صاحبة قضية التحول الجنسي في مكة, أسعى الى العيش كرجل, والطب يرى إمكانية تحولي من...
صاحبة قضية التحول الجنسي في مكة .. أسعى الى العيش كرجل.. والطب يرى إمكانية تحولي من عالم الانوثة
تسعى فتاة سعودية من مكة المكرمة تبلغ من العمر 38عاما غير متزوجة للتحول إلى رجل بعد معاناتها من مرض اضطراب الهوية الجنسية "Trans-sex" منذ أن كانت صغيرة ولم تعرف حقيقة مرضها حتى صار عمرها 17عاما، ولديها أربعة أخوة ذكور وأخت واحدة وأسرتها موافقة على إجراء عملية تصحيح جنسها. .
وذكرت صحيفة الرياض في لقاء مثير معها ان المرأة تعيش حالة نفسية سيئة وحاولت الانتحار .. واليكم نص الحوار .
شعور مختلف
@كيف عرفتِ انك ذكر و لستِ انثى؟
- عندما شعرت أنني لا اشعر بشيء في داخلي اسمه أنثى لا في تصرفاتي ولا في لبسي ولا في شعوري ولا تفكيري ولا حياتي كلها ولكنني لم اعرف الحل لمشكلتي ولكن قبلت العيش في حياتي دون إعطاء الأمر أهمية. بعد عدة سنوات بدأت تظهر علي علامات "الرجولة" مثل ظهور الشعر الكثيف على جسمي وذقني وخشونة الصوت لدي. وعند البلوغ لم تكن تأتيني الدورة الشهرية كما هو المعتاد عند البنات ذهبت وقتها لأكثر من طبيبة واجرين لي الفحوصات ووجدن إنني لا املك مبايض أبدا وان الرحم عندي صغير وان المنطقة التناسلية أشبه بالذكر ولكن ليس في وظيفته وفي التحاليل الخاصة بالهرمونات ظهر عندي ارتفاع شديد في هرمون الذكورة وانخفاض شديد جدا في هرمون الأنوثة عندها قرر أهلي اخذي إلى طبيب نفسي لمعرفة المشكلة وفعلا تمت لي جلسات مع استشاري الأمراض النفسية في المستشفى العسكري وقد اقر الطبيب بعد عدة جلسات أنني "رجل" تماما معنويا ونفسيا ولا لي علاقة بالأنثى أبدا لأنني ولدت بمخ رجل وجسم أنثى بمعنى ان القاعدة الدماغية عندي ذكر وليست أنثى منذ ان كنت جنينا في رحم أمي وقال بالحرف الواحد أنت رجل ولست أنثى وليس أمامك إلا عملية تصحيح لجنسك لتصبحي رجلاً.
@متى تمت المصارحة برغبتك في عمل العملية؟
- عندها أخبرت أهلي (أمي وإخوتي الذكور الأكبر مني) بذلك فرفضوا إجراء العملية بحجة: ماذا سنقول للناس؟ وكيف سأواجه المجتمع بهذا التغير؟ وكان ذلك في عام 1995م من هنا بدأت معاناتي النفسية برفض أهلي وعشت أياما وسنينا ذقت فيها الآلام والمتاعب في كل مكان أكثرها في مدرستي الثانوية عندما كنت أواجه مشاكل بسبب شكلي الرجولي وتصرفاتي الرجولية ولست كالبنات مع إني كنت متدينة جدا ولم اظهر ما بداخلي أبدا ولم أكن مثل الشاذات اللواتي يستعرضن عضلاتهن ويفخرن بالرجولة فالأمر بيننا مختلف تماما وهكذا مرت الأيام والسنون وأنا على حالي في تعب وعذاب لا يعلمه إلا الله وحتى في أثناء دراستي الجامعية كنت أواجه المشاكل ولكن بفضل الله استطعت ان أتغلب عليها وأكمل دراستي الجامعية قسم لغة عربية وبتفوق.
