلا .
والله ورسوله اعلم .
ثالثا : ذكر الروح : ولا يزال القلب يذكر حتى ينتقل الذكر الى الروح , واليه يشير القران الكريم بقوله تعالى ( واذكر ربك في نفسك تضرعا ودون الجهر من القول ولا تكن من الغافلين ) س . الاعراف 205 , ويشير ايضا اليه بقوله تعالى ( اللذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ) س . ال عمران 191 , فلا تعوقهم عن ذكر الله حالة بشرية , قال تعالى ( لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة ) النور 37 , فالتجارة والبع هما اكثر مناشط الحياة صرفا للعبد عن ربه , وشغلا له , وحجبا لقلبه , ولذلك فمن لم يشغله امر التجارة او البيع , او من لا يلهه ذلك فلابد وانه يملك وسيلة اخرى غير اللسان يذكر بها , لاستحالة ذلك في حالة البيع والشراء .
فكان القلب والروح هما الالتين ذواتي القدرات العظيمة , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( رب ذرة من اعمال القلوب تعدل مثاقيل الجبال من اعمال الابدان ) .
والذكر بالقلب او الروح هيئات ليس الكلام بقادر على ان يوفيها , فهي هيئات نورانية ذوقية لا يدريها الا من ذاق فعرف , وصدق من قال :
من ذاق طعم شراب القوم يدريه
ومن داره غدا بالروح يشريه
ويترقى الذاكر بالروح حتى يصير ذاكرا بكليته , جسدا وروحا , حتى اذا نطق لسانه مرة رددت سائر ذرات جسده وقلبه وروحه الذكر معه , حتة انهم يقولون انه انطبع بنور الاسم الاعظم ( الله ) , والى ذلك الاشارة بالاية الكريمة ( صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ) س . البقرة 138 , ومن هذا المعنى تأول بعضهم معنى الحديث القدسي
من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير من ملئه ) فأولوا كلمة الملاء على النوع من الذكر , حيث اعتبر كلية الانسان من عقل وقلب وروح هو ملؤه الاعلى , وهو اعلى مقامات الذكر وختامها
والله ورسوله اعلم .
.............................................................
فصل : الاشارة في تخريج المعاني عند اهل الاشارة :
...............................................................
كل ما ورد عن ذلك انما هو اشارات في القران والسنة عبارات واضحة , وهو مبداء عام في الدين , فالنبي صلى الله عليه وسلم بامر ربه رفض قبول ايمان الاعراب فقال لهم ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ) فالاسلام غير الايمان , وغير الاحسان , ولكل نصوصه الدالة عليه , والمشيرة اليه كتابا وسنة .
فاهل العبارة مجتهدون في العبارة .
واهل الاشارة يفهمون الاشارة .
الا ترى اشارة مريم الصديقة ابنة عمران كانت ابلغ من كل عبارة , بل كانت النجاة والمخرج من مازق عظيم , فتدخلت الحكمة الالهسة لتعلقها بقام الاشارة ( فاشارت اليه ) فانكروا ذلك لجهلهم به , وعرفه المسيح عليه الصلاة والسلام , لانه من اهله , فرد هو بلسان عربي فصيح مبين .
ولذلك فان سلكت سبل الصالحين فهم مكلفون نتوصيلك الى هذه المقامات والمنازل واحدا بعد الاخر ذوقا وعلما وعملا , ولا سبيل للترقي في هذه المقامات الا بالذكر تلقينا من شيخ خبير حتى تبلغ التزكي .
والنبي صلى الله عليه وسلم هو اول الذاكرين في امته بهذه الكيفيات كلها .
ولهذا احب الخلوة بالغار ليخلو الى حبيبه ويدنو ويترقى حتى موعد بعثته صلى الله عليه وسلم ( قد افلح من تزكى # وذكر اسم ربه فصلى ) وهو ذكر الاسم مما هو واضح من سياق الاية وانه من عمل الاخرة للمقابلة في الاية التالية ( بل ثؤترون الحياة الدنيا 9 اي ان ما عدا الذكر فهو عمل دنيوي لا اكثر ولا اقل , وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما ولاه ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم فيه الا كان عليهم تُرة - نقص - فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم ) رواه النووي .
