البشارة الأولى في سفر التثنية :
جاء في النص"أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه
نبياً مثل موسى " مثلك ":
تعني أن النبي المنتظر سيكون مثل موسى
التشابه بين الرسول ( ص ) وبين موسى ( عليه السلام ) :
1- الولادة:
إننا نجد تشابهاً بين موسى ومحمد من حيث الولادة العادية , بالأسلوب الطبيعي , ولكن عيسى خلق بالقدرة الإلهية المميزة ( لأن النصارى يدعون أن هذه الفقرة تتحدث عن مجئ عيس علي السلام )
2- عقد الزواج:
تزوج موسى ومحمد عليهما السلام , ولكن عيسى عليه السلام ظل أعزباً طوال حياته
3- الزعامة الدينية والدنيوية :
محمد وموسى كانا زعيمين إلى جانب كونهما نبيين , بينما عيسى كان نبياً فقط , فلم يكن يوماً ما زعيماً بيده السلطة الدنيوية بل كان زعيماً روحياً فقط
4- الشريعة:
محمد وموسى أتيا بشريعة جديدة , وأحكام جديدة ؛ أما عيسى فلم يأتِ بشريعة جديدة , بل كما قال :" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء , ما جئت لأنقض بل لأكمل
5- الرحيل من الدنيا :
كلاً من محمد وموسى عليهما السلام قد توفاهم الله وفاةً طبيعية , ولكن عيسى رفعه الله إليه
* * * *
محمدصلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل عليه السلم :
يقول النص : " أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك ...." إن التركيز على هذه الكلمات " من وسط اخوتهم مثلك " , فالخطاب موجه إلى موسى وشعبه , وعندما يقول النص " اخوتهم " فهو يعني العرب , فقد كان لإبراهيم ولدان هما إسماعيل و إسحاق , وأبناء إسماعيل هم العرب وأبناء إسحاق هم اليهود , ومحمد من نسل أخوة بني إسحاق وليس من نسل إسحاق بني إسرائيل , والنبي المذكور في النص هو من نسل أخوة بني إسرائيل أي من بني إسماعيل .
ــــــــــــــــــــــــ
وأجعل كلامي في فمه ":
تستأنف النبوءة قولها : " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به
كان جبريل يجعل كلام الله في فم نبيه محمد وحياً فنـزل به جبريل على قلب الرسول ليكون من المرسلين, والنص من التوراة يقول : " وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ".
قال تعالى مخاطباً نبيه محمد لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه .
وقال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم.
إن اعتكاف محمد ( ص ) وتعبده في غار حراء واستجابته لبدء التنـزيل وحياً عن طريق جبريل المَلك إنما هو إنجاز لنبوءة في سفر أشعيا هذا نصها:
" أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة ".
ويقول الله سبحانه وتعالى عن النبي الأمي في القرآن الكريمفآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته.
"ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة"، هنا خطأ متعمد في الترجمة. ولكن بالمقارنة مع نسخة الروم الكاثوليك نسخة ديوىDouay version وكذلك مع النسخة القياسية نجد Revised standard version والترجمة المضبوطة:" ما أنا بقارئ لك" الكلمات التي فاه بها محمد مرتين للمَلك جبريل رئيس الملائكة عندما طلب منه قائلاً (اقرأ ).
ومن ألزم اللزوميات أن تعلم أنه لم تكن هناك نسخة عربية موجودة في القرن السادس الميلادي عندما عاش محمد هذا فضلاً عن كونه أمياً لا يعرف الكتابة ولا القراءة...
ــــــــــــــــــــــــ
عاقبة من لا يؤمن بكلامه:
أما عاقبة من لا يؤمن بهذا الكلام الذي يقوله هذا النبي فيكون كما جاء في نهاية النص في نفس الإصحاح في سفر التثنية :" ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه " .
فالويل لمن يكفر بالرسول عليه الصلاة والسلام وويل لكل أمة تناوئ هذا النبي
ــــــــــــــــــــ........ـــــــــــــ
البشارة الثانية في سفر التثنية :
جبال فاران :
جاء في سفر التثنية:" وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال : جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم".
"فمجيء الله تعالى من طور سيناء هو مجيء أمره وإنـزاله وحيه على موسى باتفاق المسلمين وأهل الكتاب
ثم إشراقه من سعير ، هو نـزول وحيه على عيسى ، ومجيئه بالإنجيل وهو الثاني ترتيباً والمسيح من ساعير ( أرض الخليل وهي قرية تجاور بيت لحم مولد المسيح وبها جبال تسمى ساعير) ،وكذلك يجب أن يكون استعلائه من جبال فاران إنـزاله القرآن والوحي على محمد وجبال فاران هي جبال مكة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
البشارة الثالثة في سفر النبي حبقوق :
وجاء في بشارة حبقوق النبي بشارة قريبة من ذلك :" الله جاء من يتمان والقدوس من جبال فاران ، سلاه جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور من يده شعاع ، وهناك استتار قدرته ".
فقوله ( الله جاء من يتمان ) تبشير إلى بلد في جنوب شرقي تبوك قرب المدينة المنورة .
وقوله ( القدوس من جبل فاران ) إنما هي إشارة إلى مكة المكرمة .
وحينما يقول ( جلاله غطى السماوات) هي صيحات "الله أكبر " التي تتردد في الآفاق في كل الأرض التي يسكنها المسلمون قلوا أو كثروا .
إنها جلال الله الذي يغطي السماوات والأرض، فهي لا يمكن أن تشير إلى كنيس اليهود الذي يستخدم البوق ،
ولا تشير إلى كنيسة النصارى التي تستخدم الجرس ) .
أما قوله ( امتلأت من تسبيحه ) إشارة إلى إقامة الصلاة وما في الصلاة من تسبيح وتكبير وتعظيم لله عز وجل ، "ولا يحدث شيء من هذا لا في كنيس اليهود ولا في كنيسة النصارى فلا تمتلئ الأرض بتسبيح الله إلا في صلاة المسلمين ، بل وفي غير صلاتهم فهم دائماً أهل التسبيح والتحميد
ــــــــــــــــــــــــــــــ
البشارة الرابعة في سفر أشعيا
نبوة أشعيا :
جاء في (سفر أشعيا 42: 11-13) الذي يقول "لترفع البرية ومدها صوتها ، الديار التي سكنها قيدار ، لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجداً ويخبروا بتسبيحه في الجزائر " تبين الفقرة أن هذا النبي يأتي من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام فقيدار هو الابن الثاني لإسماعيل كما في(سفر التكوين 25: 13).
وقوله" لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ..." إن في دينه هتاف من رؤوس الجبال وتسبيح وتكبير ومؤتمر عالمي يعقد سنوياً والإسلام هو الدين الوحيد الذي يحدث فيه هذا ،إذ يجتمع كل الحجيج من ملوك وشعوب ومن مختلف البيئات والأعمار لا يجتمعون في القصور وإنما في رؤوس الجبال ،إن هذا ما يحدث في الإسلام فقط في ركنه الخامس وهو الحج.[/center]