الشله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بكم في منتداكم

الشله يرحب بكم ويتنما ان ينال أعجابكم
الشله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا وسهلا بكم في منتداكم

الشله يرحب بكم ويتنما ان ينال أعجابكم
الشله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبابي وجميل وبه الكثير من المتعه والفائده
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اهلا وسهلا بكم في منتدى الشله الشله تتمنا لكم اسعد الاوقات
اخي العضو والزائر ابدا بذكر الله و اتقي الله في نفسك واخوتك مع تحيات تيتو

 

 سالفة بنات الرياض3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sasa m.s
مشرف
sasa m.s


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1007
تاريخ التسجيل : 16/03/2010
العمر : 32
العمل/الترفيه : بدور على راحة وحب الناس ليه
المزاج : في السحااااب طاير بلا اجنحة

بطاقة الشخصية
العمر: 18
الاسم الحقيقي: معوض sasa

سالفة بنات الرياض3 Empty
مُساهمةموضوع: سالفة بنات الرياض3   سالفة بنات الرياض3 Icon_minitime1الجمعة مايو 07, 2010 10:00 am

(13)
: المواجهة : بين اللي تسوى واللي ما تسوى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خادماً له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئاً . سنن ابن ماجه : 2060 سمعت أن مدينة الملك عبد العزيز تسعى لحجب مواقع البريد الإلكتروني التي أبعث رسائلي الأسبوعية من خلالها ، من باب سد الذرائع ودرء المفاسد . أعرف أن معظمكم يعرف ألف طريقة للوصول إلى المواقع المحجوبة ، لكنني قد أموت متكهربة إن تم هذا الحجب قبل أن أفرغ لكم ما في صدري من شحنات سالبة وموجبة تأبى التعادل بداخلي ! لم أطلب سوى مساحة صغيرة على الشبكة العنكبوتية
أتربع في وسطها لأسبحن عليكم ، فهل كفرت ؟! على العموم ، أعرف أنني لو لم أكمل لكم اليوم ما حدث مع قمرة لتطوع أحدكم بالقضاء على جهازي بفيروس لا يمكن الخلاص منه ولذلك فإني لن أتعب أعصابكم لمدة أسبوع آخر . (ملاحظة صغيرة بخصوص الحوار في هذا الإيميل ) لغير الناطقين بالنجدية : التاس والسين تعادلان الكاف ، وذلك في بعض المدن كالقصيم ، كما تعادل الجيم الكاف في بعض الدول الخليجية كالكويت .
** بعد أن قضت ساعات طوال تحت يدي مصففة الشعر ، وبعد أن تزينت بمجوهراتها الثمينة التي لم ترتدها منذ مغادرتها الرياض ، اتجهت قمرة نحو الفندق الذي نزلت فيه كاري ، وهي تحذر وساوسها الثائر من أن يقنعها بخنق تلك الساقطة حال رؤيتها لها. كار- التي أرتني قمرة فيما بعد صورة للممثلة الصينية لوسي لو لتخبرني أنها نسخة منها – نزلت إلى بهو الفندق لتلتقي بقمرة التي قتلها الانتظار ، مدت لها يداً لم تلتقطها قمرة ، التي كانت ما تزال في صراع مع وسواسها الثائر . اتخد اللقاء منحى غير الذي رسمته سديم لصديقتها . كانت كاري هي التي تدير دفة الحوار ، تبدأ حديثها وتنهيه بثبات وثقة دون أن ترتبك أو تتلعثم في انجليزيتها كغريمتها. - أنا سعيدة بلقائك . لقد سمعت كلاماً كثيراً عنك من راشد . أظن أن رغبتك بملاقاتي هي تصرف حكيم من قبلك . - هذه المرأة الملعونة ! كيف تجرؤ ؟ - يسعدني طبعاً أن تريني حتى تكوّني فكرة عما يحبه زوجك . لقد عانى راشد الكثير ولا بد من أن تعملي على تحسين نفسك من الداخل والخارج حتى ترتقي للمستوى الذي يستهويه ، حتى ترتقي لمستواي ! كانت القطة قد أكلت لسان قمرة التي لم تتوقع هجوماً مثل هذا ! بعد أن سمعت لما قالته كاري انفجرت في وجهها صارخة : - شت أب ! يو بتش ! يو تيك ماي هزبند آند يو توك ؟!! الترجمة لغير الناطقين بالفنزويلية : جعلتس اللي ماني بقايلة ! بعد لتس عين تحتسين بعد ما خذيتي رجلي ؟! يو مانز ثيف !! ( يا خطافة الرجالة بس بالإنجليزية ) قسم بالله آي ول كل يو! أنا أوريتس يا حيوانة !! ( والله لأخلص عليك ، وأظن الباقي واضح !). تتفجر كاري ضاحكة وتشعر قمرة بذاتها تنكمش وتتضاءل أمام عدوتها . بمنتهى الصفاقة ، اتصلت كاري براشد أمام عيني زوجته لتخبره أنها في شيكاغو وأنها آتية للقائه حيث يكون .
** لم تكن قمرة بحاجة لمن يخبرها كيف سيكون شكل راشد (الأسد) عندما يأتيها بعد أن تطلعه عشيقته على تفاصيل ما جرى بينها وبين زوجته ، ولذلك كانت قد أخرت لقاءها بالساقطة حتى تأكدت من حقيقة حملها . علمتها سوالف الحريم التي طالما سمعتها من أمها وقريباتها أن الحمل هو الطريقة الأضمن لاستمرار الحياة الزوجية ، أقول استمرارها ولا أقول نجاحها . دخل عليها بعد أقل من ساعة من لقائها بكاري ، وليته لم يدخل .. - قومي قدامي - وين ؟! - بتعتذرين لكاري عن اللي سويتيه فيها وعن الكلام الزبالة اللي قلتيه لها . مهوب أنا اللي تسوين معه هالحركات يا قمير ، فاهمة وإلا لأ ؟! إذا اهلتس ما عرفوا يربونتس أنا اللي باربيتس ! - أنت منت بصاحي ! والله لو تموت ما رحت !! كأنا أعتذر لهالفلبينية ؟! وعلى إيش !! مين فينا اللي لازم يعتذر للثاني !؟ أنا والآ انت وهي !!؟؟ - (ممسكاً بذراعها بعنف ) شوفي يا حرمة ! الجيّة بتجين والاعتذار بتعتذرين ، ومن بعدها بتركبين أول طيارة وتطسين على بيت أهلتس ولا عاد أبغي أشوف خشتس هنا مرة ثانية . موب أنا اللي واحدة مثلتس تمشي كلامها عليه ! - إيه هين !! أنا حرمة وهي الليدي اللي ما ترضى عليها كلمة!! وش معنى الشغالات اللي ترضى لهم يمشون كلامهم عليك؟!! أتتها الصفعة مدوية على خدها الأيمن ! - هالشغالة تسواتس وتسوى أهلتس بعد ، انتي فاهمة ؟!! على الأقل هاذي ما جا أبوها يتلصق بأبوي لين زوج بنته لولده وهو داري إن الولد يحب له واحدة بأمريكا وعايش معها له سبع سنين! هذي الشغالة حبتني ووقفت جنبي وسكنتني في بيتها يوم ما كان بجيبي قرش ، يوم ما أهلي رفضوا يزوجوني إياها وقطعوا عني المصروف ثلاث سنين ! هذي اللي ما هي عاجبتس ما ركضت وراي عشان الفلوس وحلال أهلي ! هذي اللي موب عاجبتس أصدق وأشرف منتس ومن أهلتس بستين ألف مرة ! توقف ذهن قمرة عن الاستيعاب بعد الصفعة المؤلمة ، كان كل ما قاله راشد بعدها من إهانات مجرد امتداد للصفعة التي لا تريد أن تنتهي ! دون أن تعي ما تقول وأن الوقت غير مناسب أبداً لتصريح مثل هذا (هل يجوز استخدام الأطفال كدروع بشرية وقت الحروب الزوجية ؟ ) قالت وسط دموعها وهي تتحسس موضع الصفعة بانكسار بإحدى يديها وبطنها باليد الأخرى : - أنا حامل . يخفت صوت قمرة تدريجياً مع تساعد الموقف ، ويرتفع صوت راشد الذي تحول إلى كتلة من غضب وصارت عيناه جمرتين حمراوين مشتعلتين : - وشو ؟! حامل ! انتي حامل !! كيف وشلون ؟!! من سمح لتس تحملين ؟؟ إنتي ما تاخذين حبوب ؟ إحنا ما اتفقنا على أنه ما في حمل إلى أن أخلص الدكتوراه ونرجع للسعودية ؟؟ انتي محسبة انتس تلوين ذراعي بهالحركات الوسخة؟!! - أنا اللي حركاتي وسخة ! أنا اللي أبغي أعلّق واحدة ما لها ذنب معي سنين وأخليها تشتغل عندي خدامة إلى أن آخذ شهاديت وأرميها بعدها مثل الكلبة؟؟ أنا اللي أتزوج بنت الناس وأثرثر من وراها مع اللي تسوى واللي ما تسوى ؟!!! تأتيها الصفعة الثانية فتسقط على الأرض وهي تولول بحرقة . غادر راشد الشقة إلى أحضان (اللي ما تسوى) تاركاً قمرة تسب وتلعن وتلطم خديها وتبصق عليه باستحقار وهي في حالة من الهستيريا أقرب للجنون!