وقوله تعالى ( والاخرة خيرا وابقى ) اي ان الذكر وهو من اعمال الاخرة خير وابقى في العاقبة ( ان هذا لفي الصحف الاولى # صحف ابراهيم وموسى ) اي ان الذكر قديم لا حديث , بل هو من ابي الانبياء الى سيد الانبياء .
والله ورسوله اعلم .
......................
اشارات ولطائف :
......................
يسال معظم طلاب العلم والسير الى الله عزوجل اوليس الله عزوجل يقول ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) فما بال الناس يذكرون كل على شاكلته ولا يحصل اطمئنان للقلب .؟
وقال واحد منهم : ما بالنا نذكر الله ولا تطمئن قلوبنا ؟
ان المراد بذكر الله في الاية السبقة -- والله اعلم -- هو ان ذكر الله لك في ملئه الاعلى , فاذا جرى ترديد اسمك على اللسان في الملاء الاعلى حصل اطمئنان قلبك طوال الابد , وهذا مصداق للاية الكريمة التي اجملت انواع الذكر ( فاذكروني اذكركم واشكروني ولا تكفرون ) وهذا بالطبع اخر مراتب الذكر , حيث ان العبد قد ذكر الله بكليته , فانتفت عنه الغفلة فلم يعد فيه جزئية الا ويحبها الله تعالى لانه بنص الايات لا يحب الغافلين , وهاهو قد نبه اللسان والقلب والروح تاى ذكر الله حتى صار من المقربين المفردين ( والذاكرين الله كثيرا) , وهو اذن من السابقين المقربين فيذكره المولى في ملئه الاعلى مباهيا به ملائكته فيكون مطمئن الفؤاد بصفة الدوام , ومثله اذا كان في جمع تقبل الله منهم لاجله , ولذلك وجب حضور الذكر الجماعي رجاء حضور امثاله , وهو ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ( حلق الذكر ) في الحديث حيث قال ( اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا , قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله ؟ قال : حلق الذكر فان لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فاذا اتوا عليهم حفوا بهم )ز
فالفضل العظيم في الذكر والفضل الاعظم في الجماعة , وحسبك انها من رياض الجنة , فاذا تعهدت نفسك بحضورها زاد نور قلبك وربما تعرضت لنفحة من نفحات الله فلا تشقى بعدها ابدا , ولقد ورد في الحديث ( ان لله تعاى في ايام دهركم لنفحات الا فتعرضوا لها ) .
وورد في صحيح مسلم عن معاوية رضي الله عنه قال
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من اصحابه فقال : ما اجلسكم ؟
قالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا .
قال :أالله ما اجلسكم الا ذاك ؟ اما اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل فاخبرني ان الله تعالى يباهي بكم الملائكة .
وهذا الحديث هو من اهم الاحاديث التي تحض على صدق التوجه الى حلق الذكر لا لغير الذكر وكما قيل في تعريف الذكر دون طلب لمنفعة او جلب ضرر .
والله ورسوله اعلم .
....................................................................................
الذكر والصلاة على النبي هما اعلى النوافل على الاطلاق وذلك لحكمة :
....................................................................................
اعلم انه لكل ركن من اركان الاسلام الخمسة نفل من جنسه خاص به , فنفل الحج العمرة , ونفل صوم رمضان صوم الايام الفاضلة في السنة كلها , ونفل الزكاة الصدقة , ونفل الصلوات الخمسة الرواتب وغيرها , ولكن الكثيرين لم يعرفوا فضل اعلى الاركان وهو الشهادتان .
ولهم نقول : ان نفل شهادة لا اله الا الله , هو ذكر الله عزوجل .
ونفل شهادة ان محمد رسول الله هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
واليهما الاشارة الرقيقة في الاية الكريمة ( قد افلح من تزكى # وذكر ربه فصلى ) اي : ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ولذلك فانه لم يُعلم في النوافل اعلى درجة وثمرة من الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , ذلك لانهما نوافل اعلى اركان الدين اجمعها .
