لم أعد آخشاك
أخاف على قلبى منك
فلا تقتربى ببحر عينيك الازرق
القابع فى اعماقة سر شقاء ضحاياك
فأنا لم أعرف طعم الحب منذ سنين
قد مضت بجرح قديم
ترك منه أثارا بصدرى السقيم .
تذكرينى بحلمى الراقد بين رمال الغدر
أخاف على قلبى منك .. نعم أخاف
أخاف من رحيقك المسكر , أن يسلب عقلى
فأسيرٌ فى الطرقات كالمعتوه أُُحدث نفسى عنك وعن عينيك وأخاطب المارة , أفيكم من يحرر عقلى من أصفاده
وأنقش فوق الاحجار قمر قد صار هلالُ
وأنادى فى المعتوهين : من اليوم قد أصبح لكم زعيم
أخاف على قلبى منك .. فلا تقتربى سيدتى
ودعينى أحى فى شرنقتى ,أتتبع أخبار ضحاياك
أرسم فوق جدار العزلة , صورة فارس قد فك طلاسم عيناك
وأنادى الصمت اكلمة , فيعيد ألي كلماتى
فياتى الليل و يوخزنى , ويواجج ما اخفيته فى اعماق ذاتى
فلا تقتربى سيدتى .
لا بل اقتربى أقتربى كما تريدين ,
وستجدينني غير ما تظنين
أقتربى حتى نذيب ثلوج الشك بماء اليقين
أقتربى , فأنا أتفهم أسباب تلذذك بعذاب الآخرين
وأعلم أن جروح الهواة لا تمحوها السنين
أقتربى والقى بكل همومك فوق صدرى السقيم
لعلها تمحو آثار جرحى القديم
أقتربى لكى أشتم رحيقك المسكر
وأذوبٌ فى كاس شفتيك المعتق وأغوص فى عينيك
وفوق صدرك ألقى بكل آلامى وأحزانى وأعانق أحلامى
وتسير هواجسى مع رياح النسيان
وأتغنى بقصيدة كتبتها لك على شفتى : أُحبك . أُحبك
فهيا معى نحفر قبرا , نلقى فيه بكل الماضى
ونسيرُ فوق الاعشاب , نلهو ونركض كالاطفال
ونغنى مع الطير , الساكن أغصان الاشجار أقتربى
, كى نقتلع الاشواك من جسد الأرض البيضاء
ونغرز أزهارا , تنبت آمالاُ فوق شفاه البائسين
أقتربى سيدتى , فأنا لم اعد أخشاك
وإن متُ بين يداك , فنظرى الى أسوار حصونك الوردية
وتذكرى أن اول من قام بطلائهم
هو ذاك النائم بين يداك ……………..