(14)
عن ميشيل وفيصل أحدثكم الحب مشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها ، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، ولولا أن الحب من أغلى الأشياء ، لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه ، وقد جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفئها إلا النكاح وذلك بقوله : (لم ير للمتحابين مثل النكاح) ابن ماجة : 1847، فالحب الذي يبقى مقيداً بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه ، وسبيله الوحيد النكاح، فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد . إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر ، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر ، أما إذا تحول الحب إلى سلوك كلمسة وقبلة وضمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراماً وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه ، ولكن ما هو الحب الذي نريده ، نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس . نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ كأحلى قصة بين متحابين . موقع جاسم المطوع الإلكتروني أصبحت تستهويني قراءة تعليقاتكم على القصة ، فبعد إيميلي الأخير وصلني ما يقارب مائة رسالة ! قرأتها جميعاً لأتكد أننا شعب اتفق على ألا يتفق ، فمن متعاطف مع قمرة إلى محتقر لها ومن مؤيد لراشد إلى ناقم عليه . أؤكد لكم أنني استمتعت بقراءة كل رأي من آرائكم المتباينة حتى التي أختلف معها . سعيدة أنا بمتابعتكم رسائلي ، وسعيدة أكثر باختلافاتكم لأنها تشير إلى بداية تكوين بعضكم لفكر مستقل عن رأي الأغلبية ، رأي يتقنعون به ويؤمنون بمبادئه ويتمسكون به (أو هذا ما أتمناه) ! وهذه أروع الفوائد التي جنيتها معكم من إيميلاتي .
** وجدت ميشيل في فيصل كل ما كانت تبحث عنه في الرجل ، فقد كان يختلف عن بقية الشباب الذين تعرفت عليهم منذ استقرارها في السعودية ، وأكبر دليل على ذلك استمرار العلاقة بينهما لما يقارب العام مع أن أطول علاقاتها السابقة لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر . كان فيصل شاباً متحضراً ، يعرف تماماً كيف يتعامل مع المرأة ولا يستغل الفرص كما يفعل الباقون ، كان لديه العديد من الصديقات كما كان لدى ميشيل العديد من الأصدقاء لكنهما أصبحا (كوبل) بعد فترة قصيرة من تعارفهما وحرصا على إعلان ذلك أمام جميع أصدقائهما . رقته الآسرة وسلوكه الرفيع جعلاها تعيد النظر في حساباتها وتغير الانطباع السيء الذي كونته عن الشباب في بلدها بعد عدد من التجارب القصيرة . لم يخطر ببالها قبل تعرفها على فيصل أن بإمكان الشاب السعودي أن يكون رومانسياً كغيره من شباب العالم المتحضر . كان فيصل يتبعها بسيارته كل صباح وهي في طريقها إلى الجامعة مع سائقها الخاص . كانت رؤيته في الساعة السابقة صباحاً يجول شوارع الرياض معها وهو يغالب النعاس – خاصة في الأيام التي لا تبدأ محاضراته فيها قبل الظهر – تدغدغ قلبها بحنان لا يسعها إلا الاعتراف به والتلذذ بطعمه . لم تستطع يوماً أن تشرح لأحد أصدقائها أو حتى صديقاتها المقربات ما تشعر به من ضياع ، فرغم أن صديقاتها كن يدركن مدى كراهيتها للمجتمع السعودي وتقاليده الصارمة واستهزائها بما يفرضه على الفتاة من قيود ، إلا أن ما بداخلها من صراع حضاري كان بحاجة لعقل واعٍ وفكرٍ مستنير وشخص متفتح الذهن حتى يستوعب ما يدور في ذهنها من تداخلات . وجدت ميشيل لذتها بعد ذلك مع فيصل ، الذي أدرك تماماً ما تعانيه ، فصارت تبث همومها في كل حين . بعد أن عثرت أخيراً على الفتى الذي يفهمها بعد سنوات من التخطيط ، كيف لها أن تصوم من جديد عن لذة البوح ؟ فتحت ميشيل صندوقها الأسود القابع في أعماقها وقامت بعرض محتوياته بحرص على فيصل ، الذي ساعدها في نفض الغبار عن كل قطعة منها ، ثم أعاد طيها قبل أن يودعها الصندوق من جديد ، بعد أن تأكد كلاهما أن مفتاح الصندوق الوحيد أصبح في جيبه هو . في منزل أم نوير اجتمعت به . تؤمن أم نوير بالحب ولم تحاول يوماً تصويره للشابات الأربع على أنه نجاسة يجب الترفع عنها ، إلا أنها كانت تعلم أن الحب الصادق لا يجد له متنفساً في هذا البلد ، وأن أية علاقة مهما كانت عفيفة لا بد وأن تقابل بالرفض والكبت الذي قد يدفع أبطالها للوقوع في الكثير من الأخطاء ، لذا فعندما أخبرتها ميشيل عن عزمها على دعوة فيصل إلى منزلها (في غياب أبويها) بعد أن ملت لقاءه في المقاهي والمطاعم التي يندسان خلف ستائرها كل مرة كهاربين من العدالة ، وطلبت منها الإذن بأن تخبر أبويها أنها ستمضي السهرة في منزلها ، عندها فتحت أم نوير باب منزلها في وجه الحبيبين الحائرين حماية لحبهما من نفسيهما ، وحماية لعلاقتهما البريئة من التحول إلى ما هو أكبر من ذلك قبل أن يتم الارتباط الرسمي بينهما ليحفظ لكل منهما حقوقه ، في زمن لا يعترف إلا بالأوراق الرسمية . أمسك فيصل بكلب ميشيل المدلل باودر يداعبه ، وهو كلب أبيض صغير من فصيلة البودل ، وراح يستمع إلى ميشيل وهي تسرد له إحدى قصصها ، كعادتها باللغة الإنجليزية التي تمنحها حرية أكبر في البوح والانطلاق . - عندما كان عمري خمس سنوات ، وكنا آنذاك لا