لم استسلم
@هل استسلمتِ للأمر الواقع؟
- في كل فترة اجري الفحوصات والاشعات لبطني لعل شيئا بداخلي ولكن تقول لي الطبيبات نفس الكلام وأهلي يرفضون مساعدتي وبعد رفضهم تركت الأمر لله ورضيت بالمكتوب علي وانشغلت في الدراسة ومضى العمر كما مضى. بعد عدة سنوات وبانفتاح عالم الانترنت أصبحت اقرأ كثيرا عن عمليات تحول جنسي حتى وصلت لعالمنا العربي وفي السعودية وقرأت كثيرا عن الحالات التي تم لها تصحيح جنسي هنا قلت يعني ان هناك عمليات فعلا لكي يرتاح الإنسان ويتعالج وأصبحت ابحث عن كل حالة أجري لها تصحيح جنسي.ومنها علمت انه ينبغي على المريض إحضار تقريرين طبيين من طبيبين نفسيين وفحوصات وتحاليل ونحو ذلك وتقديمها الى وزارة الصحة للنظر فيها ثم وضع القرار المناسب لحالة المريض.
@هل عرضت نفسك على أطباء داخل المملكة؟
نعم، ذهبت لاحد الاطباء المعروفين في جدة والذي رفض إجراء العملية كوني لا املك عضوا ذكريا واضحا وانه غير مستعد للمخاطرة بمركزه والمسؤولية مقابل إجراء العملية لي إلا بعد الحصول على موافقة من وزارة الصحة او الافتاء في المملكة. بعدها قرأت عن دكتور في جدة اجرى عملية جراحية لتصحيح جنس أنثى إلى ذكر وطلب مني الحضور عنده في العيادة في جده للكشف علي لان حالتي تستوجب إجراء عملية تصحيحية ولكنه لايستطيع إجراءها بدون موافقة من الوزارة بعيداً عن المسؤولية ومثله أيضا طبيب في احد المستشفيات الخاصة في جدة في عام 2007ذهبت لطبيب نفسي آخر وعرضت عليه حالتي بالتفصيل قال لي لا استطيع فعل شيء لأنك في السعودية ولا اقدر ان أعطيك أي تقرير طبي ولكن اذهبي لمستشفى الأمل وتعالجي هناك ربما يكون الحل عندهم وفعلا ذهبت هناك ولكنهم طلبوا مني تحويلاً من مستشفى حكومي لفتح ملف عندهم وعلمت منهم ان المستشفى يعالج الأمراض النفسية والإدمان.
إصابتي بالهيستيريا
@كيف شعرت عند معرفتك ان المستشفى متخصص للأمراض النفسية والإدمان؟
- وقتها تمنيت ان أموت في لحظتها هذه آخرتي اذهب لمستشفى أمراض نفسية وادمان وصرت ابكي في المستشفى وحاولت ان أتملك من نفسي قبل الانهيار وعندما وصلت للبيت صار عندي انهيار عصبي كدت افقد حياتي فشربت كل ما في صيدلية المنزل من أدوية السعال وحبوب أخرى لاعرفها حتى دخت وارتميت على السرير وأنا ابكي ونمت لمدة يومين متواصلين دون ان اشعر بشيء حولي ومن لحظتها أدمنت على شرب أدوية السعال بكميات هائلة مما تجعلني دائما في حالة تشبه الهيستيرية والتشنج والدوخة أو نائمة لأكثر من يوم أو يومين متواصلين وأكثر من مرة حاولت ربط يدي لأمزق شرايين يدي بالمشرط لكن خوفي من الله جعلني أتراجع عن الانتحار والحمد لله الذي لم يكتب لي ذلك.