حتى ان سيدنا عبدالله بن العباس رضي الله عنهما كان يقول : لم يفرض الله تعالى فريضة على عباده الا جعل لها حدا معلوما تم عذر اهلها في حال العذر , غير الذكر , فانه لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر اهله في تركه الا مغلوبا على عقله , وامرهم بذكره في الاحوال كلها , قال الله عز وجل ( فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ).
...............................................................
الصلاة المقضية فالذكر فالاطمئنان فالصلاة المقامة :
...............................................................
بددعد ما تقدم وذُبالادلة النقلية ان الذكر بالاسم المفرد ( الله ) هو عبادة قائمة بذاتها لها كم وكيف ونظام دقيق غير الصلاة وقراءة القران والصوم والزكاة وغيرذلك , واستمرار في سوق الادلة على صحة ذلك هناك اية قرانية كريمة وصفت العلاقة بين الذكر والصلاة الة نوعين , قبل التزكي بالذكر وبعد التزكي بالذكر , في سياق جليل جميل ورضي الله عمن رزقه هذا الفهم الرائع في كتاب الله , يقول الله سبحانه وتعالى ( فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعل جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة , ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )..
فالصلاة القضاء في الاية تعبر عن حالة العبد قبل ان يتزكى , فالواجب عليه ان ينصرف الى الذكر في جميع احيانه بعد اداء فروضه حتى ولو كان مع غفلة القلب فاذا وصل الى الاطمئنان كما ذكرت الاية ( فاذا اطمئننتم ) اي صار العبد مذكورا عند الله بعذ ان كان ذاكرا , عند ذلك فقط يمكن ان يصلي بالخشوع الكامل كما اراده الشرع .
وكما يتضح من السيرة النبوية الشريفة عند النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم اجمعين فيصح عند ذلك ان يقال عن صلاته الصلاة المقامة ويفسر هذا ايضا قوله تعالى( انني انا الله لااله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ) اي لذكري لك في الملاء الاعلى بعد ان جاهدت في سبيلنا منحناك سر الصلاة المقامة فكنت من اللذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وهم اللذين رفع الله ذكرهم بان ذكروا في الملاء الاعلى ,
وانشدوا :
وكنا ذاكرين وقد ذُكرنا وهذه نعمة اخرى نراها
..........................
علاقة الذكر بالدعاء :
.........................
رغم ان حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الدعاء مخ العبادة ) رواه الترمدي , الا انه يقول في الحديث الصحيح ( من شغله ذكري عن مسالتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين ) , فهو اعلى درجة من الدعاء رغم فضيلته , وهو يؤكد معنى الذكر وتعريفه , حيث يشترط ان يكون الذكر دون طلب منفعة او دفع ضرر , بل يكون خالصا لوجه الله لانه امر بذلك قال تعالى ( وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) .
وكذلك فالدعاء عند الحاجة , اما الذكر ففي جميع الاحيان , وذلك من مقامات التسليم الا ترى سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام رفض السؤال حين القي به في النار وقال لجبريل عليه السلام ان كان منك فلا وان كان من الله فعلمه بحالي يغني عن سؤالي , فانصرف من مقام الدعاء وهو درجة الاسلام الى التسليم وهو درجة الاحسان .
والله ورسوله اعلم .
.......................................................................
بعض قواعد التصوف للشيخ احمد الزروق رضي الله عنه :
.......................................................................
وللشيخ احمد الزروق رحمه الله كلام في هذا الشان , وهوفي غاية البيان , فاتحفنا بسبع قواعد في موضوع الذكر , وسنتتبعها قاعدة قاعدةةلما فيها من الفوائد الجليلة .
يقول الشيخ احمد الزروق في كتابه قواعد التصوف :
القاعدة 118 :
-- حكم الجهر بالذكر والدعاء وحكم الجمع فيهما ولهما , وقضى بذلك بقاعدة مضمونها :
( ان اعطاء الحكم في العموم لا يلزم منه نفس الحكم في الخصوص )
فكان ولابد من حكم خاص له دليل خاص حتى يجري على الخاص الحكم بذاته .