نزال في أمريكا ، اكتشف الأطباء إصابة ماما بسرطان عنق الرحم . خضعت ماما للعلاج الكيميائي ثم أجريت لها عملية اسئصال للرحم ، وهكذا فقدت قدرتها على الحمل والإنجاب . بمجرد عودتنا إلى الرياض بعد انتهاء العلاج الإشعاعي ، وقبل أن تستعيد أمي شعرها المتساقط ، بدلاً من مواساتنا اقترحت عمتي أمام أمي وأمامي تزويج أبي من أخرى تستطيع أن تنجب ابناً يحمل اسمه ، وكأنني أحمل اسم رجل غريب ! مع علينا ، لو أنني سأقف عند كل خطأ يُرتكب في هذا المجتمع المتناقض لما انتهيت من الحديث أبداً ! دادي أصر على رأيه ورفض أن يتزوج من امرأة أخرى ، فهو يحب مامي كثيراً ومتعلق بها . أحبها منذ أن رآها لأول مرة في أميركا في ليلة رأس السنة التي كان يقضيها عند أحد الأصدقاء . تعرف عليها في تلك الليلة وتزوجها بعدها بشهرين . عائلة أبي لم ترض يوماً عن هذه الزيجة وظلت جدتي تتأفف عند زيارة أمي لها حتى اليوم . عاد أبي معنا إلى أميركا بعد أقل من شهر من رحيلنا عنها ، أبي الذي كان يحلم بالعودة إلى وطنه حتى أشب على أرضه كفتاة سعودية ، عجز عن تعليم أقاربه احترام خصوصياته ، فآثر الهجرة من جديد ... تدخل عليهما أم نوير لتفقد الأوضاع . كم هي طيبة أم نوير ، فهي على الرغم من تحررها إلا أنها تخاف على البنات الأربع كبناتها وتعمد إلى مراقبتهن بطرقها اللطيفة المكشوفة . تجلس معهما لدقائق ، تسأل فيصل عن صحة الوالدة التي لم ترها والإخوة الذين لا تعرف أياً منهم ، تلتفت إلى ميشيل وتسألها عن الشريط الكئيب الذي يستمعان إليه. - بنك فلوويد ، آنتي . - (مبديةً امتعاضها) ويه! قميضه وا علينا عليه ! اش حقه جذي ؟ الحين هذا بدال ما تحطين له : آه يا لاسمر يا زين ، الشوق أمرني أطيعك وانسى خلاني ! تحطين له هاللي يتحلطم !؟ . تغمز أم نوير باتجاه فيصل الذي يضحك بحبور حتى تبدو غمازتاه الجذابتان . تصرخ ميشيل : - آنتي ؟ بليز لا تكبرين راسه علي ! ما صدقنا نلقى واحد حلو وما هو شايف نفسه! ويضحكون جميعاً . تعود لتكمل قصتها بعد انصراف أم نوير وهما يتناولان ما وضعته أمامهما من مكسرات وبنك ونقل تأتي بهم من الكويت . - عدنا بعد ذلك بثلاث سنوات إلى الرياض ومعنا مشعل . هل تصدق أنني أنا التي اخترت ميشو من بين مئات الأطفال حتى يكون أخاً لي ؟ لقد شعرت حينها بأنني أصنع القدر ! أعجبني شعره الأسود القريب من لون شعري ووجهه البريء . أحسسته قريباً مني . كان في شهره السابع عندما تبنيناه ، كان سو كيوت ! حالماً رأيته أخبرت أمي وأبي أن هذا الطفل هو أخي الذي يبحثان عنه . عندما عدنا إلى الرياض ، اجتمع أبي بأبويه وإخوته وأخواته ، وقال لهم بوضوح أن مشعل الصغير سوف يكون ابنه الذي لم يشأ الله أن يهبه إياه عن طريق دايان – والدتي – وأن عليهم جميعاً احترام قراره ، وأن يعدوه بألا يكشفوا هذا السر أمام مشعل في يوم من الأيام . كان أفراد العائلة المقربون الوحيدين الذين علموا بمرض أمي لأن أحداً لم يرها هنا طوال فترة مرضها وعلاجها ، ولم يسمح أبي بانتشار الخبر . خيّر أبي أهله ما بين رضوخهم لقراراته مقابل بقائه معهم ، وما بين عودته للعيش في أميركا إن لم يوافقوا . بعد أسبوع من المداولات العائلية ، وافقت الأسرة على انضمام مشعل الصغير إليها . أبي كان متأكداً من موافقتهم ، لا لحبهم له وإنما لأن البزنس العائلي كان بحاجة ماسة لخبرات والدي وطاقاته . عدنا لأمريكا لتصفية شؤوننا هناك ، وبعد سنة كنا نحن الأربعة في الرياض ، نبدأ مرحلة جديدة من حياتنا ... عوّدها فيصل على صمته أثناء حديثها خاصة إذا كان حديثاً ذا شجون كهذا ، لكنها خافت صمته هذه المرة ، فراحت تبحث في عينيه عن ردة فعل أو انفعال ما يشي بما يفكر به بعد سماع كلامها ، ولما لم تجد ما يطمئنها أضافت بحزن : - نحن لا نخاف من أحد ولم نخف حقيقة مشعل عن الناس لأننا نخجل من ذلك . صدقني كان أبي علي استعداد لنشر الحقيقة على صفحات الجرائد والمجلات لولا تأكده من أن مجتمعه هنا لن يتقبل ابنه بنفس الحفاوة التي تقبلها به مجتمع زوجته في أمريكا . أليس من المحزن أن أضطر لإخفاء حقيقة مثل هذه عن ميشو وعن صديقاتي ؟ ليتني كنت أستطيع إخبارهن ، لكنهن لن يفهمن ! سوف يسمونه بأسماء مؤلمة من وراء ظهري وسيعاملونه وفقاً لتلك المسميات الجارحة ، وهذا ما لن أقبل به ! إنها حياة أبي وأمي وقد اختارا أن يعيشاها بهذه الطريقة فلم يتدخل الجميع في شؤونهما ؟ لم أجبر على التمثيل أمام الآخرين حتى لا يضطهدونني ؟ لم لا يحترم المجتمع اختلاف أسرتي عن بقية الأسر السعودية ؟ الجميع يعتبرونني فتاة سيئة لمجرد أن والدتي أمريكية ! كيف أستطيع العيش في مجتمع جائر كهذا ؟؟ قل لي كيف يا فيصل ؟!! . تندفع في البكاء الذي أصبح يلذ لها وهي بصحبته . وحده الذي يعرف كم دمعة بالضبط يجب أن يدعها تذرف قبل أن يداعبها بلطف لتتوقف عن البكاء . وحده يعرف أنها ستقهقه رغماً عنها لو اشترى لها من أقرب دكان للبقالة (قوطي شاني) أو (حلاو بقر) !. فيصل هذه المرة كان يفكر بنفسه . راح يواسيها برقة وهو يتخيل الحوار الذي سيدور بينه وبين والدته حالما يعود إلى المنزل . لقد حاول تأجيل هذا الحوار مراراً لكنه هذه المرة عازم على أن يفتح(أو يقفل!) الموضوع مع والدته . الله يستر !