@ماذا قررتِ بعد ذلك؟
- قبل سنتين سافرت أنا وأمي إلى مصر لقضاء الإجازة الصيفية هناك بعد إصرار شديد من أمي لكي اخرج من حالة الاكتئاب والحزن الشديدين لعلي في السفر ترتاح نفسيتي وقد انتهزت الفرصة حتى اجري الفحوصات الطبية اللازمة هناك وفعلا تمت وكان نفس كلام الأطباء في مصر ما قالوه لي في السعودية وبحكم وجود خالي هناك الذي يعيش في مصر قررت البقاء في مصر حتى اذهب عند أطباء نفسيين وحتى انتهي من الجلسات النفسية ولكنني في كل فترة أعود للسعودية كإجازة ثم ارجع لمصر وبعد اكتمال الجلسات عند الطبيب المصري المعالج بقيت الى ما يقارب السنتين واكتشفت بأن العلاج النفسي لن ينفعني أبدا بتقرير من الطبيب فأنا رجل تماما والحل الوحيد هو إجراء عملية لتصحيح جنسي الى ذكر.
انت رجل
@هل توقفت إلى هذا الحد؟ أم أجريت عمليات تقودك الى عالم الرجولة؟
- لا،فقد ذهبت لطبيب ثان لعل لديه رأي آخر وجلست تحت اشرافه للعلاج عدة أشهر وقد أفادني بمثل ما قاله الأطباء في السعودية وفي مصر بأن العلاج النفسي لن يرجعني أنثى لكوني رجلاص بكل الصفات المعنوية والنفسية وقد أعطوني تقارير طبيبة تفيد وتشرح حالتي. بعدها أجريت عملية جراحية لاستئصال الثدي وتمت بحمد الله ولكنها عملية فاشلة أصبح صدري مشوها بعدها ولكنني سعيدة كوني أصبحت بلا ثدي.
زراعة العضو
@ هل كررت المحاولة في استشارة أطباء آخرين في خارج السعودية؟ وماذا اقترحوا؟
- نعم، فقد اقترح علي طبيب جراحة تجميل في مصر بإجراء عملية زراعة العضو الذكري عنده ولكنني رفضت لأنني أريد الحصول أولا على موافقة من بلدي ثم اقترح في حال عدم الموافقة على إجراء العملية ان أسافر لدولة السويد واطلب منهم هناك لجوءاً إنسانياً فرفضت كل الرفض هذا الاقتراح وقلت له بالحرف الواحد لو أعيش طول عمري في هذا العذاب لن اترك بلدي الذي عشت فيه طوال سنين عمري فترابه يسوى الدنيا وما فيها ولن اجري عملية التصحيح إلا بعد اخذ الموافقة من وزارة الصحة. ثم تركته وخرجت من عيادته دون رجعة.
الامر المضحك المبكي!
@ ماذا قررتِ بعد هذه المحاولات اليائسة؟
- رجعت الى السعودية لأذهب عند أطباء نفسيين لأرى ربما لديهم حل لمصيبتي بعضهم مصريون وواحد سعودي وبعد عدة جلسات اقترح علي الطبيب المصري المعالج لحالتي ان يحولني على الأخصائية الاجتماعية في المركز وتم ذلك وجلست معها عدة جلسات ولكنها رفضت مبدأ أمر التصحيح الجنسي تماما وقالت لي أمامك حلان لا ثالث لهما إما ان تصبري وتحتسبي أمرك لله وإما ان تنتظري الطب عندما يتوصلون في التطور الطبي لعمليات تغيير للمخ وساعتها اعملي عملية تغير للمخ عندما سمعت كلامها لم اعرف وقتها هل اضحك لأنها نكتة مضحة أم ابكي على أن استخف بعض الأطباء بحالة صعبة مثل حالتي وبسببها تركت مواصلة الجلسات في المركز. ورفضوا إعطائي أي تقرير طبي نفسي عن حالتي بكون ان مثل تلك العمليات محرمة في السعودية وقالوا لي مالنا إلا ان نقول لك الله يعينك وأعطوني مهدئات ضد الاكتئاب لاغير.
@ هل تغير موقف اهلك من هذه القضية؟
أخيرا وبعد عشرين عاما قرروا الموافقة على إجراء العملية والوقوف بجانبي ووافقوا على التغير وقد أفادني الأطباء وقالوا أنت تعلمين ان في السعودية يحرم ذلك ونحن ليس لدينا الوقت حتى نضيعهة في مراجعة الدوائر الحكومية المختصة.