ومن ذلك الجهر بالذكر , والدعاء والجمع فيهما ولهما .
فاما الذكر فدليله :
-- من ذكرني في ملاء ذكرته في ملاء خير منه )
وقيل من ادلته قوله تعالى ( كذكركم اباءكم او اشد ذكرا ) .
وقال بن عباس رضي الله عنهما : ما كنت اعرف انصراف الناس من الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بالذكر .
والجهر في ذكر العبد في ادبار الصلوات وبالثغور وفي الاسفار حتى قال صلى الله عليه وسلم ( اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ) , وقد جهر صلى الله عليه وسلم باذكار وادعية في مواطن كثيرة جمة وكذا السلف .
هذا وقد صح قوله جوابا لاهل الخندق ( اللهم لا خير الا خير الاخرة , فاغفر للانصار والمهاجرة )
وكل هذا دالة على الجهر والجمع .
ولكن في قضايا خاصة يمكن لقائل ان يقول لا تصح دليلا لاحتمال قصرها على ما وقعت فيه فيلزم تمهيد اصل اخر .
والمراد هنا انه يريد التدليل بدليل قوي خاص على الجهر بالذكر بوجهه الخاص كالذكر بالاسم حتى ولو كان يتضمن احوالا اخرى بجانبه , فلم يكتف الشيخ رضي الله عنه بما ذكر من ادلة لانها تحتمل ان تكون مقتصرة في دلالتها على اوجه خاصة كما هو واضح في مناسباتها , فاخذ يبحث عن ادلة محددة في الذكر بعينه وقدم لذلك
-- القاعدة 119:
الاجتماع لعين الذكر وغيره من الدعاء والتلاوة .
يقول الشيخ زروق رضي الله عنه :
( الجمع للذكر والدعاء والتلاوة احق من الجمع بينهما لكونه مقصودا بخلاف الاول فانه اعم من ذلك فلزم طلب دليل يخصه ) .
قلت : يطلب دليلا خاصا لكل مسالة على حدة ,
فهي ثلاث مسائل : الجمع للذكر , للدعاء , الجمع للتلاوة .
المسالة الاولى : الجمع للذكر :
ففي الحديث المتفق عليه من حديث ابو هريرة رضي الله عنه ( ان لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون حلق الذكر ....... الحديث -- وفي اخره يسالهم ربهم ما يقول عبادي ؟ يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك ويهللونك ويمجدونك ).
والحديث هو صريح في ندب الجمع لعين الذكر للترغيب في سياقه , وما وقع في اخره ان فيهم ما ليس منهم فيقول تعالى : ( هم القوم لايشقى جليسهم ) .
فاخذ منه حواز قصد الاجتماع لعين الذكر بوجه لا يسوغ تأويله لحديث ( ما جلس قوم مسلمون مجلس يذكرون الله فيه الا حفت بهم الملائكة وتنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده 9 .
فلزم جوازه بل ندبه بشرطه .
وتاويل التسبيح والتحميد والتمجيد بالتذاكر في التوحيد من ابعد البعيد .
واخرج الامام احمد رضي الله عنه في الزهد عن ثابت البناني قال : ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت اية --واصبر نفسك مع اللذين يدعون ربهم -- فخرجنا نلتمسهم فوجدنا سلمان في عصابة يذكرون الله فلما رأونا كفوا , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كنتم تقولون ؟ فقال سلمان : نذكر الله , فقال صلى الله عليه وسلم : اني رائيت الرحمة تغشاكم الحمد لله الذي جعل في امتي من امرت ان اصبر نفسي معهم .)
المسالة التانية الدعاء والجمع له :
جاء في حديث حبيب بن سلمة رضي الله عنه وكان مجاب الدعوة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يجتمع ملاء فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم الا استجاب الله دعاؤهم ) رواه الحاكم وقال على شرط مسلم .
المسالة الثالثة : التلاوة :
صحح النووي وغيره :0 ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يقراون القران ويتدارسونه الا حفت بهم الملائكة ).
واخذوا منه جواز قراءة الحزب الذي يقراء في المساجد وكل ذلك على اصل الشافعي ومذهبه .