(15)
ألبي! ألبي! ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون . ومنهم من ينظر إليكم أفأنت تهدي العمي ولو كانوالا يبصرون. إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون . سورة يونس 42-44 أعرف أنكم تتوقون لمعرفة ما حدث بين فيصل ووالدته ، ولذلك نعود اليوم إلى فصل فيصل وميشيل من القصة ، ميشيل التي احتار الناس في كوني إياها أو سديم ! فأنا ميشيل إذا ما استخدمت مصطلحات إنجليزية ، ثم أصبح سديم في الأسبوع التالي إذا ما كتبت قصيدة لنزار قباني ... يا حياة الشقا !


** فينك يا يوسف يا وهبي تيجي تشوف اللي بيحصل . حركة أو (لازمة) ألبي ألبي! التي ابتدعتها لتضحكنا أصبحت من الخدع الأكثر انتشاراً في أوساطنا المحلية مؤخراً ، وخصوصاً بين الأمهات ، عندما يحين الوقت للتعامل مع طلبات الأبناء المدللين . حالما سمعت أم فيصل اسم ميشيل ركبها ستميت عفريت ! تدارك فيصل خطأه بسرعة : ينادونها ميشيل لكن اسمها الحقيقي مشاعل ! مشاعل العبد الرحمن ! نظرة سوداء من عيني أمه أصابته بالرعب وعقدت لسانه ! خشي الشاب أن تكون هناك عداوة قديمة ما بين العائلتين ، لكن اتضح له أن الأم لم تكن قد سمعت باسم عائلة ميشيل من قبل . من هو العبد الرحمن ؟ وأي عبد للرحمن ؟ ما أكثر عباد الرحمن !! كان اسم عائلتها عادياً جداً ، لا يرقى إلى مصاف العوائل التي تناسب أو تخالد عائلة البطران ! حاول أن يوضح لها أن أبا ميشيل لم يستقر في البلد سوى من سنوات قليلة ولذلك فإن اسمه غير معروف للكثيرين من أهل الرياض ، لكنها لم تفهم . من هم إخوته ؟ يقول أن والد ميشيل هو أنجح مَن بالعبد الرحمن! وقد اعتاد بعد عودته من أميركا التي عاش فيها طويلاً ألا يختلط إلا بمن يوافقونه تمدناً وأفكاراً ، ولكن ذلك كأنما زادها امتعاضاً . عائلة تلك الفتاة ليست من مواخيذهم . لا بد من سؤال الأب ، فهو أعرف منها بمسائل الأنساب ، لكن الموضوع منذ بدايته لا يبشر بخير. لقد ضحكت عليه البنت! آه من بنات هذه الأيام !! ويا لابنها الصغير الغر الذي لم تكن تتوقع منه أن يقع في شباك فتاة كهذه ! سألته عن أخوال البنت ، وأراد أن يكحلها فعماها ! عندما سمعت الأم أن أم الفتاة أمريكية قررت أن تقفل باب هذا النقاش العقيم حول هذه المهزلة إلى غير رجعة بأن تلجأ لتكنيك يوسف بيه وهبي بعد السعوَدة : - قم با وليدي . قم بسرعة جب لي دوا الضغط والقلب ، شكل السكر انخفض معي! حاول الابن أن يقنعها ، أن يكسب رضاها عن ميشيل . عدد لها محاسن الفتاة . حدثها عن أشياء لا تهمها ، فتاة مهذبة متعلمة وطالبة جامعية مثقفة ، تعبه بخليطها الشرقي الغربي . البنت تفهمه ، البنت متحضرة وليست قروية كبقية البنات اللواتي سبق له التعرف إليهن أو اللاتي تلمح والدته إلى مشاريعها في تزويجه إحداهن . لم يستطع أن يقول لها صراحة أن البنت تحبه وأنه هو يحبها أكثر . تناولت الأم أدويتها التي إن لم تكن تنفع فهي لا تضر ، وهي تمسح دموعاً كثيرة ، وتتحدث وهي تمسح على شعره بحنان عن آمالها الكبيرة في تزويج ابنها الأصغر من أحسن البنات ، وإهدائه أحسن منزل وأحسن سيارة وتذاكر لقضاء أحسن شهر عسل . بكى فيصل اليائس ، فيصل البائس تحت قدمي أمه الغالية ، أمه التي لا يحب أحداً في الكون أكثر منها ولم يعارضها يوماً . بكى البنت المتحضرة ، حبيبته التي تفهمه ويفهمها أكثر من أي اثنين في هذا العالم ، ميشيل ذات الجمال النجدي والشخصية الأمريكية ، التي لن تكون من نصيبه .
(16)
هل هذا هو الاستقرار العاطفي ؟ أيها الشاعر : كم مزهرةٍ عوقبت لم تدرِ يوماً ذنبها إبراهيم ناجي لم يصدق الكثيرون ما فعله فيصل ، أو بالأحرى ما لم يفعله ! أؤكد لكم أن هذا ما حصل ، وأنه روى تفاصيل حواره مع والدته – التي سردتها لكم – لميشيل بعد بضعة أسابيع عاشها في حيرة وتخبط ، بين قلب يهوى وعقل يعرف تماماً الحدود المرسومة مسبقاً من الأهل لخياراته في الحياة . لا أعرف سبب استغرابكم ! إن مثل هذه القصص تحدث عندنا يومياً دون أن يشعر أحد سوى الاثنين المعنيين بها ، والمكتويين بنارها ، وإلا فمن أين أتت كل هذه الأشعار الحزينة والأغاني الكئيبة في تراثنا ؟ إن صفحات الشعر في الجرائد وبرامج الإذاعة والمنتديات الأدبية على الإنترنت تقتات على مثل هذه القصص والأحزان وخيبات الأمل! أنا سأروي لكم الأحداث التي تحدث في منازلنا والمشاعر التي تعترينا نحن الفتيات عند مرورنا بمثل هذه الأحداث . لن أتطرق لما في صدور التماسيح لأنني ببساطة لست على علم كافٍ بطبيعتهم التمساحية ، ثم أنهم بصراحة لا يقعون ضمن اختصاصاتي واهتماماتي . أنا أتحدث عن صديقاتي فقط ، وعلى من يجد في نفسه من التماسيح رغبة في التعبير عن أصدقائه أن يكتب لي ويخبرني عما يدور في مستنقعاتهم ، لأننا – معشر السحالي – في أمس الحاجة لمعرفة أفكارهم وفهم دوافعهم التي تخفى علينا دائماً . البعض أقام الدنيا ولم يقعدها بعد إيميلي الأخير وقصة فيصل مع ميشيل ، وهؤلاء للأسف تعلو أصواتهم دائماً على أصوات البقية لأنهم من أتباع سياسة (خذوهم بالصوت لا يغلبوكم ) أليس أحرى بهؤلاء الناقمين إن أرادوا الثورة ، أن يثوروا على أفكار بشعة وتقاليد مريضة بدلاً من أن يثوروا على من تحاول فقط الحديث عنها . يستهجن الجميع جرأتي في الكتابة ، ويلومونني على ما أثيره من مواضيع التابو التي لم نعتد مناقشتها في مجتمعنا بهذه الصراحة ، وخاصة من قبل فتاة صغيرة مثلي ، ولكن أليس لكل شيء بداية ؟ من كان يتخيل أن مارتن لوذر كنق القس المسالم سوف يحرر السود في أميركا من قوانين التمييز العنصري ويبدأ حركة المساواة بين البيض والملونين باحتجاج بسيط منه وأفراد كنيسته على الفصل بين البيض والسود في مقاعد الحافلات في مدينته ؟ من يدري ؟ قد أواجه المصاعب الآن كما واجهها لوذر كنق الذي اعتقل منذ نصف قرن وهو في بداية نضاله ضد المعتقلات الخاطئة في مجتمعه . ضحى هذا الرجل بنفسه لخدمة القضية ، ولم يقل أن ليس بالإمكان إصلاح العالم ، وها هو يُذكر الآن كبطل من أبطال هذا القرن بعد أن عومل كمجرم في حياته . قد أجد قليلاً م نالمؤمنين بقضيتي الآن وقد لا أجد ، لكنني أشك في أن أجد كثيراً من المعارضين بعد نصف قرن من الآن .