طرح القضية
@من الذي شجعكِ لطرح قضيتك؟
- في الحقيقة ان أخي الأصغر وهو متزوج ولديه طفلان كان يساعدني كثيرا قدر ما يستطيع حتى لو بالمواساة وهو الذي دفعني وشجعني لأن أتواصل مع جريدة "الرياض" لمحاولة الوصول الى الدكتور علي الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية في مكة المكرمة وكذلك أخي الأصغر مني أيضا كان واقفا جنبي لولا ظروف سفره ودراسته في أمريكا حتى أمي التي كانت رافضة طوال تلك السنين قالت يا بنتي ال فيه الخير الله يقدمه لك وأنت اسعي بأمرك وتوكلي على الله.
@ماذا كان رأي والديك في المشكلة ؟
في البداية كانت أمي تعلم بحالتي تماما ولكنها رفضت إجراء العملية في عام 1995كما أشرت بذلك بعد جلسات الطبيب النفسي في المستشفى العسكري ورفضت أمي مصارحة والدي لكونه رجل أعمال ودائما منشغل في عمله وكثير السفر وخافت ان عرف ان يحدث ذلك مشاكل كبيرة في أسرتنا وهذا السبب الذي جعلني احفر حفرة في قلبي واضع همي وأمري به أو بعبارة أخرى كتمت أمري في قلبي حتى الموت وقد توفي أبي قبل ثلاث سنوات واعيش الآن مع أمي وأخي المتزوج في منزل العائلة.
@ وهل كررت المحاولة بعد وفاة والدك؟
- نعم، قبل شهر قمت بإجراء فحوصات جديدة في مستشفى رعاية الرياض عند طبيبة النساء وطبيب الغدد الصماء واجريا لي فحوصات دم تبين منها ان هرمون الذكورة مرتفع جدا وهرمون الأنوثة منخفض جدا وانه لا يوجد لي مبايض وان الرحم صغير وان منطقة الإحساس متضخمة مثل العضو الذكري الضامر في شكله ولكنه لا يقوم بوظيفة العضو الذكري من حيث التبول وأن جسمي عليه شعر كثيف مثل الرجال وطبعا لا تأتيني الدورة الشهرية أبدا بعدها سمعت عن دكتور استشاري في عمليات التصحيح الجنسي في سوريا. وقمت بمراسلته فطلب مني إرسال التقارير الطبية لدي ليرى إذا كانت حالتي تتطلب جراحة تصحيح لجنسي أم لا وقد أرسلت له ما طلب وأفاد بان حالتي أيضا تستوجب عملية التصحيح الجنسي ، كلها كانت محاولات ولكنها غير نافعة وغير مجدية مادمت لم احصل على موافقة من وزارة الصحة.
@هل توقفت محاولاتك بعد ذلك؟
- لا، فقد راسلت مستشفى ريد في ميامي في أمريكا عبر الايميل وقد أرسلت لهم تقاريري وكتبت لهم مشكلتي أفادوني ان هذا فعلا مرض يولد الإنسان به ومعترف به طبيا وانه لا يوجد له حل إلا الجراحة لتصحيح الجنس ورحبوا بي ودعوني عندهم لإجراء العملية لي في مركز ريد في ميامي وأرسلوا لي عبر الايميل صورا دقيقة تبين مراحل عملية زراعة القضيب واخبروني بأن تكلفة العملية عندهم 17ألف دولار. من خلال مطالعتي للانترنت سمعت عن قصة زينب التي تم لها عملية تصحيح جنسي من أنثى إلى ذكر وعن المحامية فوزية الجناحي وعن فوزها بعدة حالات مشابهة في مملكة البحرين بحثت عن رقم جوالها وحصلت عليه وشرحت لها قصتي وطلبت مني إرسال جميع ما لدي من تقارير أرسلت لها ما كان موجودا عندي وقتها ودرست حالتي تماما وقالت لي لو انك عندنا في البحرين يعني بحرينية الجنسية لكنت أخذت قضيتك ونجحت بأذن الله لكنني لا استطيع ان افعل أي شيء في بلدك.