اما مذهب مالك رضي الله عنه فالكراهة لعدم فعل السلف ولسد دريعة الابتداع بالزيادة على ذلك والخروج فيه لغير الحق , وقد وقع ما اتقاه رضي الله عنه .
والخلاصة :
ان الشيخ احمد الزروق رضي الله عنه قرر ادلة الاجتماع لكل على حدة بدليل خاص به , فتقرر ندب الاجتماع لعين ذكر الله والدعاء والتلاوة كل على حدة .
-- القاعدة 120من قواعد التصوف :
فضيلة الذكر وافضلية العلم وحكم النبي صلى الله عليه وسلم لهما :
قال الشيخ احمد الزروق رضي الله عنه : فضيلة الشيء غير افضليته .
وحكم الوقت غير حكم الاصل .
فلا يلزم من الترغيب الافضلية ان ثبت الفضل , ولا يلزم من الترك او الفعل لعارض الوقت رفض حكم الاصل .
فالجمع للذكر والدعاء والتلاوة مثلا قد صح الندب اليه بالاحاديث التي تقد ذكرها .
وقال : يصح القول بغير ذلك في اصل الحكم , ولكن يمكن ان يؤثر عليه غيره وذلك لافضلية في المفضل , كالذكر الخفي وما يتعدى نفعه -- اي تنفع به غيرك -- كالعلم والجهاد والتكسب على العيال الى غير ذلك , وذلك في حالة كونهما فرض عين عليك .
وقال : ينبغي الميل عنها لحدوث الضرر او عدم كمال النفع للقوم او الائمة , ومن ذلك اعتناء الصحابة رضي الله عنهم باشياء غير الذكر لاولويتها في ذلك الوقت .
ولكن انظر : الا تراهم عند امكانه استعملوه -- اي الذكر -- في الاسفار والاعياد وادبار الصلوات ونحو ذلك .
ان كل ما تقدم يزيل الالتباس في الحديث الذي يحكي مجيء النبي صلى الله عليه وسلم مع المتذاكرين في العلم وذلك لتعدي نفعهم الى غيرهم اولا , ثم احتياجهم اليه صلى الله عليه وسلم فيما هم به اذ لا علم لهم الا منه صلى الله عليه وسلم , ولم ينكر على الذاكرين , وان اثر حلق العلم .
ويبقى للذكر فضله , حيث لا يستغنى عنه طالب العلم اذ فرغ من حالة طلب العلم في اليوم والليلة والاسبوع والدهر كله .
.......................................
القاعدة 122 من قواعد التصوف :
.......................................
شروط الذكر المتعينة عند الجمع :
.......................................
وشروط الذكر التي تتعين عند الجمع ثلاث :
-- الاول --خلو الوقت من واجب او مندوب متاكد يلزم من عمله الاخلال به , كان يسهر فينام عن الصلاة او يتثاقل فيها , او يفرط في ورده , او يضر باهله وغير ذلك .
-- التاني -- خلوه من محرم او حضور من يتقي من الاحداث , او قصد طعام , او ذكر مساوي الناس .
-- الثالث -- التزام اداب الذكر من كونه شرعيا , او في معناه , بحيث يكون بما صح ذكره على وجه السكينة , وان مع قيام مرة وقعود مرة اخرى لا مع رقص وصياح ونحوه , فانه من فعل المجانين كما اشار اليه الامام مالك رضي الله عنه لما سئل عنهم فقال : امجانين هم ؟
وغاية كلامه الاستقباح بوجه يكون المنع فيه احرى .
فاذا عرفت ذلك فالزوم .
انتهى
نسال الله عزو وجل ان يثبتنا على ذكره وشكره وطاعته وحسن عبادته كما نسال الله العلي القدير ان ينفع كل امة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بما سطرناه ونقلناه وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وان ينفعنا في الدنيا والاخرة امين
والصلاة والسلام على الحبيب الشفيع وعلى اله وصحبه اجمعين
والى مبحث اخر لكم اطيب تمنياتي بحياة ايمانية طاهرة
والله الموفق للجميع