** عادت قمرة إلى بيت أهلها في زيارة عادية . أمها التي كانت تعلم كل شيء آثرت إخفاء النبأ عن الجميع . (سحابة صيف) هكذا كانت تسمي شجار ابنتها مع راشد ووعده إياها بالطلاق ، حتى أبوها الذي كان في إجازة في المغرب آنذاك ، قررت ألا تخبره عما حدث . هو بالذات لم يهتم بأي من أفراد هذا البيت يوماً ولن يهتم . كانت أم قمرة العقل المدبر والمحرك لهذا البيت وستبقى كذلك . عندما زارتها النسوة مهنئات بالحمل كانت قمرة تردد ما لقنته إياها أمها :- - راشد يا عميري طول وقته بهالجامعة ، حتى الإجازة ما يرضى ياخذها . يوم دري إني حامل ويحلف إني أبشر أهلي وأنا وسطهم . كلها شهر وارجع له . أعرفه ما يطيق يصبر عني ! كانت أمها تقول : (كلش ولا الطرق وأنا امتس) ولو أخوك طلق حرمته بس حنا بناتنا ما يتطلقن ...). لم يمهلهما راشد التنبل طويلاً حتى تتمكن الأم من تدبير حل للمشكلة ، وكما حدث مع سديم ، أتت ورقة الطلاق إلى والد قمرة بعد وصولها للرياض بأسبوعين لتقطع على الأم سير خططها ، وكأن راشد كان بانتظار اللحظة التي يتخلص فيها من هذه الزوجة المفروضة عليه . وصلتها الورقة البعبع التي كانت تراها في الأفلام المصرية . لم تكن الورقة مفزعة لشكلها وإنما لمضمونها . عندما ناولها إياها أخوها ، قرأت قمرة السطور المكتوبة فتهاوت على أقرب مقعد وهي تصيح : (يمه طلقني!) يمه راشد طلقني خلاص طلقني ! احتضنتها والدتها وهي تبكي وتدعو على الظالم : (الله يحرق قلبك وقلب أميمتك) يا راشد مثل ما حرقت قلبي على بنيتي !. أختها حصة التي تزوجت قبلها بسنة وكانت حاملاً في شهرها الثامن في عرس قمرة كانت تدعو معهما ولكن على الرجال كافة ، فهي أيضاً تعاني منذ زواجها . زوجها خالد الذي كان في غاية الدماثة والرقة أثناء فترة الملكة ، تحول بعد الزواج إلى شخص آخر ، لا يعبأ بها ولا يلتفت لرغباتها . كانت تشكو لأمها دوماً من إهماله لها ، فهو لا يهتم إذا ما غضبت ولا يذهب بها إلى الطبيب إذا مرضت . أثناء حملها كانت تذهب مع والدتها لمتابعة تطور الحمل ، وكانت تذهب مع أختها الكبرى نفلة لشراء مستلزمات الطفلة بعد الولادة ، وأكثر ما كان يغيظها في خالد هو بخله المستفز وتقتيره غير المبرر عليها مع أنه ميسور الحال ولا يبخل بأي شيء على نفسه ، فهو مثلاً لا يعطيها مصروفاً شهرياً كما يفعل زوج أختها نفلة مع أختها ، وكذلك والدها مع والدتها ، وإنما كان يعطيها عندما تلح في الطلب حتى تشعر بالمهانة . كانت إذا ما طلبت منه ثلاثة آلاف ريال لشراء فستان ترتديه في عرس قريبتها ، تذرع بأي حجة كي لا يعطيها النقود ، ما في داعي للفستان ، عندك فساتين كثيرة ، أو أنا ما شريت لك فستان قبل ست شهور ؟ أو أنا فلوسي على قدي ، خذي من أبوك اللي كل يوم جايب لواحد من اخوانك سيارة جديدة ... ولا هم رموك علي وتبروا منك ؟! وغيرها من الأعذار المستفزة التي كانت تدفعها في أغلب الأحيان لصرف النظر عن أي مطلب تريده ، وفي تلك المرات القليلة التي يعطيها فيها نقوداً ، يعطيها خمسمائة بدلاً من الثلاثة آلاف التي طلبتها أو خمسين إن هي طلبت الخمسمائة منذ البداية حتى لا تعرض نفسها لإذلاله ، ولسبب تجهله ، كانت أمه العقربة كما تلقبها تساعده وتصفق له في تقتيره وتنكيده عليها ! عانت قمرة الكثير بعد طلاقها من راشد ، فعلى الرغم مما سمعته من سديم عن مرارة معاناتها بعد انفصالها عن وليد ، إلا أن كثيراً من المشاعر التي اجتاحت قمرة لم تختبرها سديم ، فالأخيرة لم تخنقها العبرة كل ليلة عندما يحل وقت النوم الذي صار أسوأ الأوقات من كل يوم . منذ عودتها إلى بيت أهلها وهي لا تستطيع النوم لأكثر من ثلاثة ساعات متواصلة ، تصحو بعدها في ضيق وبمزاج نكد ، وهي التي لم يكن يستعصى عليها أن تنام العشر والعشرين ساعة متواصلة قبل الزواج وحتى أثناءه . هل كان هذا هو الاستقرار العاطفي الذي كان الحديث الشاغل لرفيقاتها غير المتزوجات ؟ لم تلاحظ يوماً أهمية وجود راشد في حياتها حتى خرج منها . عندما تضطجع على جانبها الأيسر وركبتها اليسرى تكاد تلتصق بذقنها بينما ساقها اليمنى ممدودة ، فلا تجد قدمها قدم راشد إلى جانبها ، تتقلب كثيراً وتشعر بأن السرير يشتعل من تحتها ، أو أن خيوطه تتحول إلى إبر تنغرز في مسام جلدها. تبسمل وتحوقل وتقرأ المعوذتين وآية الكرسي وما تحفظه من أدعية ما قبل النوم ثم تحتضن وسادتها وتضطجع على بطنها فتغفو بعد لأي ورأسها عند زاوية الفراش اليمنى بينما قدماها عند الزاوية اليسرى . فقط عندما تضطجع بالورب على هذا النحو ، تستطيع أن تملأ جزءاً كبيراً من الفراغ الذي خلفه راشد في سريرها ، وجزءاً من ذلك الفراغ الذي خلفه في حياتها .