محامٍ لرفع القضية
@هل استعنت بمستشارين قانونيين لحل مشكلتك؟
- نعم، قمت بإرسال قصتي بشكل مختصر وأرسلتها إلى مجموعة من محامين سعوديين لرفعها الى وزارة الصحة ومساعدتي في قضيتي وفعلا رد علي أكثر من محام بقبول قضيتي وقدر لي الله ان اختار واحدا منهم ذهبت إليه وأعطيته ما املك من تقارير طبية مع إرسال حالتي بالتفصيل وقد قبلها المحامي وطلب مني إجراء تحاليل جديدة وفحوصات جديدة وعند استلام تلك التقارير من المستشفى أحضرتها له ولدي موعد قريب معه خلال اليومين القادمين لتسليمه الأوراق المطلوبة حتى يبدأ هو في مرافعته لقضيتي إن شاء الله.
@ هل كان هناك أي تضارب في آراء الأطباء الذين استشرتهم سواء شخصيا أو عبر مراسلاتك لهم؟
- لا لم يكن هناك أي تضارب في أي نقطة من مشكلتي وكان معظم الأطباء النفسيين والجراحين وطبيبات النساء في مصر والسعودية وسوريا قالوا لي حالتك لابد لها من إجراء عملية تصحيح جنسي وليس لها بديل عن ذلك وإنني بعد العملية سأصبح رجلا وستزول كل مشاكلي النفسية والجسدية بإذن الله واستطيع الزواج لكن دون إنجاب. فأنا أتعذب نفسيا وتعجز الكلمات عن التعبر عن ألمي وتعبي وعذابي النفسي الذي أعيش به طول عمري عندما ذهبت لأكثر من طبيب جراح في عمليات التصحيح الجنسي قالوا لي لابد ان تأتي بفتوى من شيخ يقر بجواز عمليتك مع التقارير التي عندك ونحن لامانع لدينا من إجراء عمليات التصحيح الجنسي ولكنها مكلفة حيث تبلغ العملية أكثر من مائة ألف ريال.
@هل توقفت محاولاتك عن حل قضيتك؟
- أبدا، فقد راسلت الشيخ الدكتور عياض بن نامي السلمي برسالة عبر أيميله وفحوى رسالتي هي: أرجو منك يا شيخ إفادتي بوجهة نظرك ونظر الدين في حالتي الخاصة هل يجوز لي رجراء العملية لارتاح نفسيا وجسديا ويشهد علي الله أنني أريد جراءها لكي ارتاح من آلامي وعذابي التي دامت لأكثر من عشرين سنة ولست أريدها لكي أتجمل بها أو أغير خلق الله أو أنني أريد ان أصبح رجلا لكي اخرج من سجن الأنثى للحرية فنحن في أسرتنا نحترم الأنثى ويلاحظ من كانت أنثى في بيتنا. أخواني مثقفون ومتعلمون ومتفهمون ورائعون يريدون مساعدتي ولكنهم غير قادرين فجميع إخوتي متزوجون ما عدا أخي الأصغر مني بقليل لأنه يدرس في أمريكا وأما الباقي فكلهم متزوجون وعندهم أولاد وموظفون أنا لدي أربعة أخوة ذكور وأختي متزوجة وطبيعية مثل أي أنثى ولديها أربعة من الأبناء الذكور ولكنها مختلفة تماما عني في كل شيء منذ ان كنا صغارا. كما أفيدك يا شيخ أنني الآن جالسة في البيت لا اقدر أتوظف في أي مكان بسبب مشكلتي ولا أريد الاختلاط بالنساء ربما يكون ذلك حراماً علي ان فعلته لأنني رجل نفسيا ومعنويا ومظهريا فشكلي مثل الرجال تماما ولا استطيع ان اخفي شعر ذقني وشاربي حتى لو حلقتهما وصوتي رجل كامل وأخاف ان توظفت في مكان نسائي ان ينفضح أمري من شكلي كما كنت أعاني ذلك من قبل مما سبب لي حرجا كبيرا وانتقادات جارحة لي.
@ بماذا أجابك الشيخ؟
- وكان رده لي في رسالة أرى ان تكتبي بخلاصة مشكلتك مع التقارير الطبية الى المفتي العام وستجدين عنده الحل ان شاء الله وأقول لك لا تجزعي واصبري والأمر هين ويوجد مثلك الكثير. فجزاه الله عني كل خير حاول مساعدتي ولو بالكلام والنصيحة
اتمنى الزواج مثل الناس
@ماذا تتمنين لو أجريت العملية؟
- أتمنى إذا قدر لي الله إجراء العملية ان أتزوج مثل باقي الناس وان تستقر حالتي النفسية والجسدية وقد أثرت نفسيتي فأصبت بمرض قرحة المعدة والأنثى عشر ومرض ضغط الدم وأمراض جلدية عجيبة وبحسب إفادة الأطباء قالوا لي انها بسبب تعبي النفسي الشديد.
@ ماذا فعلت بعد تخرجك من الجامعة؟
- توظفت بعد تخرجي من الجامعة ولكن بطبيعة عمل المعلمة من تواجد المعلمات في غرفة تجمعهن ويجمعهن الحديث عن المطبخ والحمل والأولاد وعن كل ما يدخل في حديث النساء لم أطق العمل معهن وقد كانت الكثيرات منهن يسألنني عن عدم زواجي وعن سبب قص شعري القصير وعن لبسي مما جعلني اطلب من ردارة المدرسة نقلي الى أي عمل إداري في المدرسة بحيث أكون في غرفة بمفردي وقد لبت المديرة طلبي وجلست في العمل ثلاث سنوات ثم تعبت نفسيتي ببسب أمري فتركت العمل وجلست في البيت سنوات طويلة كادت الوحدة تقتلني فقررت نسيان أمري والتوظف في مكان أخر وجدت عملا اخر في مدرسة خاصة بوظيفة مشرفة إدارية في القسم الثانوي ولكنني وجدت ما كنت أعانيه من قبل الكل يسألني لماذا تجلسين طوال الوقت وحيدة لاتتكلمين ولماذا تقصين شعرك هكذا ولِم لا تضعين ماكياجاً ولماذا حتى أصبحت اكره نفسي وكرهت الحياة كلها وأدعو الله ليل نهار ان يعجل لي اجلي لأخلص من هذا العذاب ومما زاد الطين بلة بدأت تأتيني شكاوى بسبب معاملتي للطالبات معاملة خشنة وليس فيها من الأنوثة شيئا وهنا قررت الاستقالة من العمل فورا قبل افتضاح أمري وفعلا تركت العمل بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر وجلست في البيت وقررت ان أظل أعيش في منزلي وفي غرفتي سجينة لا أرى أحدا ولا أحد يراني غير أهلي حتى يتوفاني الله.ورغم سنين العذاب تلك إلا أنني ما زلت صابرة أدعو الله بالفرج في كل وقت وحتى في جوف الليل "اللهم ان كان ما بي مرضاً فاشفني وان كان جنونا فأهدني وان كان هوى نفس أو أمر شيطان فارني الحق حقا وألهمني إتباعه وارني الباطل باطلا وألهمني اجتنابه ولا تجعل للشيطان سلطانا علي وان كان أمري حقا فقل لأمري ان يكن فانك سبحانك إذا قضيت أمرا وإذا أردت شيئا ان تقول له كن فيكون" هذا كان اغلب دعائي لربي عز وجل.