(17)
كله ولا السعودي! ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يُسراً إنّ مع العسر يُسراً فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب . سورة الشرح : 1-8 قرأت خلال الأسابيع الماضية أخباراً في صحف محلية شهيرة كالرياض والجزيرة والوطن ، تتحدث عني ! أعني عن إيميلاتي تحديداً . كتبوا عن : ضجة تعم الأوساط المحلية حالياً تقف وراءها فتاة مجهولة ترسل إيميلاً نهار كل جمعة إلى معظم مستخدمي الإنترنت في السعودية ، وتقص في هذه الرسائل قصص صديقاتها الأربعة : قمرة القصمنجي ، وسديم الحريملي ، ولميس جداوي ، وميشيل العبد الرحمن . الفتيات اللواتي ينتمين إلى الطبقة المخملية من طبقات المجتمع ، والتي لا يعرف أخبارها عادة سوى من ينتمي إليها . تطل الكاتبة كل أسبوع على الناس بتطورات جديدة وأحداث شيقة جعلت الجميع ينتظر يوم الجمعة للحصول عليها ، وتنقلب الدوائر الحكومية وقاعات الجامعات وأروقة المستشفيات وفصول المدارس صباح كل سبت إلى ساحات لمناقشة أحداث الإيميل الأخير والكل يدلي بدلوه ، فمن مؤيد لهذه الفتاة ومن معارض لها . هناك من يرى أن ما تقوم به الصبايا هو شيء طبيعي ومعروف وهناك من يغلي غيظاً وهو لا يصدق ما يدور حوله من تجاوزات في مجتمعنا المحافظ . أياً كانت النتيجة ، فإن ما لا شك فيه أن هذه الرسائل الغريبة قد قامت بخلق ثورة داخل مجتمعنا الذي لم يعتد مثل هذه الأمور ، وعليه فإنها ستظل مادة خصبة للمداولة والحوار مدة طويلة ، حتى بعد توقف الإيميلات عن الصدور ...
** بدأت سديم تستمع بعملها الصيفي في بنك HSBC وبدأت تندمج مع زملائها من الموظفين. كان الجميع يعاملونها بود ولطف لكونها أصغر العاملين الموجودين ، ويحاولون تقديم المساعدة والنصح لها باستمرار . ارتاحت لطاهر بشكل خاص ، الموظف الباكستاني المسلم الأكثر مرحاً وظرفاً . لم يكن عملها شاقاً . كانت مهمتها تقتصر على استقبال المراجعين ومساعدتهم في تعبئة الاستمارات المطلوبة ، أو فرز بعض الأوراق والملفات وترتيبها . لم يكن من بين زملائها في العمل من يستهويها إلى حد الإعجاب ولذلك فقد كانت تتصرف مع الجميع بعفوية وانطلاق ، كما أنه لم يكن بين الموظفين أي عربي ولذلك فقد كانت تتصرف وكأنها واحدة منهم ، تمازح هذا وتضحك مع ذاك ، ولا تضع لنفسها قيوداً كالتي تضعها عادة وهي برفقة مجموعة عربية وخاصة خليجية وتحديداً سعودية . إدوارد صاحب العينين الزرقاوين والشعر الأسود الذي يصل إلى ما أسفل أذنيه بقليل ، صاحب البورشة الذي كان يأتي للبنك مرتدياً أغلى الثياب ، وحده كان يلفت انتباهها . عندما رأته أول مرة مرتدياً بدلة كحلية غامقة مع قميص خمري وربطة عنق من نفس اللون تأكدت من أنه مختلف في وسامته وأناقته وحتى في لكنته الأيرلدنية عن الآخرين ، أما طاهر فقد كان محبوباً من قبل الجميع على الرغم من بساطته . رحلتها من شقتها في ساوث كنزنغتون حتى البنك الواقع في كناري وورف باستخدام المترو كانت تستغرق ما يقارب أربعين دقيقة كل صباح . كانت تقضي رحلتها اليومية في تصفح جرائد المترو المجانية الملقاة على المقاعد ، وسماع فيروز من مسجلها الصغير الووكمان . اقترح عليهم إدوارد بعد انتهاء الدوام في أحد الأيام أن يذهبوا جميعاً إلى البيانو بار على هاي ستريت كنزنجتون. وافقت سديم على المجيء مع مجموعة من الموظفين لوجود طاهر من ضمنهم ، ولأن البار الذي يريدون الذهاب إليه لا يبعد كثيراً عن شقتها ، لكنها أعلنت أنها ستنصرف عندما يأتي صديق طاهر لاصطحابه لمشاهدة فيلم في السينما ، فطاهر صار مثل الأخ الأكبر الذي تشعر في وجوده بالراحة والاطمئنان . ظلت سديم تتأمل البيانو الذي رُصت فوقه الكؤوس الرطبة وقد بدت أوتاره من خلال غطائه الزجاجي الشفاف . ذكرها هذا البيانو بالبيانو الأبيض الذي كان في منزل خالتها بدرية القديم بالرياض . كان طارق ابن خالتها يتلقى دروساً في العزف عليه ، وكان ينقل إليها كل ما يتعلمه من دروس . كانت في الثانية عشر من عمرها آنذاك بينما كان هو الخامسة عشر . الساعة تقارب السادسة مساءً . كان الوقت ما يزال مبكراً والمكان شبه خالٍ ، ولم يكن العزف على البيانو يبدأ عادة قبل الساعة السابعة والنصف مساءً . قررت سديم أن تحاول العزف رغم أنها لم تتمرن منذ سبع سنوات . اعتذرت مسبقاً عن العزف الرديء وبدأت ترتجل النوت واحدة تلو الأخرى حتى تصل إلى النوت المطلوبة ، ثم أعادت العزف من البداية وبإتقان أكبر هذه المرة . عزفت إحدى مقطوعات عمر خيرت ، موسيقيها المفضل . كان العزف صعباً هذه المرة بدون طارق الذي كان يغنيها عن استخدام يدها اليسرى أثناء العزف . كان صديق طاهر متجهاً للبار لاصطحاب صديقه إلى السينما ، لكن الأنغام العربية المنبعثة من الأسفل استوقفته . من موقعه على درجات السلم ، أطل فراس من النافذة الزجاجية الموجودة ليستكشف مصدر هذا اللحن العربي . لمح شابة جميلة لم يسبق له أن التقاها ضمن شلة طاهر . ظل مصغياً لعزفها حتى علا صوت التصفيق وعادت الفتاة إلى مقعدها إلى جانب صديقه. نزل فراس الدرجات الباقية حتى وصل إلى طاولة صديقه ، ألقى تحية سريعة على الحاضرين ثم طلب من صديقه الإسراع في الخروج معه حتى يلحقا بالفيلم . سأل طاهر سديم إن كانت متأكدة من أنها لا تريد مشاركته وصديقه الذهاب إلى سينما أوديون القريبة ، لكنها اعتذرت متمنية لهما قضاء وقت ممتع ، فاتجها وحدهما يساراً باتجاه السينما بينما اتجهت هي يميناً نحو شقتها . بعد أسبوع من ذلك اليوم أقام طاهر حفلة عيد ميلاده الثلاثين ، في مقهى كوليكشنز هناك التقاها فراس للمرة الثانية ، لكنه في هذه المرة قرر أن يخبرها أنه سعودي مثلها ، فلا بد وأنها تظنه باكستانياً كصديقه ، والحق معها ، فطاهر نسي أن يقوم بواجب التعارف بينهما في البيانو بار ، ولو أنه سعد بذلك ! يمكنه الآن أن يعرّفها بنفسه على طريقته : - الأخت عربية ؟ - سديم طايرة عيونها ! هاه ؟؟ أنت عربي ؟! - سعودي . فراس الشرقاوي - سديم الحريملي ... أنا آسفة كنت أحسبك باكستاني مثل طاهر ! - ضاحكاً من صراحتها المحرجة , وانتي اللي يشوفك يقول عنك أسبانية ، حتى انجليزيتك ما شاء الله ؟ بيرفكت ! - أنا سعودية .. - مبتسماً حي الله أهلنا - تقول في سرها : حي الله أهلنا ؟ فاقدهم مرة يعني ؟ كل السعودية في لندن الحين وانت مسوي فيها وطني ومتشقق تشوف أحد من أهلك ! يا نصبك ! أمم ... هلا بك.. - أنا سمعتك ذاك اليوم وانت تعزفين فعرفت إنك عربية ، وبعدين لما سألت طاهر قال لي إنك سعودية . - بالله ؟؟ ما أتذكر إنك جيت وأنا أعزف ! - لأني ظليت متخبي على الدرج وأناظرك من الشباك . كانت أول مرة اسمع فيها عزف شرقي في البيانو بار . الصراحة ، كان عزفك رهيب . - كراً ، هذا من ذوقك وهي تلتقط حقيبتها من المقعد المجاور طيب أنا لازم أمشي الحين . أستأذن . - لسه بدري ! - معلش وراي موعد . - طيب ما تنتظرن شوي لحد ما تسلمين على طاهر ؟ أتوقع إنه تحت على البار . - ما اقدر . بليز سلم لي عليه واعتذر لي منه إذا شفته . - مع السلامة وإن شاء الله ما أكون أزعجتك . على العموم فرصة سعيدة . - أزعجتني وبس ؟ إلا قول فقعت مرارتي ! معذور . هماك سعودي! أنا الأسعد ، باي. - باي . عادت سديم إلى شقتها وهي تلعن حظها بعد أن اكتشفت أن صديق طاهر سعودي ! راحت تسترجع في ذهنها جميع الأحداث التي جرت في المرة التي رأت فيها فراس في البيانو بار قبل أسبوع . هل ارتكبت أي من التجاوزات التي لا يفترض أن يراها شاب سعودي من ابنة بدله ؟ هل صدر منها أي تعليق جريء ؟ هل كان ما تريديه لائقاً ؟ الله يقلعه ! وش جايبه ! ؟ حتى هنا ما ني قادرة آخذ راحتي واتصرف على طبيعتي ؟ هالسعوديين وراي وراي؟؟ عز الله إنه بيفضحني وبكرة أخباري كلها واصلة الرياض! الله لا يعافيك يا طاهر انت وخويك ذا البثر اللي يتميلح ! قال أيش قال الأخت عربية !!. في أول أيام الأسبوع التالي ، سألت سديم طاهر عن صديقه فراس ، وعاتبته على إخفائه حقيقة جنسيته عنها ، لكن طاهر نفى أن يكون قد تعمد ذلك . أخبرها بأنه لم يتكر كونها من نفس دولة فراس إلا عندما أثارت الموضوع أمامه . قال لها أن فراس ليس من النوع الذي تخشاه ، فقد تعرف إليه منذ التحاقه بجامعة ويست منيستر في ريجنت كامبس. كان فراس يدرس الدكتوراة في العلوم السياسية بينما كان طاهر بينهيى رسالة الماجستير في المحاسبة . اشتركا في غرفة واحدة لمدة ستة أشهر في سكن الجامعة في مابليبون هول . كان أكثر ما يعجبهما في موقع السكن هو قربه من ريجنت بارك حيث يقع المسجد الكبير الذي يحرصان على أداء صلاة الجمعة فيه . بعد أن حصل طاهر على شهادته انتقل للعيش في شقته الحالية بمايدا فيل ، وانتقل فراس بعده هو الآخر للسكن في شقته الحالية في سينت جونزوود ، وقد كان طوال هذه السنين نعم صديق وخير رفيق . لم يأت طاهر على ذكر فراس بعد ذلك اليوم ، ولم تسأله هي عنه ، لكنها كانت تخشى أن يكون طاهر قد أبلغ فراس عن ضيقها به وتبرمها بلقائه في حفة عيد الميلاد . كم سيكون ذلك محرجاً بالنسبة لها ! عموماً ، يدرك الجميع أن الفتاة السعودية ترتاح للاختلاط بالرجال تغير السعوديين أكثر من الرجال السعوديين ! لن يكون فرسا الأول ولا الأخير الذي يُصاب بمثل هذه الصدمة بفتاة من بلاده تفضل لقاء صديقه الباكستاني على لقائه! رغم تحررها النسبي وعدم اهتمامها عادة بتعليقات الآخرين ، إلا أنها تمنت لو أنها تستطيع لقاء هذا الرجل من جديد حتى تستشف عن صورتها في داخله . كان يزعجها التفكير بأنه قدي يسيء الظن بها ، فمع أنها لا تعرفه ، ولكنه شاب سعودي ! قد يثير حولها زوبعة من الكلام تصل من لندن حتى الرياض ! كانت قد اعتادت أن تقضي صباح كل سبت في شارع أوكسفورد تذهب للتسوق من محلاته الكثيرة قبل أن تنهي جولتها الأسبوعية بساعات داخل مكتبة بوردرز . تتجول في أرجاء المكتبة الضخمة ذات الأدوار الخمسة لتقرأ المجلات وتستمع إلى أحدث الاسطوانات بعد أن تتناول إفطاراً خفيفاً في مقهى ستاربكس الموجود بالداخل . هناك وجدته ! رتب لها القدر لقاء لائقاً بهذا الغريب للمرة الثالثة على التوالي.لا بد وأن يعني ذلك شيئاً ! تفكر سديم وعبارة أم نوير التي تكررها دائماً ترن في ذهنها : ثلثنا وغدا الشر . كان عاكفاً على قراءة جريدة وهو يحمل في يده اليمنى كوباً من القهوة ، وعلى طاولته أوراق كثيرة مبعثرة ولاب توب . أروح أسلم عليه ؟ وإذا سوى نفسه ما يعرفني ؟ أعرف حركات الشباب لما يسوون فيها ثقل على البنات ! أكيد بيستعبط ويسوي نفسه ما يعرفني ... يالله وات إيفر! ما وراي شي خليني أسلم عليه ... اتجهت إليه وحيته بهدوء . صافحها باحترام وأزالت كيف الحال سديم ؟ فرصة طيبة ظنونها السيئة فيه . تحدثنا وقوفاً عما يفعله كل منهما في المكتبة . بعد دقائق قليلة ساعدها في نقل فنجان قهوتها وكرواسان الجبن ما مائدتها إلى مائدته حتى تتناول طعامها وحيدة . جرى بينهما الحديث سلساً وممتعاً. لسبب لم تعرفه تلاشي من ذهنها أنه الشاب السعودي الذي أرادت أن تقطع لسانه قبل أن يبدأ في نشر الأقاويل عنها . سألته عن جامعته وموضوع رسالته وسألها عن دراستها وعملها الصيفي . استفسرت منه عن الأوراق المبعثرة فاعترف لها أنه يتوجب عليه قراءة كل هذه الأوراق التي تزيد عن المائتين هذا الصباح لكنه كعادته لم يستطع أن يقاوم إغراء جريدة ، بخشخشة صفحاتها ورائحتها الورقية ! ضحكت منه عندما خبأ عنها بشقاوة طفولية ما على الكرسي المجاور لكرسيه من جرائد كثيرة وادعى أنه لم يشتر هذا الصباح سوى جريدة الحياة والشرق الأوسط والتايمز ، والتي أقر بأنه قد قرأها جميعها بدلاً من قراءة أبحاثه ! أدهشتها ثقافته الموسيقية وإطلاعه الفني بشكل عام ، فعلى الرغم من عمله في مجال السياسة إلا أنه برع في مناقشتها حول مناظر رامبرانت الطبيعية وخطوط كاندينسكي التجريدية ، وأذهلها عندما حدثها بإسهاب عن إيداع موسيقية المفضل موتزارت الذي كان يؤلف المقطوعة خلال جلسة واحدة ، ووعدها بأن يُسمعها مقطع (ملكة الليل) من أوبرا الناي السحري لموتزارت التي أبدعت في أدائها السوبرانو لويزا كينيدي ، ثم تحول الحديث إلى التعليق على السياح الخليجيين في لندن في مثل هذا الوقت من كل عام . شاركته سديم مولودة برج العذراء صاحبة النقد اللاذع متعة الذب والحش اللتان لا يجيدهما الكثيرون ، فملأت هي وفراس مولود الجدي صاحب الدم الخفيف جو المقهى بضحكاتهما الصاخبة ! عصافير الكيمستري أو الكيمياء كانت تحلق حول رؤوسهما كما تحلق عصافير توم حول رأي جيري ! لاحظت سديم أن الأمطار بدأت تهطل بغزارة بعد أن كانت الشمس ساطعة لساعات قبل دخولها المكتبة . سألها فراس إن كان معها سيارة ، فأجابت بالنفي . عرض عليها أن يوصلها بسيارته إلى شقتها أو المكان الذي تريده فرفضت بأدب . وأخبرته بأنها ستكمل التسوق في المحلات القريبة ثم تستقل سيارة أجرة أو حافلة إلى منزلها . لم يلح عليها إلا أنه طلب منها أن تنتظره لدقائق ريثما يذهب لإحضار شيء من سيارته . عاد وهو يحمل في يده مظله ومعطفاً واقياً من المطر ناولها إياهما ، حاولت أن تقنعه بالاحتفاظ بأحدهما لنفسه لكنه أصر على موقفه . فقبلتهما منه شاكرة وممتنة . تمنت قبل انصرافها لو أنه يتجرأ فيطلب منها رقم هاتفها حتى لا تنعدم بينهما وسائل الاتصال ، خاصة وأنه لم يتبق لها في لندن سوى أيام معدودة تعود بعدها إلى الرياض لتستأنف دراستها ، لكنه خيب ظنها عندما مد يده مصافحاً وشكرها بلطف على مشاركتها إياه فطوره الصباحي ، فانصرفت عائدة إلى شقتها وهي تخط بقدميها نهاية قصة لم تكتب بدايتها .