حبيسسة غرفتي
@ كيف هي حياتك الآن؟
- الان أعيش حبيسة غرفتي اغلب وقتي ولا أخالط الناس أبدا إلا أهلي. وما افعل أي شيء رلا بعد استخارة الله عز وجل وكثيرا ما استخرته في ترك أمري وان أعيش هكذا أجد أنني أسعى في أمري أكثر في كل مرة ذهبت لأداء العمرة كثيرا مسكت بستار الكعبة مرارا ابكي وأدعو ربي ان يفرج همي وقد أديت فريضة الحج قبل أربع سنوات ولله الحمد والمنة وأتمنى من الله العظيم الحليم ان يفرج عني كربي لأذهب إلى بيته الحرام احمده واشكره على تمام نعمته علي بالفرج كما كنت في اشد همي وحزني أدعو إليه بالفرج هناك. عشت طوال حياتي كرجل اخرس احلم بكل شيء جميل وأما الأنوثة ميتة تماما في داخلي ولو ان بداخلي أنوثة ولو كانت جزءاً بالمائة استطيع ان أعيش بها لعشت ولكنني منذ ان وعيت على الدنيا وعشت بداخلي رجل كامل والكمال لله سبحانه هذه قصتي ولكن إذا سألتموني عن ماذا أريد ؟أريد ان اجري العملية الجراحية تصحيح جنسي من أنثى إلى ذكر ومساعدتي ماديا لأنني لا املك المال المتوفر لتلك العملية والتي تطلب مبلغا كبيرا لإجرائها.كما أريد ان يفهم المجتمع أن مرض اضطراب الهوية الجنسية مرض خَلقي معترف به في دائرة الموسوعة الطبية واسمه (Transexaul& Trans-sex) وليس انحرافا أو شذوذا فالشذوذ غير مرض الترانس سكس وإنني تربيت في بيت متدين ومتعلم ومثقف وأنا متعلمة ومثقفة وجامعية وأحفظ من كتاب الله الكثير والحمد لله. أنا لا أريد تغيير خلق الله ولكن تصحيح عيب خلقي موجود في جسدي والتقارير الطبية والفحوصات تصدق كلامي وأنا ارفض كلمة التغيير لان ربي خلقني في أحسن تقويم والحمد لله أريد ان ارتاح من بعد عذاب طويل دام أكثر من عشرين سنة حتى وصل عمري الى 38سنة.أريد ان أعيش كباقي البشر وأتزوج وان اعمل لأني إنسان من مشاعر وأحاسيس ولست حجرا أو خشبا. حلمي ان يأتي علي عيد وأنا افرح به كسائر الناس لا سجينا يبكي مقيدا بسلاسل الألم والعذاب. عشرون سنة عشتها بعذاب الألم وسجن النفس وضياع كل ما املك من مالي على الكشوفات الطبية والفحوصات والتحاليل والسفر الى مصر وتكاليف المعيشة هناك والجري هنا وهناك وانتظار مواعيد الأطباء ومواعيد المحامي ومكالمات هاتفية وتكاليف عملية إزالة صدري والأدوية وأجور المواصلات وغير ذلك الكثير ناهيك عن التعب النفسي والجسدي القاتل فقد خسرت خلال اقل من سنة حوالي 30كيلو غراماً وأصبت بمرض ضغط الدم وبفقر دم حاد من فقدان الشهية للطعام والمجهود الجسدي الذي ابذله جريا وراء بصيص من ضوء أمل أعيش به كأي إنسان لعلي ارتاح قبل مفارقة الروح للجسد عمري 38سنة وشعر رأسي ابيض كالعجوز ورغم ذلك أقول الحمد لله على كل حال.
الشؤون الاجتماعية
ومن جانبها عرضت "الرياض" وضع القضية على طاولة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وأخذ رأي المسؤول عنها وكيفية التعامل مع مثل هذه القضايا.
قال الدكتور علي بن سليمان الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ل"الرياض" إنه من الممكن للشؤون الاجتماعية بالمنطقة تبني مثل هذه القضايا الحيوية وإعطائها الحق في دراستها ومساعدة أصحابها ولكن بعد التنسيق مع بعض الجمعيات الصحية الخيرية للنظر في موضوعها حسب إمكانيات الجمعية. وأضاف الدكتور الحناكي أنه يجب على أصحاب تلك الحالات إحضار التقارير الطبية والخاصة بحالتهم وعرضها على اللجنة الطبية لمعرفة هوية جنسهم وذلك بعد مراجعة المسؤولين في الجمعيات الصحية وحسب ما احتياج الحالة، أيضا أعطاء الفرصة الكافية لدراسة الحالة عن قرب ومعرفة ما إذا كانت تستحق المساعدة أما لا.