(18)
مجتمع معجون بالتناقضات أسماء أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم : خديجة بنت خويلد ، سوداء بنت زمعة ، عائشة بنت أبي بكر الصديق ، حفصة بنت عمر بن الخطاب ، زينب بنت خزيمة ، هند بنت أبي أمية ، زينب بنت جحش ، جويرية بنت الحارث ، صفية بنت حيي بن الأخطب ، أم حبيبة بنت أبي سفيان ، مارية القبطية ، ميمونة بنت الحارث . تزوج النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من عربيات وغير عربيات ، قريشيات وغير قريشيات ، مسلمات وغير مسلمات ، مسيحيات ويهوديات ، أسلمن قبل أن يبني بهن ثيبان وأبكاراً . عمرو خالد ، أمهات المؤمنين لاحظت أن رسائلي قد بدأت تجد أخيراً أصداءً طيبة بين أخواتي السحالي ، رغم أن غالبية رسائل التشجيع ما زالت تصلني من التماسيح ، ما تحرمش منهم ! بوسعي أن أتخيل منظر البنت كل أسبوع وهي على الإنترنيت من بعد صلاة الجمعة مباشرة بانتظار وصول إيميلي ، فإذا وصلها تصفحته بسرعة بحثاً عن دلائل تشير إليها من قريب أو بعيد ، فإن لم تجد تنفست الصعداء واتصلت بصديقاتها لتطمئن على أحوالهن المشابهة ، وكل واحدة منهن تهنئ الأخرى بمرورها سالمة من الفضيحة هذا الأسبوع أيضاً! أما إن وجدت في القصة ما يشبه واقعة مرت بها قبل سنوات ، أو كان الشارع الذي سارت فيه إحدى البطلات يشبه الشارع الذي يطل عليه منزل عمها في الخرخير ، فالويل لي! إيميلات كثيرة تصلني مليئة بالتهديد والوعيد (والله لنفضحك مثل ما فضحتينا!) حنا عارفينك أصلاً! إنت فلانة بنت عم خال حرمة أخوي! مقهورة مني لأن ولد عمك خطبني وما خطبك ! من زينه!! وإلا تكونين علانة جارتنا في البيت القديم في منفوحة ، غايرة مننا ليش نقلنا للعليا وأنت للحين منثبرة في ذاك ! واله إنكن تحف يا بنات ! وتقولون ليش البنات مو مثل العيال على قلب واحد! أنا الود ودي أكنسل على كل صديقاتي وأستبدلهن بشنبات! بس يالله ، لنا الجنة إن شاء الله !

** أخبرها نصف الحقيقة . قال لها أن والدته لم تؤيد فكرة زواجه منها ، وحدثها بما دار بينهما تاركاً لها مهمة استنتاج الأسباب الواضحة لغضب الأم . لم تصدق ميشيل ما تسمع ! أهذا فيصل الذي أبهرها بتفتحه ؟ يتخلى عنها بهذه البساطة لأن أمه تريد أن تزوجه فتاة من وسطهم ؟؟ فتاة غبية كالأخريات ؟ أهذا ما سينتهي إليه فيصل ؟!! مثله كباقي الشباب التافهين الذين تحتقرهم ؟! كانت الصدمة قوية جداً على ميشيل ، وكان فيصل يتجنب تبرير موقفه لإيمانه بأن ما من فائدة مما يمكن أن يقوله لها ، ولذا فقد بدا موقفه ضعيفاً وفاعله بارداً مع الصدمة . كان كل ما قاله أنه يرجو منها أن تتصور عقبات تحديه لعائلته وأنه ما من سلطة تستطيع أن تصد كيدهم له ولها إن هو أصر على موقفه بالارتباط بها . هو لم يحاول أن يعترض لأن النتيجة معروفة مسبقاً ، وليس لأنه لا يحبها . إنهم لا يؤمنون بالحب ! لا يؤمنون سوى بمورثاتهم وتقاليدهم عبر السنين ، فكيف السبيل إلى إقناعهم ؟ ظلت ميشيل صامتة في المطعم تحملق في وجهه التي لم تعد تعرفه . بلل كفيها بدموعه قبل أن ينصرف مودعاً . كان آخر ما قاله لها أنها محظوظة لأنها ليست من هذا الوسط المعقد . حياتها أبسط وأوضح وقراراتها بيدها لا بيد القبيلة . لن يلوث عقلها بأحكامهم ولن يقتل براءتها بأفكارهم السامة ، لا حاجة لإدخالها في متاهات هي في غنى عنها . ابتعد فيصل عن حبيبته ميشيل . قدم لها الحقيقة بعد أن ستر جسدها القبيح بأسماك وهلاهيل ، ثم تهرب حتى من مسؤوليته في امتصاص ردة فعلها . تركها حتى لا يرى صورته المشوهة في عينيها . لم يكن أنانياً ! كل ما هنالك أنه رغم كل شيء ما زال يريد الاحتفاظ بذكرى جميلة عن حبها له . بكثير من الجهد والصبر ورغبة صادقة في التغلب على الحزن . وبعون من الله الذي كان يعلم قسوة ما تعانيه ، راحت ميشيل تترفع عن الذكريات المؤلمة بإباء وجلد ، وتفلت من بين يديها ذيول الماضي الجميل ، بانتظار أن يعود للأشياء البسيطة في حياتها طعمها ولو ببطء شديد . لجأت ميشيل إلى طبيب نفسي بعد أن انعدمت أمامها الحلول. ذهبت إلى طبيب مصري كانت قد سمعت عنه من أم نوير التي كانت تلجأ إليه في
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alshalah.ahlamontada.com
 
سالفة بنات الرياض3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سالفة بنات الرياض1
» سالفة بنات الرياض2
» سالفة بنات الرياض4
» سالفة بنات الرياض5
» سالفة بنات الرياض6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشله :: الشعر و القصص :: القصص-
انتقل الى: